صعد الجيش الإسرائيلي، أمس الأحد، حربه العسكرية على مدن ومخيمات شمالي الضفة الغربية، خصوصاً في محافظتي جنين وطولكرم، فيما اقتحمت القوات الإسرائيلية، البلدة القديمة في نابلس، كما اقتحمت عدة مناطق بالضفة، واعتقلت عدداً من الفلسطينيين، وسط اندلاع مواجهات، في حين كشف وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش أن الهدف لعام 2025 أن نهدم أكثر مما يبنيه الفلسطينيون بالضفة الغربية.
واقتحمت قوة كبيرة من الجيش الإسرائيلي البلدة القديمة في نابلس وحاصرتها، واعتلى جنود إسرائيليون وقناصة أسطح المنازل فيها. وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بوقوع عدد من الإصابات بعد محاصرة منزل في البلدة القديمة واستهدافه بقذائف «الأنيرجا»، ومنعت القوات الإسرائيلية الطواقم الطبية من الوصول إلى الإصابات في مدينة نابلس.
في جنين ومخيمها، واصل الجيش الإسرائيلي عدوانه عليهما لليوم ال27 مخلّفاً 25 قتيلاً وتدميراً واسعاً في الممتلكات والبنية التحتية. وينتشر الطيران الحربي والمسير بشكل مكثف في سماء مدينة جنين، ويحول الجيش الإسرائيلي منازل المواطنين لثكنات عسكرية، كما نشر فرق المشاة قرب جامع الأسير في مخيم جنين، ويستمر بدفع قوات كبيرة من جيشه إلى عمق مخيم جنين. وتمركزت قوات الجيش الإسرائيلي فجر أمس قرب محطة النمر للمحروقات في مدينة جنين، وأطلقت الرصاص الحي بشكل مكثف في محيطها.
واقتحمت قوات إسرائيلية بلدة عرابة جنوب جنين، واعتقلت شاباً، كما اقتحمت فجراً بلدة اليامون، وداهمت منازل، ودمرت محتوياتها. يأتي ذلك، في وقت وسعت القوات الإسرائيلية تدمير البنية التحتية في مدينة جنين ومخيمها، وسط أنباء عن مخططات إسرائيلية بإنشاء نقاط عسكرية ثابتة في مناطق مختلفة شمالي الضفة، خاصة في جنين وطولكرم.
وفي محافظة طولكرم، واصل الجيش الإسرائيلي عدوانه على المدينة ومخيمها لليوم ال 21 على التوالي، ولليوم الثامن على مخيم نور شمس، وسط تصعيد عسكري مترافقاً مع تعزيزات عسكرية وحصار شامل، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا». وقالت الوكالة: إن قوات الجيش واصلت خلال الليلة قبل الماضية الدفع بجنودها وآلياتها إلى المدينة من حاجز «تسنعوز» العسكري غرباً، حيث تجوب شوارع المدينة وأحياءها، وتزامن ذلك مع تحليق طيران الاستطلاع على ارتفاع منخفض. وأضافت، أن قوات الجيش تمركزت على شارع العليمي، وشارع نابلس الواصل بين مخيمي طولكرم ونور شمس، وأوقفت المركبات، وفتشتها، وأخضعت ركابها للاستجواب. وشهد مخيما طولكرم ونور شمس، حشوداً كبيرة لقوات المشاة، حيث داهمت منازل المواطنين وفتشتها وخربت محتوياتها، ما فاقم الظروف الصعبة مع نزوح آلاف السكان قسراً من المخيمين.
 إلى ذلك، قال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش: إن الهدف لعام 2025 أن نهدم أكثر مما يبنيه الفلسطينيون بالضفة الغربية. وأضاف أن الحكومة تعمل بشكل مكثف على تنفيذ سياسات تهدف إلى الحد من البناء الفلسطيني غير المرخص في المناطق الواقعة تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة.
(وكالات)