نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
يوم التأسيس: ذكرى الرؤية الأولى - الهلال الإخباري, اليوم السبت 22 فبراير 2025 04:04 مساءً
غير أن الدوافع التي حرّكت هؤلاء القادة كانت في معظمها ذات طابع توسعي أو اقتصادي، إذ سعوا إلى اكتشاف طرق تجارية جديدة، أو الطمع في وفرة الموارد الطبيعية، أو تحقيق مكاسب سياسية توسعية. لكن وسط هذه الحقبة الزمنية التي غلبت عليها المصالح الشخصية والاستعمارية، يبرز قائد فذ لا تنطبق عليه هذه الأطماع، قائد لم يكن مدفوعا برغبة في الهيمنة أو استغلال الثروات، بل بحلم أكبر، رؤية أعظم، وهدف أسمى، إنه الإمام محمد بن سعود طيب الله ثراه.
لقد كان الإمام محمد بن سعود قائدا استثنائيا، صاحب رؤية طموحة بعيدة المدى، حمل همَّ توحيد الجزيرة العربية، وإنهاء الفرقة والنزاعات القبلية، وإرساء الأمن والاستقرار. لم تكن هذه مجرد شعارات تسطر في كتب التاريخ، بل كانت واقعا صنعه قائد عظيم آمن بأن الاستقرار والوحدة هما حجر الأساس لنهضة الأوطان. فمن قلب الصحراء الشاسعة التي زهد فيها الطامع قبل القانع، خرج الإمام محمد بن سعود مؤلفا للقلوب، جامعا للصفوف، رافعا راية التوحيد، ليؤسس كيانا سياسيا متماسكا استمد قوته من الإيمان والعزيمة.
إن يوم التأسيس ليس مجرد مناسبة وطنية عابرة، بل هو ذكرى انبثاق الرؤية الأولى التي قامت عليها الدولة السعودية، ذكرى رجل أرسى دعائم الوحدة، وأسّس لحضارة امتدت جذورها عبر الزمن. لقد أثمر كفاحه عن نشأة الدولة السعودية، التي قامت منذ لحظتها الأولى على راية التوحيد، وتحكيم كتاب الله وسنة نبيه، وسار على نهجها أبناؤه من بعده، يحملون أمانة خدمة الحرمين الشريفين، ويقودون وطنهم نحو المجد، حتى باتت المملكة اليوم دولة شامخة بين الأمم، ذات ثقل ديني وسياسي واقتصادي، تسير بخطى ثابتة نحو مستقبل أكثر إشراقا، مستندة إلى رؤية طموحة وهمم تعانق عنان السماء.
يوم التأسيس هو يوم استلهام القيم النبيلة والمقاصد الشريفة، يوم ندرك فيه أن العزيمة والإرادة الصادقة قادرتان على بناء الأوطان وكتابة التاريخ. هو يوم نجدد فيه العهد على السير على خُطى الأجداد، متسلحين برؤيتهم، معتزين بمبادئهم، مستلهمين من تضحياتهم، لنواصل بناء حاضرنا المشرق ومستقبلنا الواعد.
0 تعليق