نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
عالم كبار.. لماذا تتزايد معدلات الشيخوخة؟ - الهلال الإخباري, اليوم الاثنين 24 مارس 2025 04:27 مساءً
الشارقة: أحمد صالح
شيخوخة السكان هي الزيادة في منتصف عمر سكان منطقة ما بسبب انخفاض معدلات الخصوبة أو ارتفاع متوسط العمر المتوقع.
وتضاعف عدد سكان العالم الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً فأكثر تقريباً ليصل إلى 10.3%، ومن المتوقع أن يستمر هذا التوجه. وقد تجاوز عدد سكان العالم، الذي يواصل نموه بمعدلات متفاوتة في مختلف المناطق 8 مليارات نسمة.
واليابان الدولة الأكثر شيخوخة في العالم وتليها إيطاليا وفنلندا.
ومن المتوقع أن تحظى هونج كونج وكوريا الجنوبية واليابان بأعلى حصة من الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً فأكثر بحلول عام 2050.
ويضم العالم ما يقدر بنحو 722 ألف شخص من المعمرين الذين يبلغون من العمر 100 عام، وفقاً لتوقعات الأمم المتحدة السكانية لعام 2025، وتتصدر اليابان الدول التي تضم أكبر عدد من هؤلاء المعمرين بعدد 146 ألف شخص.
وارتفعت نسب الشيخوخة، خصوصاً في الدول الأعلى دخلاً، لعدة عوامل لعل من أبرزها تحسن الرعاية الصحية والوقائية وتطورها وزيادة الإنفاق عليها، وارتفاع معدلات دخول الأفراد وازدياد رفاهيتهم وتعليمهم، وكذلك توافر شبكات الحماية الاجتماعية، وخصوصاً مخصصات التقاعد والعناية بكبار السن
تقدم تنموي
أدى التقدم المحرز في مجال التنمية الاجتماعية والاقتصادية وكذلك في مجال الصحة إلى تقليل معدلات الوفيات، وخصوصاً فيما بين كبار السن، ما يعني أن المتوقع أن يمتد الآن عمر معظم الناس إلى الستينات وأكثر.
كما أدت في الوقت نفسه عوامل، مثل مظاهر التحضر والتعليم العالي وإتاحة خدمات تنظيم الأسرة إلى تقليص حجم الأسر وتقليل عدد المواليد، ما تسبب في انخفاض عدد الأطفال بالعديد من البلدان. وبالتالي، يتزايد عدد الأفراد البالغين من العمر 60 عاماً فما فوق ليفوق عددهم عدد الذين أصغر منهم سناً، ما يؤدي إلى شيخوخة السكان.
ووفقاً لتقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة منذ أيام، يتيح هذا التحول الجوهري فرصاً أمام المزيد من الناس لتحقيق أقصى قدر من الاستفادة من أعمارهم الطويلة ويطرح أيضاً تحديات جديدة أمامهم إذا لم
يتكيفوا مع هيكل المجتمعات عبر أنحاء كل القطاعات.
ولكن السؤال الجوهري.. ما هي الآثار المترتبة على شيخوخة سكان العالم في مجال الصحة العامة؟ ولماذا تتسارع الشيخوخة عالمياً؟
متوسط العمر
على الصعيد العالمي، بلغ متوسط العمر المتوقع عند الولادة 73,3 عاماً في سنة 2024، أي بزيادة قدرها 8,4 عام منذ سنة 1995. ومن المتوقع أن يزيد عدد الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 60 عاماً فما فوق في أنحاء العالم بأسره من 1,1 مليار شخص في سنة 2023 إلى 1,4 مليار شخص بحلول سنة 2030. ويبرز هذا الاتجاه المتسارع الخطى بوضوح في المناطق النامية تحديداً.
ويخلف هذا التحول الديموغرافي آثاراً كبيرة على الصحة العامة. ومن الضروري أن يصون كبار السن صحتهم جيداً لكي يحافظوا على استقلاليتهم ويشاركوا بنشاط في حياة الأسرة والمجتمع. ويمكن أن يؤدي انخراطهم في استراتيجيات تعزيز الصحة والوقاية من الأمراض طوال العمر إلى تقليل مخاطر الإصابة بالأمراض غير السارية والمزمنة بشكل كبير، بما فيها أمراض القلب والسكتة الدماغية والسرطان، والاعتلالات الوظيفية كذلك. ولا غنى عن اﻟﻛﺷف اﻟﻣﺑﻛر ﻋن هذه اﻟﺣﺎﻻت الصحية وﻋﻼﺟﻬﺎ لتقليل آثارها إلى أدنى حد.
مبادرات الصحة
يمكن أن تستفيد مبادرات الصحة العامة من قدرات كبار السن ومهاراتهم. ويؤدي تزايد عدد السكان كبار السن دوراً حيوياً في المجتمع من خلال عملهم التطوعي وتبادلهم لخبراتهم ومعرفتهم ومساعدتهم لأسرهم في النهوض بمسؤوليات القيام على تقديم الرعاية وزيادة مشاركتهم في القوى العاملة. وفي هذا السياق، فإن عقد الأمم المتحدة للنهوض بالصحة في مرحلة الشيخوخة (2021-2030) يشدد على مجالات العمل الأربعة المحددة التالية: 1- مكافحة التمييز على أساس السن، 2- وتهيئة بيئات صديقة للمسنين، 3- ودمج الرعاية في الرعاية الأولية، 4- وتوفير الرعاية الطويلة الأجل لمن تلزمهم.
