نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
كيف يمكن للإنسان أن يسير لمعنى حياته؟ - الهلال الإخباري, اليوم الأربعاء 19 فبراير 2025 06:19 مساءً
فالحياة هي ليست قضية معقدة كما يعتقد البعض، ولكنها خرجت عن كونها حياة سليمة عند الأخذ بتعدد الأهداف والمقاصد، واللهث وراء المكاسب بنهم، حتى أصبح الإنسان مترقبا قلقا، وهنا تتعاظم الإشكالية حتى يخرج الإنسان عن مساره الحقيقي الذي خُلق من أجله، ومع هذا فإن البعض يجعل لنفسه مسارا لا يليق بطبع الإنسان، وهذا ما يجدد المعاناة.
فلكلٍ مسار هو من يختاره، وهذا المسار هو ما يشكّل المعنى للحياة، فالبعض جعل مساره في الماديات، والبعض جعل مساره في البحث عن شعور الأمان المطلق، والبعض جعل مساره أشخاصا أو جماعه ينتمي لها.
فلو تساءلنا ما الذي يجعل الإنسان مستمسكا بأهداف الدنيا، نجد الإجابة رغبته الشديدة بالحياة، فعلى سبيل المثال، لو سألنا شخصا من العصور القديمة في زمن الجاهلية عن ما يريده من الحياة فلن تجد الإجابة تخرج عن كسب المعارك القبلية والسيطرة، ولو سألنا شخصا من العصور الحديثة في زمن الرأسمالية عن ما يريده من الحياة فلن تجد الإجابة تخرج عن الكسب المادي والسيطرة الاقتصادية، وفي هذا السياق تجد الإنسان يرغب بالسيطرة وهو هدف لا معنى له سوى الاعتقاد بأن الحياة دائمة وأبدية، وأعماق هذا الشعور - السيطرة - نابعه من خوف لازم وضعف، فإذا تمعنا في الخوف وملامحه نجد أن هناك سلوكيات تجسد الخوف مثل السيطرة، والقمع، والتمسك بالرأي، والهروب، وهذا ينطبق على كل شعور متجذر داخل الإنسان بسلوكياته، وإذا تمعنا في مزيج الضعف مع الخوف نجد أن التوكل هو المفقود في هذه المعادلة لأن التوكل هو التفويض والتسليم، ولا يمكن لشخص مساره ورغبته السيطرة أن يسلِّم ويفوِّض.
فالعبادة هي الأساس وهي المسار الذي يوائم سمو الإنسان بتركيبته وطبعه، فمتى ما كانت عبادة الله هي الإرادة والمقصد الوحيد من هذه الحياة سقطت جميع المقاصد، لأن النفس ارتبطت بما هو متجذر بالفطرة فلا يكون هنالك معيار للفشل سوى التقصير في العبادة.
0 تعليق