نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تطبيقات النقل الذكي في مصر.. لماذا «انفلت العيار»؟ - الهلال الإخباري, اليوم الأحد 9 مارس 2025 08:57 مساءً
تطبيقات النقل الذكي في مصر.. لماذا «انفلت العيار»؟
في السنوات الأخيرة، أصبحت تطبيقات النقل الذكي في مصر جزءاً أساسياً من الحياة اليومية للمواطنين، حيث توفر وسيلة نقل مريحة وسريعة، لكن في الآونة الأخيرة، تكررت الحوادث المثيرة للقلق التي أبطالها سائقون يعملون عبر هذه التطبيقات، مما أسهم في تراجع عنصر الأمان الذي كان من المفترض أن يكون حجر الزاوية لهذه الخدمات.
تتراوح هذه الحوادث بين اعتداءات جسدية وتهديدات، وصولاً إلى حالات خطيرة مثل الاختطاف والمضايقات التي طالت العديد من السيدات والفتيات، ليصبح هذا القطاع محل جدل واسع في المجتمع المصري.
تسلط هذه الحوادث الضوء على المخاطر المحتملة التي قد يواجهها الركاب في غياب إجراءات رادعة وتدابير وقائية فعّالة، ما يثير التساؤل حول مدى قدرة هذه التطبيقات على ضمان أمان مستخدميها في المستقبل.
آخر هذه الحوادث كان إلقاء الأجهزة الأمنية القبض على سائق تابع لإحدى خدمات النقل الذكي، بتهمة احتجاز سائحة روسية طلباً لأجرة إضافية.
وأثار مقطع فيديو جدلاً واسعاً بعد أن أظهر سائحة روسية تحاول مغادرة سيارة تابعة لأحد تطبيقات النقل الذكي، بينما يمنعها السائق من الخروج، مطالباً بأجرة إضافية.
وبعد انتشار الفيديو، تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط السائق، وبمواجهته اعترف بأنه كان يسعى للحصول على مبلغ إضافي نظير توصيلها.
كما تلقت الأجهزة الأمنية 5 بلاغات بشأن وقائع اعتداء جسدي وتعديات لفظية، كان أبطالها سائقين يعملون مع تطبيقات النقل الذكية خلال يومين فقط من شهر يناير 2025.
وفي فبراير سجلت سائحة صينية بكاميرا هاتفها، محاولات سائق نقل ذكي مضايقتها، وقامت بنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، وسرعان ما تم ضبط السائق واحتجازه.
كما وقعت جريمة اعتداء من جانب سائق يتبع تطبيق نقل ذكي، على فتاة في منطقة القاهرة الجديدة بسبب تغييره وجهته إلى طريق مختلف، ومع اعتراض الفتاة سرعان ما تحول الأمر إلى اعتداء بالضرب المبرح عليها رغم وجود والدتها معها، وقد تم القبض عليه.
حوادث مروعة
عام 2024 كان الأبرز في حوادث التطبيق، وجميعها لفتيات وسيدات مصريات بين اعتداء ومشاجرة، بل وأيضاً وفاة.
وشهدت مصر عدة وقائع واجه فيها سائقو النقل الذكي اتهامات مماثلة، أشهرها واقعة وفاة حبيبة الشماع (24 عاماً)، المعروفة بفتاة الشروق، بعد أن قفزت من سيارة أجرة تابعة لأحد التطبيقات الذكية وهي تسير بسرعة، مما عرضها لإصابات خطيرة سقطت على أثرها في غيبوبة لمدة 21 يوماً، فيما كانت آخر إفادة قالتها لمن حاول إنقاذها إن السائق كان يحاول اختطافها.
أعقبها تعرض إحدى السيدات، تدعى نبيلة عوض (40 عاماً)، لمحاولة اعتداء بعد أن استقلت سيارة نقل ذكي من منطقة التجمع (شرق القاهرة) إلى منطقة أكتوبر في الجيزة، وطلب منها السائق إلغاء الرحلة والدفع له نقداً، وحين رفضت، اصطحبها السائق إلى مكان مهجور في صحراء التجمع الثالث، وحاول الاعتداء عليها تحت تهديد سلاح أبيض، ولكنها تمكنت من الفرار.
الصندوق الأسود
في حين أن ظهور تطبيقات النقل الذكي في مصر كانت بمثابة نافذة لزيادة دخل كثيرين، إلا أنه ارتبط اسمها حالياً بحوادث متكررة وأصبحت زبوناً دائماً في المحاكم المصرية.
ووصف خبراء في الأمن التكنولوجي عدة إجراءات يمكن للشركات المالكة لتطبيقات النقل الذكي أن تضمن بها سلامة الركاب من عملائها، ولكن أغلب هذه الشركات لا توفر على الأقل رقم هاتف لتلقي الشكاوى من خلاله، ومعظمهم يعملون في مصر عبر مكاتب وكلاء ولا يوجد ممثل رسمي واضح لهم.
كما اقترح بعضهم وجود ما يشبه الصندوق الأسود للرحلة بحيث يتم تسجيل كل ما يحدث داخل السيارة وتفريغه في حالة حدوث أي مكروه للعميل وذلك لضمان سلامة كل الأطراف.
وطالب خبراء تقنيون بتوفير الحماية للعملاء، عن طريق تشديد شروط قبول السائقين المتعاملين مع التطبيقات منذ البداية، موضحين أن العكس هو الذي يحدث، إذ تتساهل الشركات في شروطها لجذب أكبر عدد من «الكباتن» لتزيد أرباحها التي تعتمد على «العمولة».
وأكدوا أن هذه التسهيلات الزائدة عن الحد هي التي تدفع السائق إلى التصرف بشكل غير أخلاقي، قد يصل إلى حد التعدي في بعض الأحيان، إلى جانب تفشي ظاهرة مضايقة الفتيات، كما أن هناك شكاوى أخرى من المشاجرات والتعامل بعنف مع العملاء من الرجال والنساء معاً.
تطبيق لمراقبة التطبيق
استنكرت الجمعية العمومية لنساء مصر، تعرض بعض الفتيات والسيدات خلال الآونة الأخيرة لحوادث خطف أو تعدٍ أو عنف عبر تطبيقات النقل الذكية، والتي وصلت إلى حد فقدان بعضهن حياتهن إثر التعرض لهذه المواقف، بسبب غياب الرقابة من قبل القائمين عليها.
وطالبت الجمعية، بضرورة وضع آلية اتصال سريعة تساعد السيدات في الإبلاغ عن حالات الاختطاف أو حوادث التهديد والتعدي التي انتشرت مؤخراً، من خلال تخصيص خط ساخن سريع (طوارئ) وتخصيص رقم نجدة للمرأة.
وأشارت إلى ضرورة تفعيل تطبيق ذكي، يمكن من خلاله مراقبة ورصد موقع البلاغ للقضاء على مثل هذه الحوادث، وذلك بالتعاون بين الأجهزة المعنية مثل وزارة الداخلية والنقل والمجلس القومي للمرأة ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وتطبيقات النقل الذكي وعملائه لتتبع البلاغات والتحرك السريع تجاهه.
0 تعليق