نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
العلاقة الروحية مع الله كيف تحسن الإنتاج والجودة؟ - الهلال الإخباري, اليوم الاثنين 24 فبراير 2025 04:07 مساءً
أتناول في هذا المقال ذلك النوع الخاص من الإنتاج والجودة. الإنتاج في صناعة حياتنا الشخصية، والإنتاج في السوق، وجودة حياتنا الشخصية وجودة أسواقنا. ويظن كثيرٌ من الناس أن الإنتاج والجودة قيمتان مستقلتان بذاتهما، بينما الإنتاج إن لم يكن أخلاقيا ويخدم الإنسان فإنه يصبح بلا قيمة أخلاقية، والجودة عندما تكون فيما يضر الإنسان فإنها تفقد كل قيمة.
حياتنا الخاصة تحتاج إلى إنتاج شكل من أشكال السلامة النفسية لنتمكن من مواصلة تلك الحياة بطريقة صحيحة، فما قيمة امتلاك الملايين بينما النفس مرهقة، والروح متعبة، والضيق يخنق الصدر؟ أين هي الجودة في كل هذا؟ ما قيمة امتلاك الذكاء والقدرة على العمل ببراعة داخل مؤسسة بينما هذه المؤسسة لا تخدم المجتمع وفقط تتظاهر بأنها مؤسسة قطاع خاص تقوم بتقديم شيء للمجتمع، وفي الحقيقة ليس ذلك إلا من باب التظاهر! أين هو الإنتاج الذي يمتلك قيمة أخلاقية؟
علاقتنا مع الله تعالى تصحح لنا مفاهيم الإنتاج الأخلاقي، ومعايير الجودة الحقيقية، ومن دون ذلك التصحيح ستنزلق مؤسسات كثيرة حول العالم نحو اتجاهات لا تعبر إلا عن ما أنتجته الرأسمالية كفكر اقتصادي، بينما نحن بحاجة إلى موازنات وتوازنات تنطلق من ثقافتنا وقيمنا نحن نقيم على أساسها أسواقنا.
وبعيدا عن الأسواق، فنحن كثيرا ما لا نقيم نوعا من التقييم لحقيقة إنتاجنا داخل إطار علاقاتنا الاجتماعية، ونكتفي بالمظهر الاجتماعي، فكم فقرا في عائلة أو قبيلة قامت تلك القبيلة بحل مشاكله على امتداد كل عام؟ كم أرملة في العائلة قامت نساء عائلة بمواساتها من حين لآخر والسؤال عن أحوالها واحتياجاتها؟ كم طفلا يتيما في عائلة كبيرة قد دعته أفرع تلك العائلة بالتتابع ليمضي يوما أو أكثر في رحلة صيد؟
إعادة تقييم أدوارنا، وإعادة إنتاج مفاهيمنا في إطار إيجابي، كل هذا يتطلب أن نستلهم من علاقتنا بالله تعالى الطريق الصحيح نحو بناء منظومة عمل تتيح إنتاجا نافعا وبجودة حقيقية، وهنا تتصحح مفاهيم حاكمة للسلوك.
أخبار متعلقة :