نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هل تهدد الأجهزة الالكترونية طفولة أبنائنا؟ - الهلال الإخباري, اليوم الأحد 16 فبراير 2025 01:58 صباحاً
في زمن الثورة الرقمية أصبحت الأجهزة الالكترونية جزءا لا يتجزأ من حياة الأطفال، حيث باتت تغزو يومياتهم بشكل متزايد سواء عبر الألعاب الالكترونية أو وسائل التواصل الاجتماعي أو حتى التطبيقات التعليمية، لكن مع هذا الانفتاح التكنولوجي، يبرز سؤال مهم: هل تحولت هذه الأجهزة من وسيلة ترفيه إلى خطر يهدد صحة الأطفال ونموهم؟
الإدمان الالكتروني ليس مجرد زيادة في وقت استخدام الأجهزة، بل هو اعتماد نفسي وسلوكي يجعل الطفل غير قادر على الاستغناء عنها، ومع مرور الوقت يصبح الطفل أكثر انطوائية ويفضل العوالم الافتراضية على التفاعل الحقيقي ويفقد اهتمامه بالأنشطة التقليدية مثل اللعب مع الأصدقاء أو ممارسة الرياضة، وتشير الدراسات إلى أن الدماغ يتأثر بشكل مباشر عند الاستخدام المفرط للأجهزة الالكترونية، حيث يؤدي التحفيز المستمر من الألعاب والتطبيقات إلى إفراز كميات كبيرة من الدوبامين وهو الهرمون المسؤول عن الشعور بالسعادة، مما يجعل الطفل يبحث عن المزيد من الوقت أمام الشاشة لتحقيق الشعور نفسه، وبالتالي يدخل في دائرة الإدمان.
كيف تعرف أن طفلك يعاني من الإدمان الالكتروني؟ هناك العديد من العلامات التي قد تشير إلى ذلك مثل الانزعاج والغضب الشديد عند محاولة تقليل وقت استخدام الأجهزة واضطرابات النوم مثل الأرق أو الاستيقاظ المتكرر بسبب التفكير في الألعاب أو المحتوى الرقمي، كما يمكن ملاحظة ضعف التركيز وتراجع الأداء الدراسي نتيجة الانشغال المستمر بالشاشة إضافة إلى العزلة الاجتماعية، حيث يفضل الطفل الجلوس وحيدا بدلا من اللعب مع أقرانه وقد يعاني أيضا من الإجهاد البصري والصداع المزمن بسبب التعرض المستمر للضوء الأزرق الصادر من الشاشات.
إذا كان الإدمان قد بدأ في السيطرة على طفلك لا داعي للقلق فهناك خطوات علاجية فعالة يمكن اتباعها للحد من هذا التأثير السلبي مثل تحديد وقت يومي لاستخدام الأجهزة، بحيث لا يتجاوز ساعتين يوميا للأطفال فوق ست سنوات مع مراقبة المحتوى الذي يشاهدونه، كما يمكن تعزيز الأنشطة البديلة مثل الرياضة والرسم والموسيقى لتقديم متعة حقيقية خارج العالم الرقمي إضافة إلى تطبيق أساليب الرقابة الأبوية عبر التطبيقات التي تتيح تحديد وقت الاستخدام ومراقبة المحتوى، ومن المهم أيضا إشراك الطفل في الأنشطة العائلية مثل النزهات أو الألعاب الجماعية لإعادة بناء العلاقات الأسرية، وأخيرا يجب أن يكون الآباء قدوة لأطفالهم في تقليل استخدام الهواتف الذكية.
التكنولوجيا ليست شرا مطلقا لكنها سلاح ذو حدين ويعتمد تأثيرها على الطريقة التي نستخدمها بها، فبدلا من أن تتحول الأجهزة الالكترونية إلى مربية رقمية تشغل الأطفال يجب أن نعمل على تنظيم استخدامها بشكل صحي بحيث تكون وسيلة للتعلم والتواصل وليس بابا للهروب من الواقع، إذًا هل نترك أطفالنا ليغرقوا في عالم افتراضي بلا حدود أم نرشدهم إلى استخدام التكنولوجيا بشكل مسؤول؟ القرار بأيدينا، التوجيه هو المفتاح والاعتدال هو الحل.
أخبار متعلقة :