نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
فلسفة افعل ولا حرج - الهلال الإخباري, اليوم الأربعاء 4 يونيو 2025 05:25 مساءً
جاء الإسلام دينا سهلا، وسطيا، يأخذ بأيدي الناس لرضى الله دون مشقة أو عنت، ومن أروع الأمثلة على ذلك ما ورد عن النبي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم أثناء حجه، عندما سأله الحجيج مرارا عن ترتيب مناسكهم: رجل سأله: حلقت قبل أن أنحر؟ رد عليه النبي "افعل ولا حرج"، وسأله آخر: ذبحت قبل أن أرمي؟ رد عليه النبي "افعل ولا حرج".
الحج تجسيد عملي لهذه الفلسفة التي تجمع البشر من شتى أصقاع الأرض لأداء مناسك قد يختلفون في ترتيبها أو تفاصيلها، فيسأل بعضهم نبيهم عن تقديم أو تأخير، عن خطأ وقع فيه أو نسيان، فيأتيه الجواب المطمئن: افعل ولا حرج؛ هذا التوجيه النبوي ليس مجرد فتوى عابرة، بل هو مبدأ استدراك فلسفي سلوكي عميق يعين الناس في موسم الازدحام والالتحام الذي يصاحبه الوهن والتعب والإرهاق جراء تباعد الأسفار واختلاف الأماكن والطقس الحار.
ومن الرحمة الربانية بالإنسانية أن أداء الحج مقرون بالاستطاعة وهو ركن محمول على القدرة والتمكين النفسي والجسدي والمادي، وهذا في حد ذاته تيسير على العباد من رب العباد وهذا يدل على أن التكاليف الشرعية في الإسلام تراعي حال الإنسان وظروفه، قال تعالى بسورة البقرة الآية 185: "يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر" وقال عليه الصلاة والسلام: "يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا".
هذه الفلسفة الممتدة يمكننا إسقاطها أيضا على جميع تعاملاتنا الحياتية ومجالاتنا التعبدية، حتى لا يشعر الإنسان بالضيق أو التذمر، وهي دعوة إنسانية لمراعاة اختلاف الأحوال والظروف المجتمعية والاقتصادية والنفسية المتقلبة.
فالإسلام دين سماحة ورحمة، لا يشق على الناس، بل يفتح لهم أبواب الأمل والطمأنينة، ويعبر بسلاسة عن الروح الهادفة لحماية المقاصد الراقية في التكاليف الربانية بفلسفة افعل ولا حرج.
Yos123Omar@
0 تعليق