رأى أكثر من نصف الأمريكيين، أن الرئيس دونالد ترامب ذهب بعيداً في استخدام صلاحياته، بعدما أمر ترامب بوقف التمويل الفيدرالي للمهاجرين غير النظاميين، كما أمر «البنتاغون» بخفض ميزانيتها، حيث ستحول وجهة صرف 50 مليار دولار من ميزانية الوزارة لبرامج تخدم أولويات إدارة ترامب التي أبقت على تجميد المساعدات الخارجية على الرغم من أمر المحكمة، وفي وقت رأى ترامب أن التوصل إلى اتفاق تجاري مع الصين ممكن، أمر بتقليص البعثة الدبلوماسية الأمريكية في الصين بنسبة 10%، في وقت احتفل المحافظون الأمريكيون بانتصار الملياردير الجمهوري، الذي اتهمه الرئيس البرازيلي بطرح نفسه بصفته «إمبراطور العالم».
وافتتح نائب الرئيس جاي. دي. فانس الملتقى الحزبي الجمهوري، متناولاً الشهر الأول من عمل الإدارة الجديدة والذي وقع ترامب خلاله أعداداً من المراسيم والتدابير بعضها كان له وقع مدوٍ، مثل تشديد القيود على الهجرة، ووقف البرامج الداعمة للتنوع في الإدارة، والإجراءات ضد مشاركة المتحولين جنسياً في المباريات الرياضية وغيرها.
وقال كيفين روبرتس رئيس «مؤسسة هيريتيج» الأمريكية للدراسات والمقرب من ترامب للصحفيين الثلاثاء: «نحن «المحافظين» لم نكن يوماً أكثر حماسة للمستقبل». ورأى أن هذه الاندفاعة المحافظة «لا تقاوم. سيكون قرناً عظيماُ». ويلقي ترامب نفسه كلمة، غداً السبت، في ختام المؤتمر.
وأظهر استطلاع ل«سي ان ان»، أن 47 في المئة يوافقون على أداء ترامب بصفته رئيساً مقابل 52 في المئة أعربوا عن عدم رضائهم عن سياساته. وقال 75 في المئة إنهم يعتقدون أن تصرفات ترامب تتوافق مع توقعاتهم، بينما رأى 25 في المئة أنه يتصرف بطريقة غير متوقعة، بينما رأى 52 في المئة أن ترامب ذهب بعيداً في استخدام صلاحياته بصفته رئيساً.
ووقّع ترامب أمراً تنفيذياً يهدف إلى تحديد الأموال الفيدرالية المستخدمة للمهاجرين غير النظاميين وقطعها، وأفادت وثيقة للبيت الأبيض أن الأمر التنفيذي «يوجه الإدارات والوكالات لتحديد كل البرامج الممولة فيدرالياً والتي توفر حالياً فوائد مالية للأجانب غير النظاميين واتخاذ الإجراءات التصحيحية». وأشارت إلى أن المرسوم يهدف إلى ضمان «عدم استخدام موارد دافعي الضرائب لتشجيع الهجرة غير النظامية أو دعمها».
ورأى ترامب أنه من الممكن التوصّل إلى اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين، فيما يواصل الرئيس الأمريكي مشروعه الحمائي من خلال فرض رسوم جمركية، خصوصاً على الصين.
وقال للصحفيين إن الولايات المتحدة أبرمت في 2020 «اتفاقية تجارية عظيمة مع الصين»، وأن التوصّل إلى معاهدة جديدة اليوم أمر ممكن.
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أنها تجري مراجعة لميزانيتها بهدف توفير 50 مليار دولار لصرفها على برامج تنسجم أكثر مع أولويات الرئيس ترامب، وذلك إثر نشر أنباء تفيد بأن إدارة ترامب طلبت من كبار القادة العسكريين وضع خطط لاقتطاعات كبيرة في ميزانية الدفاع بنسبة ثمانية في المئة سنوياً، أي عشرات مليارات الدولار على مدى السنوات الخمس المقبلة.
على صعيد آخر، اتهم الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، أمس الخميس، ترامب بأنه يريد «طرح نفسه إمبراطورا للعالم»، داعياً إياه إلى «احترام سيادة» الدول. وقال لولا في مقابلة مع محطة إذاعية محلية إن الديمقراطية بعد الحرب العالمية الثانية أصبحت «معياراً ومثالاً لأفضل حكم شهدناه في السنوات السبعين الماضية، لكن ترامب، بطريقته في التصرف، يحاول أن يطرح نفسه إمبراطورا للعالم». (وكالات)