الهلال الإخباري

يمكنك شراء سيارة بتكلفة عادتك السيئة - الهلال الإخباري

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
يمكنك شراء سيارة بتكلفة عادتك السيئة - الهلال الإخباري, اليوم الأربعاء 21 مايو 2025 01:31 صباحاً

صرحت الفنانة ندى رحمي أنها بعد خسارتها 82 كيلو من وزنها اشترت سيارة لوالدتها من توفيرها المال الذي كانت تصرفه على الأكل الزائد، وأيضا في الأخبار قصة مشابهة للمواطن التركي «محمد توك» الذي اشترى سيارتين ودراجة نارية من تجميعه مبلغ 70 ألف ليرة تركية بعد إقلاعه عن التدخين، وهي قيمة ما كان سيصرفه خلال ثماني سنوات على شراء السجائر، ففوق الخسائر الصحية الناتجة عن العادات السيئة فهي لها تكلفة مالية تمثل خسارة مضاعفة، وفي المجتمعات الفقيرة قد يفضل الأب إنفاق ماله القليل على سجائره أو القات أو المخدرات أو الكحول على شراء حليب لطفله ويتركه جائعا، وملاحظ أن العادات السيئة المكلفة ماديا كالسجائر وإدمان الكحول والمخدرات هي أكثر انتشارا لدى الفقراء لأنها من وسائل الهروب من الواقع لكنه هروب يدفع ثمنه مضاعفا، وهذا يجعل تلك العادات السيئة أنانية مضاعفة، لأنها تستهلك موارد العائلة المحدودة وفوقها تكلف العائلة نفقات العلاج من التبعات المرضية للعادات السيئة، فالعائلة تضطر لبيع كل ممتلكاتها للإنفاق على العلاج.

مؤسف أنه في حملات التوعية بالأضرار الصحية للعادات السيئة لا يتم تناول الجانب المالي، وهو يمثل بالنسبة للكثيرين حافزا أكبر من الوقاية من الأمراض، لأن الأمراض تبدو مجرد احتمال يمكن أن لا يحدث لكن الخسارة المالية هي ضرر متحقق، ولو حسب كل من هو معلق بعادة سيئة تكلفة عادته السيئة المالية على المدى الطويل سيتشجع على تركها، وخاصة أنه سيمكنه بقيمتها اقتناء ما يحلم به.

حساب الإنسان تكلفة عاداته عموما على المدى الطويل حتى منها غير السيئة بحد ذاتها مثل شراء قهوة يومية من ماركة شهيرة أو ارتياد المطاعم الباهظة أو شراء الماركات الشهيرة للاستعراض بها، هو من أكثر ما يمكن أن يحفزه على ترشيد عاداته المالية ويشجعه على الادخار لإنفاق المال في حاجات أهم من الرفاهية الآنية.

وكثير من الذين يعانون من ضائقة مالية بشكل مزمن لديهم عدم رشد في إنفاق دخلهم المالي، لأنهم لا يأخذون بالاعتبار العواقب طويلة الأمد لأنماطهم المالية ويقصرون نظرهم على لحظتهم الحاضرة فقط، بينما الأثرياء الذين صنعوا ثرواتهم من الصفر بعصامية يؤكدون دائما أن من أسباب نجاحهم في بناء ثرواتهم أنهم قننوا إنفاقهم في بداية الطريق وادخروا دخلهم لاستثماره بدل إنفاقه على الرفاهية غير الضرورية، ومن المفارقات أن أثرى أثرياء العالم لا يرتدون ملابس من الماركات الشهيرة التي تضيع الطبقة الوسطى دخلها فيها للإيحاء بأنهم أثرى مما هم عليه في الواقع.

للأسف إن ثقافة الادخار التي كانت سائدة في الأجيال الماضية قد فقدت تماما في الأجيال الحالية، ولذا كثر في الأفراد التعثر المالي وإيقاف الخدمات، ولهذا هناك حاجة لخطاب توعية وترشيد مالي يحذر من عواقب السلوكيات المالية السيئة ويرغب في أنماط الادخار واستثمار المدخرات، ويحفز على ترك العادات السيئة لتوفير تكلفتها المالية.

أخبار متعلقة :