الهلال الإخباري

مسلسلات رمضان 2025م: قراءة استرشادية لمشاهدة ترجيحية رشيدة - الهلال الإخباري

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مسلسلات رمضان 2025م: قراءة استرشادية لمشاهدة ترجيحية رشيدة - الهلال الإخباري, اليوم الخميس 6 مارس 2025 01:04 صباحاً

وفي ظل قيمة الوقت الثمين في رمضان عن غيره من الأشهر خصوصا من باب الاستهلاك الزائد عن الحد سواء في هدر الوقت أولا ثم الطعام ثانيا ثم الترويح عن النفس ثالثا حتى عاشرا يظل الترشيد مطلبا ملحا ومستمرا.. وفي ظل الزخم المتزايد في إنتاج مسلسلات رمضان 2025م، والتي تقدر في حدود من 80 إلى 100 مسلسل هذا العام وحده بين المصري والسوري والخليجي والسعودي المحلي.. علأوة على الإنفاق الضخم في الإنتاج التلفزيوني في رمضان وعادة ما يمثل 50% تقريبا من ميزانيات الإنتاج طوال العام سعيا وراء زيادة لا تقل عن 33% في ارتفاع نسب المشاهدة التلفزيونية في رمضان، علأوة على فرص اقتناص ميزانيات الرواج الإعلاني والتي قد تتزايد أيضا بنسب تصل إلى 33% في الشهر الكريم عن بقية اشهر العام.. لذا فإنه ربما من الرجاحة في عدم الهدر تجدر الإشارة إلى حسن اختيار المسلسلات التي تشاهدها في رمضان إنقاذا للقيمة المضاعفة لهذا الوقت الثمين في رمضان، وكذلك الجهد الأثمن وربما التكلفة الأعلى أيضا في الإنتاج والبث.. ولعل هذا المقال يقف على بعض القواعد الاسترشادية غير الملزمة لأحد في الاختيار الأمثل لمسلسل ما ولا على التعيين ودون المساس بغيره من الأعمال علما بأن الاختيار أولا وأخيرا حق أصيل للمشاهد الكريم والذي يتحكم في اختياراته بكبسة زر في جهاز التحكم عن بعد «ريموت كونترول» أو لائحة مفاتيح اجهزة الكمبيوتر أو اجهزة الهواتف النقالة الذكية سواء للمشاهدة المجانية أو مدفوعة الثمن وليس مجرد السعر بل والقيمة المضافة لذلك الاختيار.

وتظل الاختيارات الفردية أو الانفرادية ما لا تفرضها أو تؤثر عليها اللقاءات الأسرية أو الجماعية للأصدقاء أحيانا هي من حق المشاهد وحده دون غيره، آملين ألا يعد ذلك تدخلا أو تأثيرا من قبل الآخرين وقبل ممن هم حولك عن قرب أو عن بعد عبر أجهزة الإعلام والإعلان على الوسائل التقليدية وغير التقليدية الرقمية والالكترونية وسطوة ما يعرف الآن بوسائل التواصل الاجتماعي «سوشيال ميديا».. ولمن يحتاج أن يفكر أو ربما يحتار ربما يساعده قراءة المقال على الاختيار الأمثل كما يريد بكامل حريته وقواه العقلية، ولعل من أبرز محددات هذه الاختيارات ما يلي:

