انقلبت الأمور رأسا على عقب داخل قطاع الكرة بالنادى الأهلى خلال الأيام الماضية، فبعد فترة طويلة من الاستقرار الفنى والتحكم التام والسيطرة على غرفة ملابس الفريق، أصبحت الأمور على النقيض تماماً، ما بين محاولات الفرار، وطلبات ترضية غير مسبوقة، ومحاولات للمغادرة والخروج من الباب الضيق لقلعة الجزيرة قبل فوات الأوان.

أزمات الأهلي بدأت قبل كأس العالم للأندية فى أمريكا، عندما أشهر محمد يوسف، المدير الرياضى الحالى، سيفه فى وجه كل اللاعبين فى محاولة منه لإثبات أنه الحاكم بأمره داخل قطاع الكرة، ومنح وعوداً لبعض اللاعبين، منهم وسام أبوعلى بأنه سيرحل عن الفريق عقب نهاية المونديال بجانب بعض الوعود الأخرى لأكثر من لاعب يدفع ثمنها الآن قبل انطلاق الموسم الجديد.

مطالب فئوية وصراع على «الفئة الأولى» في الأهلي

لم يكن يتوقع أحد أن يشهد المونديال انفجار موهبة وسام أبوعلي، مهاجم الأهلى بهذا الشكل، وتسجيله هاتريك فى أقوى فرق المجموعة ليصبح بين ليلة وضحاها أحد نجوم المونديال، على الرغم من تسجيله هدفاً فى مرماه بمباراة الجولة الثانية أمام فريق بالميراس البرازيلى، ويسهم فى خسارة فريقه، إلا إنه عاد وتخطى هذه الكبوة وقاد الأهلى لتقديم واحدة من أجمل مبارياته وتحقيق نتيجة تاريخية فى المونديال.

وسام أبوعلى بات قنبلة موقوتة على شفير النار داخل النادى الأهلى، بسبب عروض الاحتراف التى وصلته وطلبه الرحيل عن مصر نهائياً، إذ أعلن اللاعب حالة التمرد على مسئولى النادى لينقطع عن إجراء القياسات البدنية واستعدادات الفريق، ليقرر محمد يوسف، المدير الرياضى، استبعاده من معسكر الفريق فى تونس، استعداداً للموسم الجديد، فى محاولة لردع اللاعب وتوجيه رسالة هامة مفادها «لا أحد يلوى ذراع الأهلى»، سواء للمهاجم الفلسطينى أو لأى نجم داخل الفريق.

حرب باردة بين الأهلي ووسام أبو علي تتصدر مشهد الأزمات

الحرب الباردة بين الأهلى و«وسام» لن تنتهى سريعاً، فالإدارة الحمراء ترفض الانصياع وراء طلب اللاعب بالرحيل، وحددت مبلغاً لا يقل عن 10 ملايين دولار للموافقة على بيعه، بينما يتمسك اللاعب بالرحيل إلى الدورى الأمريكى لظروف أسرية خاصة به، وبسبب المقابل المادى الكبير الذى يوازى ثلاثة أضعاف ما يحصل عليه فى الأهلى، وقد تشهد الأيام المقبلة مزيداً من حلقات الإثارة بين اللاعب وإدارة القلعة الحمراء، فى ظل احتمالية مغادرته القاهرة الأحد المقبل متوجهاً إلى أمريكا تمهيداً للعب فى الدورى الأمريكى، حيث شوهد يجمع متعلقاته من النادى الأهلى قبل أيام، وقام ببيع بعض الأشياء الخاصة به فى القاهرة.

القنابل الموقوتة مستمرة، فمحمد يوسف يكاد لا ينام منذ العودة من كأس العالم للأندية، إذ يشكل الثلاثى أحمد عبدالقادر وكريم وليد نيدفيد ورضا سليم صداعاً لا ينتهى داخل فريق الكرة، حيث طلب الأول والثانى الرحيل والخروج عن الديار بشكل نهائى، بينما ترفض الإدارة رحيلهما مجاناً، وتحاول الحصول على مقابل مادى والاستفادة من رحيلهما، بينما تسعى الإدارة الحمراء التوصل لاتفاق لإعارة الثالث لأحد أندية الدورى الممتاز.

وما إن ينتهى المدير الرياضى من أزمة داخل الفريق، حتى تنشق من أسفل الأرض مشكلة أقوى ولكن هذه المرة أزمة مختلفة وغير متوقعة من مروان عطية، لاعب الوسط، الذى فاجأ الجميع وطلب اقتحام قائمة لاعبى الفئة الأولى فى الفريق والتى تضم محمد الشناوى وأشرف بن شرقى وتريزيجيه وزيزو، والمساواة معهم، خاصة بعد أن حصل إمام عاشور على وعد رسمى بتعديل عقده ورفعه إلى الفئة الأولى.

مروان عطية الذى يقضى فترة النقاهة من جراحة «الفتاق» أمهل الإدارة فرصة لتعديل راتبه وزيادته مع زملائه الكبار فى الأهلى، أو إمكانية البحث عن مستقبله مع نادٍ آخر، خاصة أنه يمتلك أكثر من عرض خارجى وتحديداً فى الخليج، ولكنه رفض كل هذه العروض وتمسك بالبقاء فى القلعة الحمراء، ولكنه لن يتحمل مستقبلاً الحصول على راتب أقل، كما حدث فى السنوات الماضية، خاصة فى ظل تجديد وتعديل رواتب أغلب لاعبى الفريق.