الهلال نيوز

النشر في عصر الرقمنة: هل يتفوق الكتاب الالكتروني على الورقي؟ - الهلال نيوز

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
النشر في عصر الرقمنة: هل يتفوق الكتاب الالكتروني على الورقي؟ - الهلال نيوز, اليوم الخميس 14 نوفمبر 2024 11:55 صباحاً

في ظل التحول الرقمي المتسارع الذي نشهده، تحظى الكتب الرقمية والصوتية بشعبية كبيرة على مستوى المنطقة العربية.

الأمر الذي ساعد الكُتاب والمؤلفين على انتشار أعمالهم بشكل أسرع والترويج لأنفسهم على نطاق أوسع، بالإضافة إلى ترجمة كتبهم إلى عدة لغات.

ومن أبرز الميزات التي يتفوق بها الكتاب الالكتروني على نظيره الورقي هي انخفاض التكلفة، حيث يوفر النشر الالكتروني نفقات الطباعة، والأحبار، والأوراق، وأجور النقل والتوزيع، مما يجعله متاحا لشريحة واسعة من القُرّاء بأسهل الوسائل.

وتشير الدراسات الأخيرة إلى أن نحو 60% من المؤلفين تحولوا للنشر الالكتروني لأسباب تتعلق بالنواحي المالية والإبداعية.

وساهمت منصات النشر الذاتي بدور كبير في زيادة عدد الكتب الالكترونية، كونها أقل تكلفة في الإنتاج والشراء، فأصبحت الكتب متاحة مجانا، إذ تتيح العديد من المكتبات الرقمية فرص قراءة الكتب وتحميلها بشكل فوري، وقلت الحاجة لزيارة المكتبات العامة أو متاجر الكتب، أو حتى انتظار المعارض الدولية للكتاب لاقتناء الكتب التي ننوي قراءتها.

وتمنح الكتب الالكترونية لأصحابها سهولة حمله أثناء السفر أو التنقل، حيث يمكن حفظ الآلاف من الكتب الالكترونية في مساحة صغيرة جدا، مقارنة بالمساحة التي قد يشغلها الكتاب الورقي.

إضافة إلى سرعة انتشاره حول العالم دون القيود التي قد تفرضها بعض الدول على الكتب الورقية.

كما لا يمكننا أن نتجاهل سهولة النسخ والنقل، حيث يمكن نقل الكتاب الالكتروني في ثوانٍ أو دقائق، وهو ما لا يتوفر بالسهولة نفسها عند التعامل مع الكتب الورقية.

من جهة أخرى أسهمت الرقمنة بشكل كبير في تسهيل تواصل الكُتّاب والمؤلفين مع جمهورهم، حيث فتحت قنوات اتصال مباشرة دون الحاجة إلى وسطاء أو ناشرين تقليديين.

فبفضل الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، أصبح بإمكان الكُتّاب مشاركة أعمالهم وأفكارهم مع قرائهم بسهولة، وتلقي ردود أفعالهم بشكل فوري.

هذا التواصل المباشر يعزز من علاقة الكاتب بجمهوره ويضفي طابعا شخصيا على تجربته الإبداعية، إذ يمكنه مناقشة محتوى كتاباته، والاستجابة للقراء، والرد على استفساراتهم، مما يخلق مجتمعا تفاعليا وداعما حول الكتاب والمؤلف.

إضافة إلى ذلك، يسهم هذا التقارب في إثراء تجربة الكتابة والنشر، كون الرقمنة تتيح للكتّاب فرصة تطوير أعمالهم وفقا لما يتلقونه من ملاحظات وآراء، مما يساهم في بناء قاعدة قراء وفية ومتفاعلة مع كل جديد يقدمه الكاتب.

لكن في المقابل انتشرت العديد من الكتب الالكترونية التي تفتقر إلى التدقيق والمصادر الموثوقة، مما أثر سلبا على ثقافة العامة الذين يحصلون على معلوماتهم من تلك الكتب دون التحقق من المصادر أو التأكد من صحتها.

ونتيجة لذلك، ازدادت سرعة انتشار مواد تحتوي على أخطاء لغوية ونحوية، إلى جانب معلومات غير دقيقة أو غير موثوقة.

ونتيجة لذلك، قد يفقد القارئ الثقة في بعض الكتب الالكترونية ويواجه صعوبة في التمييز بين المحتوى الجيد والضعيف، خاصة مع ازدياد الاستعانة بالذكاء الاصطناعي والترويج لها والدعوة للاستناد عليها.

هذا الإهمال في التدقيق يؤثر أيضا على ثقافة القارئ ويقلل من قيمة المعرفة التي يتلقاها، ويُبرز الحاجة الملحة لتطبيق معايير جودة أعلى في النشر الالكتروني، وقوانين أكثر صرامة، تتضمن تدقيقا لغويا ومراجعة دقيقة للمحتوى والمصادر، لضمان صحة المعلومات وموثوقيتها، ذلك سيسهم في رفع جودة النشر الرقمي، ويمنح القارئ تجربة أكثر مصداقية وفائدة.

أخبار متعلقة :