وسع الجيش الإسرائيلي والمستوطنون، أمس الثلاثاء، اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية وواصل اعتداءاته على مدن وبلدات الضفة عبر الحصار والاقتحامات وما يرافقها من مداهمات للبيوت وحملات اعتقال وتخريب للبنية التحتية والممتلكات العامة والخاصة، فيما قام الجيش الإسرائيلي بمجزرة هدم جماعي لـ16 منزلاً في مخيم طولكرم بذريعة شق شارع، بالتزامن مع تصعيد إسرائيلي ضد وكالة «الأونروا» التابعة للأمم المتحدة، حيث جرى اقتحام مدرسة الوكالة ومركز تدريب قلنديا وإغلاقهما تطبيقا لقرار الحظر.
وذكر مدير العلاقات العامة والإعلام في بلدية طولكرم مهند مطر أن «القوات الإسرائيلية أبلغت الارتباط الفلسطيني بنيتها هدم 16 منزلاً في مخيم طولكرم وحددت الساعة العاشرة من صباح أمس موعداً لتنفيذ الهدم، مع السماح للعائلات بالدخول إلى منازلها لجمع مقتنياتها قبل بدء الهدم». وأشار مطر إلى أن جرافات ضخمة استبقت الوقت المحدد واقتحمت مخيم طولكرم، وشرعت بعمليات الهدم التي بدأت من حي البلاونة وحذر مطر من أن الهدف من هذه العملية هو تغيير معالم المخيم.
من جهة أخرى، اعتقلت القوات الإسرائيلية، فجر أمس الثلاثاء، 13 فلسطينيّاً من مناطق مختلفة بالضفة الغربية خلال عمليات دهم طالت منازلهم. واقتحمت هذه القوات قريتي تل وعصيرة القبلية الواقعتين جنوب نابلس، كما اقتحمت مدينة طولكرم واحتجزت شباناً ونكلت بهم. كما اقتحمت بلدات يعبد جنوب جنين، والخضر غرب بيت لحم وبيت ريما واللبن الشرقية قضاء رام الله، وأطلقت قنابل الصوت والغاز السام تجاه المنازل والمحلات التجارية.
وذكرت مصادر محلية أن مستوطنين أحرقوا مركبات لفلسطينيين في قرية سوسيا بمسافر يطا جنوبي الخليل، بينما أقدم مستوطنون على تدمير ممتلكات زراعية في قرية بيتللو شمال غرب رام الله والتسبب بخسائر وأضرار بالممتلكات.
في غضون ذلك اقتحمت القوات الإسرائيلية أمس الثلاثاء ثلاثة مدارس تابعة لـ«الأونروا» في مدينة القدس، ومعهد تدريب مخيم قلنديا. وقال مكتب إعلام الأونروا: إن القوات الإسرائيلية وأفراداً من بلدية القدس اقتحمت مركز قلنديا للتدريب بالقوة وأمرت بإخلائه فوراً ويوجد في المركز 350 طالباً و30 موظفاً، تم إطلاق الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية كذلك اقتحمت مدارس الأونروا في صور باهر وسلوان ووادي الجوز وأمروا بإغلاقها.
ويأتي ذلك، بعد أن أوعز رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بالتطبيق الفوري لقانون حظر «أونروا»، رغم الإدانات العربية والدولية الواسعة.
من جانبها، جددت «الأونروا» تحذيراتها من انهيارها بسبب قوانين الكنيست الإسرائيلية التي تستهدف عملياتها وتعليق التمويل من قبل المانحين الرئيسيين وأكد المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني في كلمة ألقاها بالاجتماع الرابع للتحالف العالمي لتنفيذ حل الدولتين الذي عقد في القاهرة، أن انهيار الوكالة من شأنه أن يخلق «فراغاً خطيراً» في تقديم الخدمات الأساسية مما سيخلق «أرضاً خصبة للاستغلال والتطرف» وهو ما يشكل تهديداً للسلام والاستقرار في المنطقة وخارجها. (وكالات)