باكستان ـ (أ ف ب)
أعلنت السلطات الباكستانية تحرير الرهائن الذين احتجزهم مسلحون انفصاليون منذ الثلاثاء على متن قطار في جنوب غرب البلاد، وقتل 50 مهاجماً في العملية.
وكان أكثر من 450 راكباً على متن القطار عندما سيطرت جماعة انفصالية مسلحة عليه في منطقة حدودية نائية، علماً بأن عدد الرهائن الذين ما زالوا محتجزين لم يُعرف بعد.
وفي وقت سابق اليوم، قالت مصادر أمنية إنه «تم حتى الآن إنقاذ 190 راكباً فيما قُتل 30 مسلحاً. ويجري العمل بحذر الشديد بسبب وجود نساء وأطفال مع انتحاريين على متن القطار.
وفي محطة قطارات في كويتا، أفاد شهود عيان بوجود نحو 140 نعشاً فارغاً نُقلت بالقطار إلى موقع الهجوم الأربعاء.
وأعلن ما يسمى «جيش تحرير بلشوستان» مسؤوليته عن العملية ونشر تسجيلاً مصوراً لانفجار على السكة أعقبه تدفق عشرات المسلحين من المناطق الجبلية واقتحام العربات.
وأفاد مصدر أمني في المنطقة بأن «المعلومات تشير إلى أن بعض المسلحين هربوا واصطحبوا معهم عدداً غير معروف من الرهائن إلى المرتفعات».
وروى بعض الركاب المحررين الذين ساروا لساعات في مناطق جبلية وعرة قبل أن يصلوا الى بر الأمان تفاصيل إطلاق سراحهم من قبل المسلحين.
وقال العامل البالغ 38 عاماً بابار مسيح: «ناشدتهم النساء وتركونا.. قالوا لنا اخرجوا ولا تنظروا إلى الخلف. ركضنا ورأيت الكثير من الأشخاص الآخرين يركضون إلى جانبنا».
وقال محمد بلال الذي كان برفقة والدته على متن القطار «تعجز الكلمات عن وصف كيف تمكّنا من النجاة. الأمر مرعب».
وقُتل سائق القطار وشرطي وجندي في الهجوم، بحسب المسعف ناظم فاروق والمسؤول في سكك الحديد محمد أسلم.
وأفاد عدد من الركاب فرانس برس بأن المسلحين دققوا بهويات الركاب لتحديد أولئك القادمين من خارج الإقليم، في خطوة مشابهة لما جرى خلال هجمات نفذها في الآونة الأخيرة.
وقال راكب سار لساعات قبل الوصول الى أقرب محطة قطارات «أتوا وتفحصوا الهويات وبطاقات الخدمة وأطلقوا النار على جنديين أمامي وأخذوا أربعة آخرين الى مكان أجهله». وتابع الراكب أنهم أخذوا «البنجابيين»، في إشارة للمتحدرين من إقليم البنجاب.
ونقل نحو 80 % من الركاب المحررين الى مدينة كويتا عاصمة إقليم بلوشستان في ظل «إجراءات أمنية مشددة»، بحسب ما أكد مسؤول في الشرطة.