وتتطلب معالجة مشكلة التمييز على أساس السن إحداث تحول جوهري في المواقف والمشاعر والسلوكيات في المجتمع تجاه المسنين وكبار السن. وتمكّن البيئات الصديقة للمسنين كبار السن من عيش حياة كريمة عن طريق معالجة المحددات الاجتماعية للصحة وتعزيز المجتمعات الداعمة التي تعمل على تحسين عافيتهم. كما تكفل الرعاية المتكاملة تمكين الخدمات الصحية من تلبيتها بفعالية للاحتياجات المتنوعة لكبار السن، لتعزز بذلك نهجاً شاملاً يركز على الأشخاص ويشمل العافية البدنية والنفسية والاجتماعية. كما تؤدي الرعاية الطويلة الأجل دوراً حيوياً في حياة الأفراد الذين يحتاجون إلى مساعدة الآخرين في حياتهم اليومية، لأنها تكفل حصولهم على الدعم اللازم لصون نوعية حياتهم في ظل التمتع بالكرامة.
وبفضل تركيز مبادرات الصحة العامة على هذه المجالات الرئيسية، فإن بإمكانها أن تحسن حياة كبار السن بشكل كبير وتمكنهم من تقديم إسهامات هادفة في المجتمع وتكفل لهم العيش في ظل التمتع بصحة أوفر والمزيد من الرضى.
قضايا الشيخوخة
ما هي القضايا المتعلقة بالشيخوخة التي تعمل منظمة الصحة العالمية على معالجتها؟
رغم أن الناس يعيشون حالياً في المتوسط عمراً أطول من أي وقت مضى، فإنه لا تتوفر على صعيد العالم إلا بينات قليلة تثبت أن كبار السن يتمتعون اليوم بصحة أفضل من الأجيال السابقة. وإضافة إلى ذلك، فإن فرص تمتع كبار السن بصحة جيدة غير موزعة بالتساوي، سواء بين الأجيال أم داخلها.
وتعمل المنظمة مع الدول الأعضاء ووكالات الأمم المتحدة وعدة جهات صاحبة مصلحة من مختلف القطاعات لسد الفجوة التي تتخلل جانبي طول العمر والعيش في ظل التمتع بصحة أوفر عن طريق تعزيز التمتع بالصحة في مرحلة الشيخوخة بكل بلد. وتنجز المنظمة هذا العمل بما يتماشى مع عقد الأمم المتحدة للنهوض بالصحة في مرحلة الشيخوخة (2021-2030) - وهو عبارة عن مجهود تعاوني عالمي يجمع بين مختلف القطاعات والجهات صاحبة المصلحة لتحسين حياة كبار السن وحياة أسرهم والمجتمعات التي يعيشون فيها. وتقوم المنظمة مقام أمانة عقد الأمم المتحدة للنهوض بالصحة في مرحلة الشيخوخة.
الشيخوخة في آسيا والمحيط الهادئ
أدى ارتفاع معدلات الشيخوخة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ إلى وضع المنطقة في طليعة أحد أهم الاتجاهات الديموغرافية العالمية.
ومع ارتفاع متوسط العمر المتوقع وانخفاض معدلات الخصوبة، وضعت الشيخوخة السريعة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ المنطقة في صدارة أحد أهم الاتجاهات الديموغرافية العالمية. بحلول عام 2050، سيكون واحد من كل أربعة أشخاص في آسيا والمحيط الهادئ فوق سن الستين. سيتضاعف عدد كبار السن (الذين تزيد أعمارهم على 60 عاماً) في المنطقة ثلاث مرات بين عامي 2010 و2050، ليصل إلى ما يقرب من 1.3 مليار شخص. في بعض البلدان، مثل جمهورية الصين الشعبية وسريلانكا وتايلاند وفيتنام، سيحدث هذا التحول بسرعة كبيرة، بينما في بلدان أخرى، مثل إندونيسيا، لن يكون بنفس السرعة، ولكن سينتهي بها الأمر بأعداد كبيرة جداً من كبار السن.
بحلول عام 2050، سيكون واحد من كل أربعة أشخاص في آسيا والمحيط الهادئ أكبر من 60 عاماً. وسيكون لهذا التحول الديموغرافي عواقب اجتماعية واقتصادية واسعة النطاق على المنطقة، بدءاً من طرق بناء المدن والمجتمعات وتنظيمها، وصولاً إلى تقديم الخدمات الصحية والاجتماعية وتنظيمها، وفرص العمل والتوظيف والضمان الاجتماعي، بالإضافة إلى السياسات المالية الداعمة. ويتطلب تحقيق التنمية المستدامة إدراك الإسهامات الاجتماعية والاقتصادية لكبار السن وتعظيمها.
0 تعليق