واصلت إسرائيل، أمس السبت، خروقها لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وقتلت ثلاثة فلسطينيين في حادثين منفصلين في رفح جنوبي القطاع، كما أصيب عدد من الفلسطينيين بنيران مسيّرات إسرائيلية في خان يونس وبيت حانون، بالتزامن مع الكشف عن خطة إسرائيلية لتصعيد تدريجي في القطاع بدءاً من قطع المساعدات وصولاً إلى استئناف الحرب، في حين طالب رهائن إسرائيليون مفرج عنهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتنفيذ الاتفاق مع حماس بالكامل.
وجددت القوات الإسرائيلية خروقها لملف وقف إطلاق النار بقطاع غزة في يومه ال 48. وأصيب ثمانية فلسطينيين بينهم سائق مصري في قصف جرافة مصرية عليها علم مصري تقوم بإزالة الركام في بيت حانون شمالي قطاع غزة. كما أصيب اثنان من المواطنين بينهم طفلة في تجدد إطلاق النار شرق خان يونس جنوبي القطاع.
وادعى الجيش الإسرائيلي، أمس السبت، أنه قصف طائرة مسيّرة أطلقها نحو قطاع غزة واستهدف عدة أشخاص حاولوا الاستحواذ عليها في جنوب القطاع. وقال الجيش في بيان إن الطائرة عبرت من غلاف غزة قبل أن يتم استهدافها في جنوب القطاع. وجاء في بيان الجيش: «شنت طائرة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي هجوماً على طائرة مسيّرة وعدد من المشتبه فيهم الذين استحوذوا عليها في جنوب قطاع غزة». وشيع الفلسطينيون في رفح جثامين ثلاثة مواطنين قضوا في قصفين منفصلين شرقي رفح. وقتل اثنان منهم صباح أمس في قصف جوي، فيما قتل الثالث بإطلاق نار شرقي المدينة أيضاً. وقالت وزارة الصحة بغزة إنه وصل مشافي القطاع غزة سبعة قتلى (قتيل انتشال، ستة قتلى جدد) و8 إصابات خلال 48 ساعة الماضية. وارتفعت حصيلة الضحايا إلى 45348 قتيلاً و111860 مصاباً منذ السابع من أكتوبر لعام 2023. من جهة أخرى، ذكرت تقارير إعلامية أمريكية أن إسرائيل وضعت خططاً لتنفيذ «سلسلة من الخطوات التصعيدية التدريجية» لزيادة الضغط على حركة «حماس»، تصل إلى استئناف الحرب بشكل كامل على قطاع غزة إذا لم تُفرج الحركة عن 59 أسيراً إسرائيلياً لا يزالون لديها. وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، صباح أمس السبت، أن هذه الخطوات بدأت بالفعل خلال الأسبوع الماضي، حيث منعت إسرائيل دخول السلع والإمدادات والبضائع إلى قطاع غزة بصفته جزءاً من خطتها التصعيدية.
وفي حال لم تحقق هذه الضغوط أهدافها، فإن إسرائيل قد تلجأ إلى تصعيد عسكري يشمل تنفيذ غارات جوية وهجمات برية موضعية «تكتيكية» ضد ما يُزعم أنها مواقع لحماس، بحسب مصدر أمني إسرائيلي مطّلع على الخطة. وبحسب مصادر إسرائيلية، فإن الخطوة النهائية في هذا المخطط قد تكون إعادة اجتياح قطاع غزة بقوة عسكرية أكبر مما استُخدم في مراحل الحرب السابقة، مع احتمال فرض سيطرة جزئية على الأرض، بالتزامن مع استهداف «قدرات حماس العسكرية»، وذلك في تناقض مع تقارير إسرائيلية أخرى تشير إلى صعوبة التعبئة مجدداً لقوات الاحتياط والجنود وحشدهم للحرب مجدداً، بنسب كبيرة.
إلى ذلك، طالب أكثر من 50 رهينة مفرج عنهم نتنياهو بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس بالكامل، وضمان الإفراج عمن تبقى من محتجزين في غزة. وجاء في رسالة وقعها 56 من الرهائن المفرج عنهم، نشرت ليل الجمعة عبر منصة إنستغرام: «نحن الذين عشنا نعلم أن العودة إلى الحرب تهدد حياة أولئك الذين تركناهم خلفنا».
وطالب الموقعون، ومنهم ياردن بيباس الذي لقيت زوجته وولداهما حتفهما أثناء الاحتجاز في القطاع، نتنياهو ب«تنفيذ الاتفاق بالكامل».
(وكالات)