أهلاً رمضان..شعار البيوت والعائلات - الهلال الإخباري

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أهلاً رمضان..شعار البيوت والعائلات - الهلال الإخباري, اليوم الاثنين 24 فبراير 2025 10:41 مساءً

تحقيق: مها عادل وسارة المزروعي

رمضان شهر العبادات والتقوى والتقرب من الله، وهو أيضاً شهر العائلة والتجمع وصلة الرحم والارتباط بطقوس عائلية تتكرر كل يوم تجعل الأسر في حالة طوارئ ممزوجة بالبهجة والحماس في الأيام التي تسبق رمضان حتى يجهّزوا أنفسهم لاستقبال أيامه المباركة. ومع اقتراب رمضان، يستعد الأهالي في الإمارات لاستقبال الشهر الفضيل الذي يملأ الأجواء ببركته وخصوصيته، وتعتبر هذه الفترة الزمنية أكثر من مجرد أيام للصيام، فهي تترافق مع عادات متجذرة وأجواء احتفالية تعكس الطابع الاجتماعي والثقافي للمجتمع الإماراتي، من تجهيز المنازل بالزينة الرمضانية المميزة، إلى إعداد المأكولات التقليدية التي تنبض بالنكهات الأصيلة، ويمثل الشهر الفضيل وقتاً استثنائياً تتجلى فيه قيم التضامن والترابط الأسري.
تبدأ بعض الأسر في تجهيز أنفسها بطرق تجمع بين العادات التقليدية والتقنيات الحديثة، ومن أبرز هذه الطرق (فزرنة) الأطعمة، وهي عملية تحضير كميات كبيرة من الطعام مسبقاً وتخزينها في المجمد، لضمان وجبات سهلة وسريعة التحضير طوال الشهر.
تشير نورة المطروشي، ربة منزل، إلى أن «فزرنة الأكلات» ليست مجرد وسيلة لتسهيل تحضير الطعام، بل تتيح للأسرة وقتاً أكبر للتركيز على الجوانب الروحية والاجتماعية للشهر الفضيل».
وتضيف: «تحضير أصناف مثل السمبوسة وورق العنب مسبقاً يجعلها جاهزة للطهي مباشرة من دون الحاجة لتحضير يومي، مما يمنحنا وقتاً أطول للاستمتاع بالأجواء الرمضانية».
الزينة الرمضانية
تعتبر الزينة الرمضانية أحد أبرز مظاهر الاستعداد لهذا الشهر الفضيل، إذ تشهد المنازل الإماراتية أجواءً متجددة مليئة بالحيوية.
وتقول حصة الحمادي، التي تحرص سنوياً على تجهيز منزلها بشكل متقن: أبدأ التحضير والاستعداد قبل حلول رمضان بفترة كافية لضمان إضفاء أجواء مبهجة تدخل السرور إلى قلوب الجميع، وتبعث في المنزل روح السعادة والبهجة، خاصة خلال التجمعات العائلية في هذا الشهر الفضيل.
وتتضمن هذه التحضيرات تعليق الفوانيس التقليدية المضيئة في أركان المنزل، ووضع أقمشة مزخرفة ذات ألوان دافئة كالأبيض والذهبي على الطاولات، مع إضافة الإنارات المتدلية التي تعطي لمسة من التألق. الأثاث أيضاً ينال نصيبه من التجديد، حيث تُخصص مساحات معينة مثل صالة العائلة لتناول وجبتي الإفطار والسحور، ويُزين هذا الركن بالوسائد المزينة بالنقوش الإسلامية والمفارش التي تعكس الهوية الثقافية والتراث المحلي. وتُضيف الحمادي، «ولا يقتصر تخصيص هذا الركن الرمضاني على الجمالية فقط، بل يُسهم بشكل كبير في تعزيز الترابط الأسري»، وترى أن الزينة الرمضانية هي أكثر من مجرد ديكور، فهي وسيلة تُعبّر عن الفرح بقدوم رمضان، وتعمل كتذكير دائم بالقيم الروحية والاجتماعية لهذا الشهر المبارك.
الاستعداد بالتسوق
