توصل المتفاوضون في القاهرة، أمس الثلاثاء، إلى تفاهمات تقضي بالإفراج عن 4 جثث لإسرائيليين غداً الخميس و6 رهائن أحياء، هم آخر من تبقى من الأحياء في إطار المرحلة الأولى من اتفاق غزة، مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين وإدخال بيوت متنقلة ومعدات ثقيلة إلى قطاع غزة، فيما أبدت إسرائيل استعدادها للدخول في مفاوضات المرحلة الثانية هذا الأسبوع، وأنها ستطالب بنزع سلاح «حماس»، وطرح شروطها لمستقبل قطاع غزة ومسألة إنهاء الحرب.
أكد رئيس الوفد المفاوض في حركة حماس خليل الحية أن حركته ستفرج السبت المقبل عن 6 رهائن إسرائيليين «أحياء» وعن 4 جثث لرهائن غداً الخميس، ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار. وقال الحية «قررت الحركة والفصائل الفلسطينية الإفراج يوم السبت المقبل عمّن تبقّى من أسرى الاحتلال الأحياء المتفق على إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى، وعددهم 6 أسرى» مشيراً إلى أن إسرائيل ستفرج عن دفعة جديدة من المعتقلين الفلسطينيين مقابلهم، وفق المعايير المتفق عليها. وأضاف الحية، في كلمة متلفزة «قررنا تسليم 4 جثامين يوم الخميس على أن تفرج إسرائيل يوم السبت عمن يقابلهم من أسرى حسب الاتفاق» مضيفاً أن حماس تعمل مع الوسطاء في قطر ومصر «لإلزام إسرائيل بما تم الاتفاق عليه في المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار». وأكد أن حماس تعمل مع الوسطاء «في ما يتعلق بإدخال مواد الإغاثة والإيواء، والمعدات الثقيلة والوقود، والسفر عبر معبر (رفح الحدودي بين غزة ومصر) ذهاباً وإياباً، و(السماح) بالصيد في البحر للتخفيف من معاناة شعبنا وتثبيته في أرضه».
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل ستتسلم غداً الخميس جثث 4 رهائن، قبل الإفراج السبت عن 6 رهائن أحياء، كما سبق أن أعلنت حركة «حماس».
ومن المقرر أن تتسلم إسرائيل الأسبوع المقبل جثث 4 رهائن آخرين. وكان مصدر مصري مطلع أفاد بانتهاء جولة المباحثات التي جمعت الوفود المصرية والقطرية والإسرائيلية والأمريكية في القاهرة بنجاح، وذلك في إطار الجهود المستمرة لتعزيز الاستقرار في المنطقة واستكمال بنود اتفاق وقف إطلاق النار.
ومن جانبها، أكدت قطر أن مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق غزة لم تبدأ بعد وما يحدث بالواقع يؤثر فيها. وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري أن قطر ملتزمة بدعم جهود البدء في التفاوض بشأن اتفاق غزة، وتأمل بأن يفضي إلى المرحلة الثانية. وقال الأنصاري، في مؤتمر صحفي عقد بالعاصمة القطرية الدوحة أمس الثلاثاء، إن مفاوضات المرحلة الثانية لم تبدأ حتى الآن بشكل رسمي. وأضاف «سنطبق بنود المرحلة الأولى لننتقل إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة»، وأشار إلى أنه ليس هناك خيار آخر غير المفاوضات، والجهد التفاوضي ما زال جارياً.
من جهة أخرى، قال وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر في مؤتمر صحفي، أمس الثلاثاء، إن إسرائيل ستجري مفاوضات حول المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وأن إسرائيل تطالب بنزع سلاح مطلق في قطاع غزة. وقال «نشترط نزعاً كاملاً للسلاح في غزة. لن نقبل استمرار وجود حماس أو أي تنظيم مسلح آخر في غزة». واعتبر أن «نموذج حزب الله» في غزة لن يكون مقبولاً على إسرائيل، «ولذلك نحن بحاجة إلى نزع سلاح غزة، ومن دون وجود للسلطة الفلسطينية».«وكان من المفترض أن تبدأ المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق في الثاني من فبراير/ شباط.
ومن جهته، قال مسؤول إسرائيلي إن إسرائيل، كجزء من المفاوضات وافقت على إدخال كمية صغيرة فقط من الكرافانات والمعدات الثقيلة إلى قطاع غزة، مشدداً على أن هذا لن يؤثر بأي شكل في تنفيذ خطة ترامب للهجرة وإقامة غزة مختلفة، وهي خطة يلتزم بها نتنياهو بشكل كامل. وأضاف أن إسرائيل ستبدأ خلال الأيام المقبلة مفاوضات حول المرحلة الثانية، التي ستكون مرحلة سياسية تتناول شروط إنهاء الحرب، لافتاً إلى أن الوزير للشؤون الاستراتيجية، رون دريمر، سيتولى هذه المفاوضات مع المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف.
ويفترض أن تشهد المرحلة الثانية من الاتفاق، التي من المقرّر أن تبدأ في الثاني من مارس/آذار، إطلاق سراح جميع الأسرى وإنهاء الحرب. أما المرحلة الثالثة والأخيرة فستُخصص لإعادة إعمار غزة، وهو مشروع ضخم تقدر الأمم المتحدة كلفته بأكثر من 53 مليار دولار.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أمس الثلاثاء ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي للقطاع إلى 48.291 قتيلاً، و111.722 مصاباً منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر 2023. وجاء في التقرير الإحصائي اليومي:«وصل مستشفيات قطاع غزة 7 قتلى 6 منهم تم انتشالهم من تحت الأنقاض وقتيل واحد جديد، إلى جانب 13 إصابة خلال الساعات الـ24 الماضية». (وكالات)