نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بعد إدانة مصر.. ماذا يحدث في الفاشر؟ - الهلال الإخباري, اليوم الأحد 13 أبريل 2025 11:31 مساءً
لقي ما لا يقل عن 450 مدنيًا مصرعهم خلال ثلاثة أيام من الهجمات المكثفة التي شنتها قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، ومعسكري زمزم وأبو شوك للنازحين، في واحدة من أعنف موجات التصعيد منذ بداية النزاع في السودان.
وأعلنت الدعم السريع سيطرتها على معسكر زمزم عبر مقاطع مصورة، في حين حذّر مراقبون من أن المعركة الجارية قد تكون حاسمة في تحديد مصير إقليم دارفور المضطرب.
مناوي يدعو للتعبئة... وتخوف من سقوط الفاشر
في خضم المعارك، وجّه حاكم الإقليم مني أركو مناوي نداءً عاجلًا لشباب دارفور بضرورة التحرك لفك الحصار عن الفاشر ومحلية أم كدادة، داعيًا إلى استجماع القوة والإرادة الشعبية لمقاومة الهجوم المستمر.
من جهتها، اتهمت حركة جيش تحرير السودان بقيادة مناوي قوات الدعم السريع بارتكاب "تطهير عرقي ممنهج"، في تكرار لما حدث في الجنينة، مطالبة بتدخل عسكري عاجل من القوات المسلحة لإنقاذ أكثر من 1.5 مليون مدني محاصر في الفاشر.
شهادات مروعة ومعاناة النازحين
روى شهود عيان من داخل المدينة هروب آلاف النازحين من معسكر زمزم إلى الفاشر سيرًا على الأقدام، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، وسط انعدام تام للطعام والماء والدواء. وأكد المتحدث باسم منسقية النازحين، آدم رجال، مقتل 56 مدنيًا في أم كدادة بعد سيطرة الدعم السريع عليها، وارتكاب انتهاكات واسعة النطاق.
في المقابل، أعلنت القوات المسلحة السودانية صدّها لهجوم جديد على زمزم، مؤكدة استقرار الوضع الأمني في المدينة والمعسكر، بفضل مقاومة القوات المشتركة والمواطنين.
أبو شوك... تحت النيران
في معسكر أبو شوك، قُتل نحو 40 شخصًا وأصيب المئات جراء القصف العنيف، الذي دمّر البنية الصحية بالكامل وقطع مصادر المياه. وتحدثت تقارير عن وفيات بين الأطفال نتيجة الجوع والعطش، ما ينذر بكارثة إنسانية وشيكة.
دعوات دولية وتحذيرات أممية
دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى وقف فوري للهجمات، مطالبًا بحماية المدنيين وموظفي الإغاثة، مشيرًا إلى مقتل 90 منهم منذ اندلاع الحرب. كما أعربت المنسقة الأممية كليمنتين سلامي عن "فزعها الشديد" من الوضع في الفاشر ومعسكري زمزم وأبو شوك، معتبرة أن هذه الانتهاكات "لا يمكن السكوت عنها".
ردود فعل حزبية: دعوات للتحقيق الدولي
أدان حزب الأمة القومي بشدة الانتهاكات ضد المدنيين، مطالبًا بفتح ممرات إنسانية عاجلة وتوفير الرعاية الطبية والإغاثية. فيما وصف حزب المؤتمر السوداني ما يجري في زمزم بـ "المأساة"، مطالبًا بتحقيق دولي مستقل ومحاسبة المتورطين في الجرائم، ووقف فوري لإطلاق النار.
وشدد الحزبان على ضرورة حل سلمي تفاوضي يعيد السودان إلى مسار ديمقراطي عادل ومستقر.
مصر تدين وتدعو لاحترام القانون الدولي
في موقف لافت، أدانت جمهورية مصر العربية الهجمات على مخيم زمزم للنازحين، مؤكدة رفضها القاطع لانتهاكات القانون الإنساني الدولي. ودعت إلى توفير الحماية للعاملين في المجال الإنساني، وعبّرت عن دعمها الكامل لوحدة السودان وسلامته الإقليمية، مقدّمة تعازيها لأسر الضحايا.
في النهاية تعيش الفاشر ومن حولها أيامًا دامية في ظل تجاهل دولي وغياب تدخل فعّال لوقف التصعيد. وبين معاناة المدنيين، ودعوات الإغاثة، وتخوفات من "سيناريو الجنينة"، يبدو أن دارفور تقف اليوم على حافة كارثة إنسانية، وأمل أهلها في وقف النزيف يتضاءل يومًا بعد يوم.
0 تعليق