القاهرة: «الخليج»
أعلنت الحكومة المصرية، بدء خطة تستهدف إعادة إحياء منارة الإسكندرية، التي تعد إحدى عجائب الدنيا السبع، وإعادتها إلى موقعها التاريخي فوق جزيرة فاروس المواجهة لمنطقة المنتزه، مكان الفنار الحالي، على نحو يضع الإسكندرية على رأس قائمة المقاصد السياحية في البلاد.
يرجع تشييد المنارة القديمة إلى العصر البطلمي؛ حيث بنيت في عام 280 قبل الميلاد، في عصر «بطليموس الثاني»، وقد بناها المعماري الإغريقي «سوستراتوس»، وكان طولها 120 متراً، ما يجعلها أعلى بناية في عصرها، تعبر عن حضارة عروس البحر المتوسط، ويصل ارتفاع مبناها إلى 130 متراً، حيث إنها على ربوة عالية في جزيرة فاروس، في مواجهة الميناء الشرقي للإسكندرية، الذي كان يعد أضخم وأجمل الموانئ التي شيدت على ساحل المتوسط في ذلك الزمان البعيد.
وظلت المنارة ترشد السفن التي تمخر عباب المتوسط قبالة سواحل الإسكندرية لقرون طويلة، قبل أن تنهار في العصر المملوكي بفعل زلزال كبير ضرب مصر، فلم يتبق منها سوى الطابق السفلي المربع فقط؛ حيث استخدم كبرج للمراقبة، وقد شيد مسجد صغير فوقه، إلى أن جاء زلزال عام 1303 ميلادية، فدمّر المنارة بالكامل، واستمرت على هذا الحال إلى أن تحولت إلى قلعة قايتباي عام 1480 ميلادية، ويقال إن هناك أحجاراً كثيرة من الفنار القديم استخدمت في بناء قلعة قايتباي.
وينظر كثير من الخبراء إلى إعادة إحياء المنارة، باعتباره مشروعاً عالمياً، بإمكانه أن يعيد الإسكندرية إلى صدارة المقاصد السياحية، وخصوصاً السياحة الأورومتوسطية.
وقالت مصادر بمحافظة الإسكندرية، إن المشروع حصل على موافقة مجلس الوزراء المصري عام 2010، ليكون بنفس التصميمات التاريخية للمنارة القديمة، مع إضافة خدمات سياحية بمستوى عالمي، من خلال غرف فندقية وأنشطة سياحية، تتضمن مسرحاً مفتوحاً للآثار الغارقة، وخلق بيئة جاذبة بمفهوم حديث.
وأشار إلى أن التعاون والعروض قدمت بالفعل من الجانب الصيني، من خلال نظام البناء والتشييد مقابل العوائد الاقتصادية لسنوات عدة، بالتزامن مع بدء مفاوضات مع منظمة اليونسكو، لتكون راعية للمشروع، الذي يعدّ الأول من نوعه، في إحياء قطعة فريدة من التراث العالمي والثقافي، ليعود من جديد إلى الحياة.
أخبار متعلقة :