%50 من الأطفال مصابون بقصر النظر بحلول 2050 - الهلال نيوز

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

إعداد: محمد عزالدين
أشارت دراسة حديثة أجراها باحثون أستراليون في جامعة ملبورن، إلى زيادة ملحوظة في حالات قصر النظر لدى الأطفال، مع توقعات بإصابة 740 مليون طفل سيكونون عرضة لهذه الحالة بحلول عام 2050، وتعود هذه الزيادة إلى عوامل وراثية وبيئية، أبرزها زيادة الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات.
شملت الدراسة 276 بحثاً عالمياً، تناولت حالة 5.4 مليون شخص تراوحت أعمارهم بين 5 و19 عاماً من 50 دولة حول العالم، وأظهرت أن واحداً من كل 3 أطفال يعاني قصر النظر، وفقاً لموقع ساينس آلرت.
قصر النظر، هو نوع من الأخطاء الانكسارية، أي مشكلة في الرؤية تمنع من الرؤية بوضوح، وفي هذه الحالة تكون رؤية الأشياء البعيدة، لأن مقلة عينه أطول من المتوسط، ويحدث هذا الأمر في حال نمو العين بسرعة كبيرة، أو أطول من المعتاد، وتعني مقلة العين الأطول أنه عندما يدخل الضوء إلى العين، فإنه لا يركز بشكل صحيح على الشبكية (النسيج المستشعر للضوء المبطن لمؤخرة العين)، ونتيجة لذلك، تكون الصورة ضبابية، لأن التحكم في نمو العين، هو العامل الأكثر أهمية لتحقيق الرؤية الطبيعية.
ورغم أن العوامل الوراثية تعد من الأسباب الرئيسية، يكون الأطفال الذين يعاني آباؤهم قصر النظر أكثر عرضة للإصابة به، إلا أن العوامل البيئية تلعب دوراً مهماً، ومن أبرزها زيادة الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات الصغيرة.
وتؤكد الدراسات أن قضاء وقت طويل أمام الشاشات، خصوصاً عندما تكون الشاشات صغيرة ويتم حملها عن كثب، من العوامل المساهمة في تفاقم قصر النظر، وبناءً على هذه النتائج، يوصي الأطباء بضرورة تقليل وقت استخدام الشاشات للأطفال، خاصة في الأعمار المبكرة، والحد من المدة التي يقضونها في الأنشطة التي تتطلب تركيزاً قريباً، مثل الألعاب الإلكترونية ومشاهدة التلفزيون، وتهدف هذه التوصيات إلى ضرورة التقليل من الضغط الذي تتعرض له العين نتيجة الاستخدام المستمر للأجهزة الإلكترونية.
ومن جهة أخرى، وجد الباحثون أن زيادة الوقت الذي يقضيه الأطفال في الهواء الطلق، يساعد على الحد من تطور قصر النظر، والأطفال الذين يقضون من ساعة إلى ساعتين يومياً في الخارج، يظهرون معدلات أقل في تطور قصر النظر على مدى عامين إلى ثلاثة أعوام، وذلك بفضل التأثير الإيجابي للضوء الطبيعي في تحفيز إفراز هرمون الدوبامين في العين، الذي يبطئ نمو العين ويقلل من تطور الحالة.
ورغم أن قصر النظر يمكن تصحيحه بسهولة باستخدام النظارات أو العدسات اللاصقة، إلا أن القصور الشديد يؤدي إلى انفصال الشبكية، وهي الحالة التي تتمزق فيها الشبكية وتنفصل عن الجزء الخلفي من العين؛ والجلوكوما، عندما تتعرض الخلايا العصبية في الشبكية والعصب البصري للتلف والفقدان التدريجي؛ والتنكس البقعي، عندما يؤدي طول مقلة العين إلى تمدد البقعة (جزء من الشبكية) وترققها، ويمكن أن يؤدي إلى تنكس الأنسجة وتكسر ونزيف، ما قد يؤدي إلى مشاكل صحية أكبر في المستقبل، منها فقدان الرؤية.
ويوصي الباحثون بتشخيص قصر النظر في وقت مبكر وبدء العلاج المناسب لتقليل هذه المخاطر، ومن بين الخيارات العلاجية المتاحة، العدسات اللاصقة الخاصة بتقويم البصر، والتي تستخدم أثناء النوم لإعادة تشكيل العين مؤقتاً، ما يساعد على تحسين الرؤية، كما أن قطرات «الأتروبين» أثبتت فعاليتها في إبطاء تطور قصر النظر، وتعد خياراً آمناً مقارنة بالعدسات اللاصقة، مع آثار جانبية أقل.
وفي الختام، يؤكد الباحثون أهمية الفحوص المنتظمة للعيون للكشف المبكر عن قصر النظر، لا سيما للأطفال الذين تظهر عليهم أعراض، مثل التحديق لرؤية الأشياء البعيدة أو الاقتراب من الشاشات والكتب، والتشخيص المبكر والعلاج الفوري، يمكن أن يسهم بشكل كبير في الحد من تطور المرض وحماية الأطفال من المخاطر الصحية المستقبلية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق