رحبت دولة الإمارات، بالمباحثات التي انطلقت في العاصمة السعودية الرياض بين الوفدين الروسي والأمريكي، بشأن الأزمة الأوكرانية، معربة عن أملها في أن تكون المحادثات خطوة مهمة نحو جسر الهوة وتعزيز التواصل والحوار لإنهاء هذا الصراع والذي مضى عليه نحو 3 سنوات.
وثمنت وزارة الخارجية، في بيان لها، الجهود التي بذلتها المملكة العربية السعودية الشقيقة لاستضافة هذه المباحثات، والتي تعكس التزام المملكة بدعم جهود السلام الدولية، وتحقيق الاستقرار والازدهار العالميين.
وأكدت الوزارة، موقف دولة الإمارات الراسخ في دعم الحلول السلمية للنزاعات، والتعاون الدولي في معالجة القضايا العالمية، مشددة على ضرورة تغليب الدبلوماسية والحوار البناء بين الأطراف المعنية، والعمل المشترك لتحقيق الأمن والسلام والازدهار في المنطقة والعالم.
في غضون ذلك، اتفقت الولايات المتحدة وروسيا على تعيين فرق تفاوض رفيعة المستوى لرسم مسار لإنهاء النزاع في أوكرانيا، وذلك عقب اجتماع ضم وزيري خارجية البلدين في الرياض، بحضور مسؤولين سعوديين. وعلى الرغم من أهمية اللقاء فإنه أثار انتقادات أوروبية أوكرانية.
وجاء الاتفاق على تشكيل فرق التفاوض بين واشنطن وموسكو بعد اجتماع مطول استمر أربع ساعات بين وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، ونظيره الروسي سيرغي لافروف، حيث أعلنت الخارجية الأمريكية أن الوزيرين اتفقا على «تعيين فرق رفيعة المستوى للبدء في العمل على مسار لإنهاء الصراع بطريقة دائمة ومستدامة ومقبولة من جميع الأطراف».
وأكد روبيو أن «الهدف هو إنهاء هذا الصراع بطريقة عادلة ودائمة»، مشدداً على ضرورة إشراك الاتحاد الأوروبي في أي مفاوضات مقبلة.
من جانبه، وصف لافروف المحادثات بأنها «مفيدة للغاية»، مؤكداً أن واشنطن باتت تفهم موقف موسكو بشكل أفضل.
وخلال المحادثات، شدد لافروف على رفض موسكو القاطع لنشر قوات تابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في أوكرانيا، سواء تحت علم الاتحاد الأوروبي أو أي راية أخرى.
وأكد الكرملين أن «حلاً مستداماً وطويلاً لا يمكن تحقيقه من دون معالجة القضايا الأمنية في أوروبا»، مجدداً معارضته لانضمام أوكرانيا للناتو، على الرغم من إقراره بحقها في الانضمام للاتحاد الأوروبي.
إلى جانب القضايا الأمنية، ناقشت المباحثات الجوانب الاقتصادية، حيث أشار لافروف إلى «اهتمام متبادل» بين موسكو وواشنطن برفع العقوبات الغربية المفروضة على روسيا، والتي تعد من أبرز العقبات أمام تطبيع العلاقات بين البلدين.
وفي الوقت الذي انتقد فيه زيلينسكي استبعاد بلاده من المحادثات، طرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنقرة بصفتها مضيفاً مثالياً لأي مفاوضات مستقبلية لإنهاء النزاع، مستنداً إلى علاقات بلاده الجيدة مع طرفي الحرب. في المقابل، شكلت السعودية منصة لهذا اللقاء الرفيع الذي استضافه قصر الدرعية في الرياض، بحضور وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ومستشار الأمن القومي مساعد بن محمد العيبان. ويأتي هذا الاجتماع في الرياض بعد تجميد شبه كامل للعلاقات الأمريكية الروسية، وقبل أسبوع من الذكرى الثالثة للحرب الروسية الأوكرانية.
وتزامن مـع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزمه علــى عقد لقــاء مباشر مــع نظيره الروســي فلاديمير بوتين في السعودية قريباً، ما قد يفتح الباب لمزيد من التطورات الدبلوماسية حول الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات. (وكالات)