في إطار جولته الخليجية، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح، ولي عهد دولة الكويت، وذلك بمقر إقامة الرئيس في مدينة الكويت، ثاني محطات جولته الخليجية التي بدأت في سلطنة عمان.

وتأتي هذه الزيارة في ظل زخم كبير تشهده العلاقات الثنائية بين مصر والكويت، واهتمام مشترك بتعزيز التعاون في مختلف المجالات، لا سيما على الصعيدين الاقتصادي والسياسي.

ترحيب كويتي بالرئيس السيسي وتأكيد على عمق العلاقات الأخوية

وصرح المستشار محمد الشناوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية، أن سمو ولي العهد الكويتي رحب بالرئيس عبد الفتاح السيسي في بلده الثاني الكويت، مشيدًا بما تبذله مصر من جهود متواصلة لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة العربية، مؤكدًا تطلع دولة الكويت إلى أن تسهم هذه الزيارة في تعزيز مسارات التعاون بين البلدين، بما يعكس عمق العلاقات التاريخية والروابط الأخوية بين الشعبين.

وأشار ولي العهد إلى أن القيادة السياسية الكويتية، ممثلة في الأمير مشعل الأحمد الجابر الصباح، تولي اهتمامًا كبيرًا بتوطيد العلاقات مع مصر، وتعتبرها شريكًا استراتيجيًا في قضايا المنطقة، وفاعلًا رئيسيًا في حفظ توازناتها.

الرئيس السيسي يشيد بحفاوة الاستقبال ويؤكد دعم التعاون الاقتصادي

ومن جانبه، أعرب الرئيس عبد الفتاح السيسي عن خالص امتنانه لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة منذ وصوله إلى الأراضي الكويتية، مؤكدًا تطلع مصر إلى تعزيز الشراكة مع دولة الكويت، خصوصًا في ظل قيادة الأمير مشعل الأحمد، والعمل سويًا على دعم جهود التنمية في البلدين.

وأكد الرئيس السيسي أن مصر تتابع باهتمام رؤية الكويت 2035، مشيدًا بما تبذله الكويت من جهود في مسيرة التنمية الاقتصادية، ومُعربًا عن رغبة مصر في زيادة حجم التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين، وفتح آفاق جديدة أمام المستثمرين الكويتيين في السوق المصري، خاصة في ظل التسهيلات الكبيرة التي تقدمها الدولة المصرية للمستثمرين في القطاعات الحيوية مثل الصناعة، الطاقة، والسياحة.

بحث تطورات الأوضاع الإقليمية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية

وأوضح المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد نقاشًا موسعًا حول عدد من الملفات الإقليمية الساخنة، وعلى رأسها تطورات الأوضاع في قطاع غزة، حيث استعرض الرئيس السيسي الجهود المصرية المبذولة على مدار الأشهر الماضية لوقف إطلاق النار والتوصل إلى هدنة إنسانية، إلى جانب تأمين دخول المساعدات الإنسانية للمدنيين المحاصرين في القطاع.

وقد ثمّن ولي العهد الكويتي الدور المصري المحوري في الملف الفلسطيني، وأكد الطرفان على:

• ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار.
• تبادل إطلاق سراح الرهائن والمحتجزين.
• النفاذ الكامل للمساعدات الإنسانية إلى غزة.
• البدء في تنفيذ خطة إعادة إعمار القطاع وفقًا للمرجعية العربية.
• الرفض القاطع لمحاولات تهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
• أهمية إحياء عملية سياسية جادة تؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

مواقف متطابقة من أزمات سوريا واليمن والسودان

وأكد السفير محمد الشناوي أن المباحثات شملت أيضًا التطورات المتسارعة في ملفات سوريا واليمن والسودان، حيث اتفق الجانبان على أهمية استمرار التنسيق العربي المشترك لدعم الحلول السياسية السلمية، وتعزيز فرص الاستقرار الإقليمي، بما يحافظ على وحدة أراضي الدول وحقوق شعوبها.

ففي الملف السوري، شدد الرئيس السيسي وولي عهد الكويت على ضرورة الدفع نحو حل سياسي شامل يضمن عودة اللاجئين وإعادة إعمار البلاد. 

كما تم التطرق إلى الأزمة اليمنية، مع التأكيد على دعم المبادرات الأممية والخليجية الرامية إلى وقف الحرب وتحقيق السلام في اليمن.

أما فيما يخص الوضع في السودان، فقد أعرب الطرفان عن قلقهما من استمرار الصراع المسلح، وأكدا دعم الجهود الدولية والإقليمية لوقف القتال وإعادة الأمن والاستقرار في البلاد، تجنبًا لمزيد من الانزلاق نحو الفوضى.

زيارة تؤكد متانة العلاقات المصرية الكويتية

تؤكد هذه الزيارة رفيعة المستوى استمرار التنسيق والتشاور بين مصر والكويت بشأن كافة القضايا العربية، وتعكس التقارب السياسي والرؤية المشتركة بين البلدين حول سبل الحفاظ على الأمن القومي العربي. 

كما تسلط الضوء على أهمية تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية بما يعود بالنفع على الشعبين الشقيقين، ويواكب التحديات الراهنة في المنطقة والعالم.