متابعات: «الخليج»
أثارت الرسالة التي وقعها أكثر من ثلثي النواب الديمقراطيين في مجلس النواب الأمريكيين وطالبوا فيها الرئيس دونالد ترامب بالتراجع عن تصريحاته «الخطرة» بشأن غزة، ردود فعل داخل الكونغرس، حيث يشهد المزيد من التحركات لرفض مقترح السيطرة الأمريكية على غزة، ما دفع إدارة ترامب للقول، إنها منفتحة على الاستماع لحلول أخرى.
وفي وقت التزم البيت الأبيض الصمت تجاه الرسالة التي نشرها موقع الكونغرس الأمريكي والموجهة إلى الرئيس دونالد ترامب، فقد زاد عدد الموقعين عليها إلى 143 من أصل 215 عضواً ديمقراطياً في مجلس النواب بقيادة النائبين شون كاستن (إلينوي) وبراد شيرمان (كاليفورنيا).
وجاء فيها: «نحن نشعر بالقلق من أن يدعو رئيس أمريكي إلى الإبعاد القسري والنزوح الدائم لمليوني شخص.. إن مثل هذه الخطوة لن تكون غير قابلة للدفاع عنها أخلاقياً فحسب، بل إنها ستضر بالمكانة العالمية للولايات المتحدة، وتعرض القوات الأمريكية للخطر، وتؤدي إلى زيادة الإرهاب».
وأضافت الرسالة أن «تعليقات ترامب تهدد فرصة الولايات المتحدة للعمل مع شركائنا العرب في إعادة بناء غزة وإيجاد نهاية سلمية للصراع مع إسرائيل».
ـ تأثير الرسالة ـ
ويعود تأثير الرسالة في المقام الأول إلى إظهار أصوات المعارضة القوية داخل الكونغرس الأمريكي، لخطة ترامب بسيطرة أمريكا على قطاع غزة، لإنشاء ما أسماه «ريفيرا الشرق الأوسط»، وهي الخطة القاضية بتهجير كافة سكان القطاع.
كما تأتي في وقت أثار فيه مقترح ترامب انتقادات من المشرعين في كلا الحزبين، حتى إن بعض الجمهوريين اشتكوا من أنها غير قابلة للتنفيذ وتتعارض مع سياسة ترامب الخارجية المعلنة بعدم التدخل.
ومن بين أبرز ما جاء في الرسالة أن تعليقات ترامب «تخاطر بتعريض فرصة الولايات المتحدة للعمل مع الشركاء العرب» لإعادة بناء غزة وإيجاد نهاية سلمية للصراع مع إسرائيل، خصوصاً بعد أن ضاعف ترامب موقفه بالقول: إن الفلسطينيين لن يكون لهم الحق في العودة إلى غزة، قائلاً عن المنطقة: «سأمتلكها»، قبل أن ينفي أنه قصد الامتلاك الشخصي، وبالطبع ترفض الدول العربية كلا الأمرين.
ـ تحركات متزامنة ـ
لم تقتصر التحركات داخل الكونغرس الأمريكي على رسالة الاحتجاج الموجهة لترامب، حيث قام بعدها وفد من مجلس النواب بزيارة إلى مصر حيث التقى الوفد وزير الخارجية بدر عبد العاطي، الذي استعرض الجهود المصرية لبلورة تصور متكامل لتحقيق التعافي المبكر وإعادة الإعمار في غزة في إطار برنامج شامل متعدد المراحل يضمن بقاء الفلسطينيين على أرضهم.
وكان الوفد بقيادة الجمهوري داريل عيسى، وهو نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، وضم كلاً من الديمقراطية شيلا ماكورميك، والجمهوري تشاك إدواردز، والديمقراطي جيم كوستا، والجمهوري جيمس بايرد.
وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان: إن اللقاء يأتي في إطار الحوار الممتد بين مصر والكونغرس لتبادل الرؤى بشأن التطورات في الشرق الأوسط.
وشهد اللقاء تبادلاً للرؤى بشأن تطورات الأوضاع في غزة، والجهود المبذولة لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الرهائن والأسرى بمراحله الثلاث.
ـ انفتاح نوعي ـ
وأمام الرفض العربي القوي والتحركات داخل الكونغرس الأمريكي، يبدو أن إدارة ترامب بدأت في التفكير في حلول بديلة، فرغم أن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بدا وكأنه ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يمثلان جبهة واحدة، خلال زيارته لإسرائيل، فقد قال: إن واشنطن منفتحة على المقترحات المقدمة من الدول العربية بشأن غزة.
كما قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية: إن «الدول الشريكة يجب أن تلتزم تقديم خطة لإعمار غزة بعد النزاع»، مؤكداً أنه من الضروري حالياً «التفكير في حلول مبتكرة».
وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لرئيس المؤتمر اليهودي العالمي أن إقامة دولة فلسطينية هي «الضمانة الوحيدة» لسلام دائم في الشرق الأوسط.
وشدد الرئيس المصري على «أهمية البدء في إعادة إعمار قطاع غزة، مع ضرورة عدم تهجير سكانه من أراضيهم»، مشيراً إلى أن «مصر تعد خطة متكاملة في هذا الشأن»، بحسب بيان للرئاسة المصرية.