  1. نوعية المسلسل من حيث الدراما التراجيديا أو الكوميدية أو الخيال العلمي أو الرعب على سبيل المثل لا الحصر. وتجدر الإشارة هنا إلى زيادة الطلب على الدراما والتي تقدر نسبتها في العالم في حدود 40% من المشاهدة التلفزيونية وتزيد في عالمنا العربي إلى حدود 50% وخصوصا في أشهر ذروة المشاهدة كشهر رمضان وبين فئات الجماهير المختلفة، ويزداد الطلب على المسلسلات التاريخية خصوصا الإسلامية، ويحظى هذا العام بمسلسل طال انتظاره وزاد الجدل حوله بين القبول والرفض مثل مسلسل «معاوية» كما سبق أن شاهدنا العام الماضي مسلسل «الحشاشين» ومن عدة أعوام مسلسل «عمر»، ويستمر الجدل حول اختلاف الآراء عما يقدم في تلك الأعمال الفنية الإبداعية التي تمثل وجهة نظر صناعية فقط لا أكثر ولا أقل، وعلى المشاهد أن يحكم عقله قبل قلبه في ذلك.
  2. معايشة الأحداث للعمل سواء من الواقع الحالي أو من التاريخ، مع إمكانية تقديم إسقاطات من الزمن الماضي على الحاضر بالإضافة لمراجعة الأحداث للأجزاء المتتالية واستثمارا للنجاح السابق مع تطوير للأحداث بكل تأكيد على إمكانية الحديث عن المستقبل من الخيال العلمي أو التصورات المتوقعة في الحاضر القريب والمستقبل من ذكاء اصطناعي وخلافه، وهنا تبرز أهمية الخصائص الديمغرافية للمشاهدين في الجنس سواء ذكور وإناث، ثم الفئات العمرية المختلفة من أجيال المشاهدين كبار في السن أو شباب أو اطفال.
  3. الحبكة الدرامية وأسلوب السرد للحكاية تلفزيونيا في تدرج منطقي يجذب المشاهد ليس فقط من الحلقات الأولى للعمل، ولكن ربما ضمن المشاهد الأولى للحلقة الأولى أو ما يعرف بما قبل التتر أو ما قبل المقدمة Avan Titre خصوصا في خضم الزخم الهائل من الأعمال الفنية في رمضان، وخصوصا في المسلسلات التلفزيونية قبل البرامج الأخرى، وعادة في أول 3 أيام من الشهر الكريم، حيث التسوق في فترينات المشاهدة Window Shopping قبل أي مؤثرات أخرى للاختيار الأنسب مما هو معروض أو ربما من السيرك الإعلامي المنصوب ودون النصب على أحد.
  4. تطور الشخصيات الرئيسية للعمل الفني وكذلك وجود شخصيات فرعية تزيد العمل جلاء ووضوحا وضياء منذ البداية لما يمكن المشاهد من التوقع للمزيد من الإثارة للأحداث التالية في الحلقة أو المسلسل أو ربما ما لم يتوقعه من مفاجآت قادمة يتم الإفراج عنها تباعا خلال حلقات المسلسل الأولى أولا أو فيما يلي من بعد من الأيام تكشف محمودا غير متوقع ولكن منطقي التفكير بالدرجة الأولى ومقبولا عقليا لدى المشاهد دون مفاجآت فجة غير منطقية وسيل من الأحداث بلا معنى ولا داعي إلى الإطالة.
  5. الاطلاع على المراجعات الجادة للنقاد وأولي الرأي الموضوعي دون مصلحة مباشرة في التأييد أو مضرة واضحة من عدم التأييد وألا يكون المشاهد رهينة لغير غير ذلك من ذوي المصالح الذاتية والمنافع المشتركة، على سبيل المثال وليس الحصر عندما تكون مواطن الإشادة من أصحاب العمل أو القنوات التلفزيونية التي اشترت العمل أو ذي صلة بذلك وبثت هذه الأعمال تأكيدا لصحة قراراتهم وإصرارهم على ما يعتقدون أنه قرار صائب عند شرائهم لهذه الأعمال وعرضها وربما المشاركة في إنتاجها أصلا.
  6. طاقم العمل الفني لصناعة العمل وإن أتت متأخرة نسبيا في هذه القائمة والتي ربما يفضله المشاهد العادي أولا وخصوصا بالنسبة لأبطال العمل من نجوم يتحيز لهم الآلاف وربما ملايين المشاهدين، ولا يجب أن نغفل دور مؤلفي أو كتاب سيناريو العمل لأن التلفزيون في الأساس ورق وسيناريو علاوة على رؤية المخرج وقدرة المنتج في إيجاد هذا العمل من أساسه وما النجوم إلا قطع الكرز على الكعكة المصنوعة دراميا كتابة وإخراجا وإنتاجا وبقية العناصر الفنية الأخرى.
