قال الدكتور عثمان البدري، وكيل وزارة الخارجية الليبية الأسبق، إن زيارة المبعوث الأمريكي إلى ليبيا تحمل بين طياتها ملفات بالغة الحساسية، في مقدمتها محاولة إحداث اختراق في المسار السياسي الليبي، بما يُمهّد للخروج من حالة الجمود التي تُخيّم على المشهد منذ سنوات.

مقترح مرفوض

وأوضح البدري، في تصريحات لقناة "القاهرة الإخبارية"، مساء الأربعاء، أن بعض التقارير الصحفية الأمريكية تشير إلى مقاربة جديدة من واشنطن بشأن الملف الليبي، تتضمن مقترحًا لإرسال أعداد كبيرة من المهاجرين القادمين من أمريكا اللاتينية إلى الأراضي الليبية، كجزء من اتفاقيات قد تُبرم مع الحكومة القائمة.

وأكد أن هذا المقترح مرفوض شعبيًا وجماهيريًا في ليبيا، لافتًا إلى أن هناك أطرافًا سياسية قد ترحب بمثل هذا الإجراء مقابل الاستمرار في السلطة، خاصة في ظل الدعم الدولي لحكومة الوحدة الوطنية، والتي تستند فقط إلى الشرعية الدولية دون غطاء شعبي واسع.

الأهمية الجيوسياسية

وأشار إلى وجود أجندة أخرى للإدارة الأمريكية، تتعلق بمحاولة ترحيل أعداد من سكان قطاع غزة إلى ليبيا، تحت ذرائع أمنية وإنسانية، مؤكدًا أن هذا التوجه مرفوض تمامًا من قبل الشعب الليبي، الذي يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني وحقه في العودة، ويرفض أي شكل من أشكال التهجير القسري.

وشدد على أن واشنطن تسعى لتعزيز وجودها في ليبيا، نظرًا لأهميتها الجيوسياسية في منطقة البحر المتوسط والساحل والصحراء، في ظل صراع النفوذ المتصاعد مع روسيا، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تنظر إلى ليبيا كنقطة محورية في إعادة تشكيل موازين السياسة الخارجية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تحسبًا لأي تطورات إقليمية قادمة.