نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
حي الإفرنج.. تاريخ وفنون عمارة مطلة على قناة السويس - الهلال الإخباري, اليوم الاثنين 7 أبريل 2025 06:42 مساءً
القاهرة:«الخليج»
يحتضن حي الإفرنج بإطلالته الساحرة بحيرة التمساح، المطلة على قناة السويس بمدينة الإسماعيلية المصرية ليروي للزائرين حكايات عن تاريخ تلك المنطقة الساحرة، التي تتميز بأبنيتها الفريدة كولونية الطابع، التي تحيط بها الحدائق من كل صوب، فتحولها إلى واحة خضراء.
يمتد حي الإفرنج بموازاة المجرى الملاحي للقناة وجزء كبير من بحيرة التمساح، مثل لوحة أبدعتها أنامل فنان ماهر، إذ ينطق بمبانيه كولونية الطابع، وحدائقه التي تتضمن أندر أنواع الزهور والفواكه وأشجار الزينة، بكل آيات الجمال، وهو ملمح رئيسي يستطيع أن يتلمسه الزائر في كل زاوية وركن من هذا الحي العتيق، الذي وضع حجر أساسه الأول المهندس الفرنسي هوسمان، الذي كلف بتخطيط المدينة بتكليف مباشر من الخديوي المصري إسماعيل قبيل سنوات من افتتاح قناة السويس، وقد حرص هوسمان في تخطيطه لمدينة الإسماعيلية على أن تقسم المدينة إلى قسمين، أحدهما مخصص لسكن الأجانب من الفرنسيين والمالطيين واليونانيين والإنجليز، هؤلاء الذين عاشوا في المدينة لعقود، وقد أطلق على هذا القسم الحي الأوروبي أو الإفرنجي، والثاني هو الحي العربي المخصص للمصريين من سكان المدينة وأهلها الأصليين.
تروي تلك البنايات الساحرة كولونية الطابع، جانباً مهماً من ملامح العمارة التي ظهرت في مصر خلال فترة الاحتلال الفرنسي الذي لم يستمر سوى ثلاث سنوات فقط، وهو ما يتجلى في هذا الحي الذي يبلغ عدد الفيلات فيه ما يقارب 370 فيلّا، يزيد عمرها على 155 عاماً، وهى التي شيدها الفرنسيون خلال إدارتهم للمجرى الملاحي لقناة السويس، قبل أن يسكنها لاحقا عدد من المرشدين المصريين بعد قرار تأميم القناة عام 1956.
تتميز بنايات حي الإفرنج بنوافذها الطويلة المرتفعة، وهو أحد الأساليب المميزة للعمارة الكولونية، حيث تسمح بمرور الهواء البارد في الصيف، فتعمل على تبريد البيت دون حاجة إلى أجهزة مساعدة، وقد بنيت جميعها بنمط واحد من طابقين، إلى جانب حديقة صغيرة بسياج من الخشب، وان اختلفت مساحة كل حديقة عن الأخرى، لكن، لكل فيلّا سلم خشبى، يربط الطابق الأرضي بالعلوي، إلى جانب السقف المرتفع، المغطى بالقرميد.
ويعد حي الإفرنج وتسميته ترجع إلى من سكنوه أول مرة، هو أول حي يتم تخطيطه وتشييده في مدينة الإسماعيلية، وقد سكن في هذا الحي 8 جاليات أجنبية، كانت الجالية اليونانية هي الأكثر عدداً، وقد ظل عدد كبير منهم يقيم في الإسماعيلية لعقود طويلة، بعدما رفض المرشدون اليونانيون الانسحاب من إدارة القناة بعد قرار التأميم، ليشاركوا المرشدين المصريين في مهمة إرشاد السفن والعبور الآمن من القناة، وهو ما ربط بينهم وبين سكان المدينة بروابط وثيقة، فاندمجوا في المجتمع المصري بقوة، وهو ما يتجلى بوضوح في أسماء العديد من المحال التجارية التي لا تزال قائمة حتي اليوم، وتحمل أسماء يونانية واضحة، ومن بينها أحد محال البقالة الشهيرة في المدينة، والتي ظلت تعمل حتي سنوات قليلة مضت، وتحمل اسم «بابا ستراتي».
0 تعليق