الهلال الإخباري

الاكتئاب يعني: «ما لي خلق..» - الهلال الإخباري

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الاكتئاب يعني: «ما لي خلق..» - الهلال الإخباري, اليوم الاثنين 21 أبريل 2025 06:55 مساءً

الاكتئاب لا يدخل من الباب، ولا يرن الجرس، ولا حتى يبعث لك رسالة «أنا قادم» الاكتئاب مثل النوم تماما، يأتيك من حيث لا تحتسب، كما لو تقود السيارة في طريق طويل، سريع، مستقيم، ومن بجوارك يغط في نوم عميق. لا يستأذنك النوم، إلا عندما تسمع إطارات سيارتك لامست عيون القطط وأرجلها وسيقانها كذلك. الاكتئاب هو الآخر لا يستأذنك ولذلك، ربما ينبغي لنا التحذير من الاكتئاب ومن علاماته.

ولعل أولى علامات الاكتئاب - في نظري - هي كلمة «ما لي خلق» الكلمة العجيبة، بسيطة في شكلها، عميقة في معناها»، وهي تعني: عدم رغبتي في شيء، وأي شيء، وكل شيء، وهذا يعني أن ثمة إحباطا. ولدراسة هذه الـ»ما لي خلق»، ربما علينا أن نفعل ما فعله جاك دريدا في فلسفة تفكيك اللغة؛ فإن كانت التفكيكية تعني إظهار المعنى الآخر، فإن المعنى الآخر لكلمة «ما لي خلق»، إن تكررت في أكثر من مشهد، فهذا يعني بداية الاكتئاب.

تبدأ حكاية «ما لي خلق» من تغير في المزاج؛ فعندما يتحول المرح والضحك إلى ابتسامة صفراء أو باهتة، فهذا يعني أنك في الطريق المعوج، فحري بك أن تراجع نفسك، فراقب مزاجك وأجعله دائما متألقا كما روحك في السابق!
ثم إن الانسحاب الاجتماعي هو علامة أخرى من علامات هذا الزائر غير المرغوب فيه؛ فإن كنت لا تحب أن تحضر فرحا، ولا تحب أن تعزي مكلوما بفقد حبيبه، والناس حولك كأنهم في مسلسل ممل ولا تحب الحب نفسه فاستعد لمساعدة نفسك!

أما إن قلت «ما لي خلق شيء» ثم ذهبت للنوم مرة، ثم قلتها مرة أخرى وذهبت للنوم مرة أخرى، ثم قلت «ما لي خلق حتى النوم نفسه» أيضا، فهذه إشارة أخرى إلى دخول مرحلة ليست صعبة، لكنها ليست منطقة مريحة. فتذكر أن اضطراب النوم، سواء بزيادته أو نقصه، سواء بالبحث عنه وصعوبة الحصول عليه أو حتى كرهه، هو صفة أخرى لمشروع اكتئاب قادم.

أما طاقتك التي كانت مشرقة تشع روحا لطيفة ومضيئة، فإن تدهورت، فربما لم تكن العلة جسدية، بل ربما سببها «ما لي خلق» التي ترددها في كل لحظة. وحتى تتأكد، قاوم نفسك، فإن لم تستطع، فاعلم أنك تحت تأثير مشروع ألم قادم!

ثمة علامة أخرى، وهي الأفكار السلبية. والأفكار السلبية لا تأتي إليك وتقول «أنا أفكار سلبية»، بل تأتي على هيئة سوء فهم، ثم تكتشف أنك بالغت كثيرا في سوء الفهم. وتأتي على هيئة تخيلات لسيناريوهات لم تحدث بين آخرين. وهذه هي الأفكار السلبية في هيئة دراما لم تحدث.

والأفكار السلبية تشعر بها وكأنها إحباط عن نهاية العالم، وانهيار القيم، وتحولات، وإنذارات بأن كل شيء ليس على ما يرام. بينما الحقيقة أن كل سنة هي أفضل مما قبلها، لولا سوء ظنك.

وأخيرا، وعلى طريقة كلمات خبراء تطوير الذات، فإن فقدان الشغف أحيانا هو بداية نفق الاكتئاب، إن لم يكن في سياقه الطبيعي. فحاول إحياء الشغف إن استطعت إلى ذلك سبيلا.

ولعلاج الاكتئاب، الحل بسيط وسهل: أولا، اخلق بصيرة، تعرف نفسك وتعرف هل وقعت فريسة أم لا، ثم هل أنت في بداية الطريق أم لا؟ لحظتها؛ عالجها، لأنك أكثر شخص يعرف ألمك، ويعرف علاج مرضك، ويعرف إلى من يذهب ليساعده، حتى ولو كان طبيبا نفسيا.

أخبار متعلقة :