فرضت واشنطن عقوبات على جهات تموّل الحوثيين وتوفر لهم منتجات نفطية مكررة، بالتزامن مع تصاعد الانتهاكات في محافظة إب اليمنية، من قمع وتنكيل ونهب منظم. تعرف على التفاصيل الكاملة لتدهور الأوضاع في "اللواء الأخضر".

عقوبات أمريكية جديدة على داعمي الحوثيين

فرضت الولايات المتحدة الأمريكية، يوم الثلاثاء، عقوبات على شخصين وخمس كيانات اتُّهمت باستيراد منتجات نفطية مكررة والتحايل على العقوبات الأمريكية لدعم مليشيات الحوثي.

ووفق بيان صادر عن المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، تامي بروس، فإن هذه الجهات جنت ملايين الدولارات بشكل غير مشروع، مما عزز من قدرات الحوثيين لتهديد ممرات الشحن الدولية الحيوية.

وأشارت بروس إلى أن هذه الإجراءات تأتي ضمن استراتيجية أمريكية مستمرة لتعطيل مصادر دخل الحوثيين، وملاحقة مقدمي التسهيلات المالية التي تدعم أنشطتهم.

إعادة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية

جدّدت الخارجية الأمريكية في مارس/آذار الماضي، تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية بموجب المادة 219 من قانون الهجرة والجنسية، مؤكدة أن هذا القرار يستهدف القيادات الحوثية، والمصادر المالية غير المشروعة، والممولين المحليين والدوليين.

محافظة إب.. من "اللواء الأخضر" إلى ساحة قمع يومي

تحولت محافظة إب اليمنية، المصنفة عاصمة سياحية لليمن، إلى مسرح لانتهاكات ممنهجة من قبل مليشيا الحوثي، منذ بداية يوليو الجاري.
المليشيات استغلت حالة الهدنة الأممية لتعزيز قبضتها الأمنية، وتوسيع نفوذها على السكان، ما حول المدينة إلى مركز جديد لانتهاكات صارخة لحقوق الإنسان.

انتهاكات متواصلة تطال المدنيين

اقتحامات واعتقالات جماعية

شهدت إب اقتحام أكثر من 342 منزلًا ونهب 18 مسكنًا خلال الأيام القليلة الماضية وتم توثيق 83 حالة اختطاف بين 1 مارس و20 يوليو 2025، منها 22 تربويًا و12 طالبًا و3 أطفال و14 بائعًا و6 خطباء ووعاظ و5 شخصيات اجتماعية و17 طبيبًا وأكاديميًا ومحاميًا

السجون السرية والتعذيب

أنشأت المليشيا 12 سجنًا سريًا في إب، تُمارَس فيها أشد أنواع التعذيب الجسدي والنفسي، بما في ذلك انتزاع الاعترافات تحت الإكراه.

تضييق على الحياة الشخصية والدينية

انتهاك الخصوصيات في الشوارع

تكررت حالات اعتراض الحوثيين للمواطنين في الأماكن العامة، أبرزها الاعتداء على المواطن "عادل مقلي" أمام زوجته، واختطافه بزعم أنها ليست زوجته.

قمع المساجد وتحريف المواقيت

فرض الحوثيون تقويمًا طائفيًا على المساجد وصادروا "تقويم الجعيدي" واستبدلوا خطباء المساجد بأشخاص موالين لهم وأغلقوا مركز "تاج الوقار" لتحفيظ القرآن في قرية "اللُّكمة".

هجمة اقتصادية على الأسواق المحلية

أغلقت المليشيا سوقًا تابعًا لنادي شعب إب ومركز "ون مول"، أحد أكبر مجمعات إب التجارية واختطفت مدير المركز وضابط الأمن ضمن سياسة الضغط على القطاع الخاص.

إب.. معقل مقاومة صعب على الحوثيين

حسب تقرير دولي صدر في مارس 2025، أصبحت محافظة إب تمثل مركز اضطرابات سياسية ومقاومة داخلية، بسبب تماسكها الثقافي والديني، وصعوبة الهيمنة الكاملة عليها من قبل الحوثيين، ما يجعلها شوكة في خاصرة صنعاء الانقلابية.

تتجه الولايات المتحدة لتشديد الخناق على الحوثيين عبر العقوبات الاقتصادية، بينما تكشف التطورات الميدانية في إب حجم الانتهاكات التي تُمارَس ضد السكان، في صورة تؤكد أن الأزمة اليمنية لا تزال تتطلب تحركًا دوليًا فعالًا لحماية المدنيين وكبح جماح التوسع الطائفي.