الهلال الإخباري

الابتكار: كيف تصنع ثقافة الإبداع داخل مؤسستك؟ - الهلال الإخباري

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الابتكار: كيف تصنع ثقافة الإبداع داخل مؤسستك؟ - الهلال الإخباري, اليوم الأربعاء 5 فبراير 2025 05:27 مساءً

في صباح يوم جديد داخل إحدى الشركات التقنية الرائدة، دخل أحمد، المدير العام، إلى قاعة الاجتماعات بخطى واثقة وحماس ظاهر. اجتمع مديرو الأقسام، ينتظرون توجيهاته الجديدة، لكن حديثه بدأ على نحو مختلف. قال "الإبداع ليس مجرد هدف، إنه أسلوب حياة للمؤسسة. والسؤال الحقيقي ليس عن الأفكار التي نحتاجها، بل عن البيئة التي نوفرها لتلك الأفكار".

في لحظة صمت قصيرة شعر الجميع أن الرسالة كانت موجهة لكل فرد في الغرفة. أحمد لم يكن يقدم خطة جاهزة أو تعليمات تقليدية، بل كان يدعو إلى تغيير عميق في ثقافة العمل. ثم استشهد بقصة نجاح حديثة داخل الفريق، حيث اقترح أحد الموظفين فكرة غير تقليدية، اعتقد البعض في البداية أنها بعيدة عن الواقع، لكنها سرعان ما تحولت إلى منتج رئيسي قاد الشركة إلى تحقيق نمو كبير.

من هنا بدأ أحمد بتوضيح رؤيته: الابتكار ليس مجرد مبادرة عابرة، بل نظام متكامل يبدأ بتوفير بيئة عمل تعزز التجريب وتشجع التعاون. وقد أظهرت دراسة أجرتها Harvard Business Review أن الموظفين يشعرون بأنهم أكثر إبداعا بنسبة 70% عندما يعملون في بيئات تُقدّر الأفكار الجديدة وتحتفي بالتجارب الناجحة والفاشلة على حد سواء.

ولتحقيق ذلك قرر أحمد تخصيص ساعات أسبوعية للموظفين للعمل على أفكارهم الخاصة خارج إطار مهامهم اليومية. كانت هذه المبادرة بمثابة خطوة جريئة لنقل الابتكار من مجرد مفهوم إلى ممارسة يومية.

لم يتوقف عند هذا الحد، بل ركز أيضا على الاستثمار في تطوير مهارات الفريق. وأدرك أحمد أن تعزيز الإبداع يتطلب أدوات فكرية وتقنية تمكن الموظفين من مواجهة التحديات بطريقة غير تقليدية. ووفقا لتقرير صادر عن World Economic Forum، فإن المؤسسات التي تستثمر في تطوير مهارات موظفيها تحقق عائدا أعلى بنسبة 30% مقارنة بمنافسيها. لهذا السبب أطلق برامج تدريبية في مجالات التفكير التصميمي، إدارة البيانات، وحل المشكلات بطرق مبتكرة.

التكنولوجيا كانت أيضا محورا رئيسيا في خطته. أدخل أحمد منصات ذكاء اصطناعي لتحليل الأفكار وتحديد الأنسب منها للتطوير. وقد أثبت تقرير صادر عن PwC أن الشركات التي تستخدم التكنولوجيا لتعزيز الابتكار تحقق نموا أعلى بنسبة 25% مقارنة بالمؤسسات الأخرى.

بالطبع لم يكن الأمر خاليا من التحديات. كان على أحمد وفريقه التعامل مع ثقافة تقليدية ترى في الفشل عائقا وليس فرصة. لكن مع مرور الوقت ومع تطبيق سياسة واضحة لدعم التجريب، بدأ الفريق يدرك أن الفشل في الابتكار هو جزء لا يتجزأ من النجاح. وفي دراسة نشرتها Forbes أظهرت أن الشركات التي تتسامح مع الفشل خلال مراحل التجريب تحقق نتائج إبداعية أفضل بنسبة 33%.

مع مرور الأشهر ظهرت النتائج. لم تكن الإنجازات فقط في شكل منتجات جديدة، بل في ثقافة عمل جديدة بالكامل. أصبح كل موظف يشعر بأنه ليس فقط جزءا من الشركة، بل أيضا من مشروع مستمر لصنع الفرق. لم يكن الابتكار مهمة فردية بل أصبح أسلوب عمل جماعي يحتفى فيه بالأفكار، بغض النظر عن مصدرها.

هكذا قاد أحمد مؤسسته إلى أن تصبح نموذجا يحتذى به في الابتكار، ليس فقط من خلال الأفكار الجديدة، بل من خلال خلق ثقافة تحتضن الإبداع وتجعله جزءا من الهوية المؤسسية.

وفي النهاية، القيادة الحقيقية للابتكار ليست في تقديم الحلول فقط، بل في تمكين الآخرين من صياغة تلك الحلول وعيش التجربة الإبداعية بكل تفاصيلها.
ومضة "الأفكار العظيمة تأتي من العقل المنفتح، والثقافة التي تحتضن التجريب". "ريتشارد برانسون".

alisultan1398@

أخبار متعلقة :