تشير هنا المرشودي، إلى أن التسوق خلال رمضان لا يقتصر على شراء المواد الغذائية، بل يمتدّ ليشمل أدوات وأطباق المائدة التي تضفي لمسة جمالية على مائدة الإفطار والسحور، كما أنها تضفي على وجبات الطعام رونقاً خاصاً، مما يعزز الأجواء الرمضانية العائلية بلمسات جمالية تعبّر عن التقاليد المميزة.
ركن العبادة
تقول فاطمة المزروعي: «إلى جانب التحضيرات المادية، أحرص كل رمضان على تخصيص ركن خاص للعبادة داخل المنزل، أجهز هذا الركن بوضع سجادات صلاة جميلة مزينة، وترتيب رفوف تحتضن المصاحف والقصص الدينية، كما أقوم بوضع ورقة في الركن في مكان بارز لجذب انتباه أطفالي، تحتوي على جدول لأوقات الصلوات والأدعية المفضلة في رمضان، بهدف تذكيرهم بها وتحفيزهم على الاهتمام بها يومياً».
هذا الركن لا يُعتبر مجرد مساحة للصلاة، بل هو مكان يبعث الطمأنينة ويجمع أفراد الأسرة للتقرب من الله بقراءة القرآن وأداء الصلوات، مما يضيف إلى أجواء رمضان لمسة روحية فريدة تعزز من الترابط الأسري وتذكر الجميع بقيم الشهر الكريم.
تشاركنا معالي فياض خطتها لاستقبال أيام رمضان وتقول: «موعد قدوم الشهر الفضيل بالنسبة لي يعتبر فرحة واحتفالاً يمتدّ لثلاثين يوماً، ونبدأ إجراءات الاستعداد له قبل قدومه بأيام، وأول ما أهتم به هو تجهيز ركن للصلاة وقراءة القرآن في البيت، وأحث أطفالي على المشاركة في تزيين أحد أركان المنزل بالأنوار والفوانيس والزينات، مع وضع أكثر من سجادة صلاة وطاولة صغيرة مخصصة لحمل المصاحف، ومكان مخصص لإطلاق البخور، ليكون هذا المكان ركناً للصلاة والتعبد يجمعنا جميعاً، حتى أثبّت في ذهن أطفالي الصغار روح رمضان الأصلية، وأنه في الأساس شهر العبادات، وبالطبع يأتي بعدها وقت شراء احتياجات المطبخ من أدوات جديدة وأوانٍ بألوان جديدة، وأصطحب أطفالي لاختيار أكواب العصائر والمشروبات الرمضانية التي يفضلها كل منهم حسب اختياره».
أما منى إبراهيم فتتحدث عن تجربتها لاستقبال رمضان قائلة: «الاستعداد لرمضان هذا العام يحمل لعائلتنا مفاجأة خاصة، تمنيناها كثيراً ونسعى لتحقيقها هذا العام برمضان، فلأول مرة قمنا بالترتيبات اللازمة لزيارة مكة المكرمة والمدينة المنورة، لإتمام مناسك العمرة خلال النصف الثاني من رمضان ومع بداية إجازة فصل الربيع بالمدارس، وما يزيد من حماسنا أنها المرة الأولى التي نصطحب فيها أولادنا في هذه الرحلة المباركة، وأنا متشوّقة لهذه الرحلة، خاصة أن الأولاد أنفسهم أبدوا حماساً كبيراً، لأنها المرة الأولى التي يقومون فيها بزيارة بيت الله الحرام، كما استعددنا بشراء مخزون البيت من الياميش والمكسرات والعصائر والتوابل والبخور».
حنان محمود تطلعنا على مشاركتها مع صديقاتها في خطوات استقبال الشهر الكريم وتوضح:
«من تقاليد الاستعداد التي أقوم بها مع صديقاتي كل عام إعداد مجموعة من الشنط الرمضانية لتوزيعها على المحتاجين، مستفيدين من الأماكن التي تقدّم التخفيضات وأسعار الجملة ثم نجمع بعض المبالغ المالية من بعضنا وتتولى إحدانا مهمة إعداد الميزانية، ونتناقش فيما يجب أن تحتويه الأكياس الرمضانية بحيث يتم وضع مجموعة متجانسة من السلع في كل كيس مثل مجموعة من المعلبات وأكياس التمر والمكرونة والأرز والعدس وعلب الصلصة والزيت. وخلال الشهر نوزع أطباق الحلوى على الجيران».

أخبار ذات صلة

0 تعليق