  7. مدة الحلقة وعدد الحلقات للعمل الفني وحسن إدارة وقت كل حلقة على حدة مليئة بالأحداث والإيقاع السريع أو المتوسط أو البطيء أحيانا دون إطالة أو مط في الأحداث والسرد دون داعٍ، كل دقيقة أو كل ثانية لها قيمتها في ميزان انتباه واهتمام وتقدير المشاهد دقات قلب وعقل ووجدان المشاهد الحالي تقدر بالثواني وليس الدقائق أو الساعات لم يعد أحد ينتظر طويلا بعد تراجع متوسط الانتباه لدى الفرد العادي الآن في حدود من 10 إلى 20 ثانية في حين متوسط الاهتمام يتراوح بين 20-40 ثانية وفقا لأحدث التقارير الموضحة لذلك.. والسر هنا يكمن في أنه عندما تشعر بالوقت أثناء المشاهدة فهذا أحد أسباب الفشل لهذا العمل أو ذاك.
  8. نوعية الإنتاج تلعب دورا مهما في جذب المشاهدين بضخامة الإنتاج في تغذية بصرية ثرية جدا تملأ العين قبل العقل أو القلب، وللمعلومية ضخامة الإنتاج ليس بالضرورة تعني فخامة الإنتاج إلى درجة مبهرة تزعج البصر وتصرف البصيرة عن المضمون بالتركيز فقط على الشكل دون المضمون ومن الملاحظ في مسلسلات السنوات الأخيرة الشطط في استخدام الجرافيك بشكل أثر سلبا على طبيعية الصورة والمشهد، ولعل من أهم أدوار ما يقوم به المخرج للحفاظ على توازن الشكل من قبل المنتج والمضمون من قبل المؤلف أو كاتب السيناريو ويكون بمثابة رمانة الميزان، وقد برز وجود نجومية للمؤلف والمخرج معا في ثنائيات أو دويتو نجحت في التأثير على العقول والقلوب معا والأمثلة عديدة لا حصر لها نجدها في نجاحات متتالية لأعمال فنية.
  9. الهدف أو الرسالة أو التيمة التي يحركها هذا العمل الفني وإن أتت أيضا متأخرة نسبيا في هذه القائمة، ونتحدث هنا عن وضوح ذلك ومن ثم تجديد الطرح أو الأسلوب في التناول بعصرية شديدة، حتى ولو كان العمل تاريخيا أو يتحدث عن فترات زمنية قديمة، لكن بعقلية معاصرة ومجددة ومحدثة ملائمة للعصر الحديث والمشاهد في الألفية الثالثة في عالم مضطرب نسبيا ويحتاج من مبدعيه المزيد من الوضوح في الرؤية والهدف تبصرة للمشاهدين وليس تضليلا لهم بمزيد الضبابية المقيتة في أغلب الأحيان أو في بعض الأحوال.
  10. وأخيرا وليس آخرا الارتباط الشرط الملزم للأثر المطلوب من جراء مشاهدة هذا العمل دون غيره من الأعمال وليس فقط من باب الثنائية المموجة من أن الفن للفن أو الفن رسالة والبعد بينهما بمسافات أن التداخل فيما بينهما مطلوب بل هو الأقوى تأثيرا والأكثر تركا لأثر دائم أو مستدام في تقديم عمل فني باق للخلود إبداعيا لفترات أطول من مدى الحلقة الواحدة أو المسلسل ككل أو الشهر الكريم أو ربما الأشهر أو السنوات التالية تأكيدا لنجاحه وليس مجرد فقاعة تنتهي بانتهاء المشاهد وكأن شيئا لم يكن ولم يحرك العمل الإبداعي ساكنا لا في شعور ومشاعر المشاهدين بل قد يمتد تأثره وأثره على سلوكيات واتجاهات المشاهدين بل يتعدى العمل الإبداعي ذلك ربما في تغيير بعض القوانين والتشريعات في داخل الدول، والأمثلة على ذلك أيضا عديدة.
أتمنى أن يجد القارئ الكريم فينا ما يساعده أو يعينه على الاستمتاع بمشاهدة رمضانية مثمرة وبناءة ليس فقط في الشهر الكريم ولكن فيما بعد ذلك بكثير وأكثر، وهكذا يبرز الخلود الإبداعي الفني في رمضان وغير رمضان.. ويبقى الإنسان حرا في اختياراته إما لتعمر حياته أو لا سمح الله تدمر حياته.. وكل رمضان والجميع بكل الخير والبركة والسعادة رمضان كريم.

أخبار متعلقة :