مستشارو ترامب: خطة السيطرة على قطاع غزة غير جادة - الهلال الإخباري

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مستشارو ترامب: خطة السيطرة على قطاع غزة غير جادة - الهلال الإخباري, اليوم الخميس 6 فبراير 2025 09:24 مساءً

حذرت صحف أمريكية من خطورة خطة الرئيس دونالد ترامب بشأن قطاع غزة، التى كشف عن تفاصيلها خلال لقائه فى البيت الأبيض مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلى، الثلاثاء الماضى.

وشددت الصحف الأمريكية، فى تقارير متعاقبة، على أن خطة «ترامب» بشأن غزة، بما تتضمنه من تهجير سكان القطاع إلى خارجه، والسيطرة الأمريكية عليه، يمكنها أن تشعل الأوضاع فى الشرق الأوسط، واصفة إياها بأنها خطة استفزازية يستحيل تطبيقها، فى ظل مخالفتها القانون الدولى، ورفضها بشدة من الحلفاء قبل الخصوم.

«نيويورك تايمز»: استفزازية ومثيرة للسخرية ومنفصلة عن الواقع
البداية من صحيفة «نيويورك تايمز»، التى نقلت عن عدد من مستشارى الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، توقعهم بأن تختفى فكرة «السيطرة على غزة»، بعد أن اتضح لترامب أنها غير قابلة للتطبيق.
وفقًا للصحيفة، قال مستشارو «ترامب»: «اتضح للرئيس الأمريكى أن الفكرة غير قابلة للتطبيق، ويبدو أن هذا قد حدث بالفعل بحلول ظهر الأربعاء». لكن دان شابيرو، الذى شغل منصب السفير الأمريكى فى إسرائيل خلال عهد الرئيس الأمريكى باراك أوباما، قال إن «مجرد طرح الفكرة قد يؤدى إلى إثارة المزيد من التطرف»، مضيفًا: «مقترح ترامب ليس جادًا».
وواصل السفير الأمريكى الأسبق: «احتمالات سيطرة الولايات المتحدة على غزة، بتكلفة هائلة من الدولارات والقوات، تعادل احتمالات دفع المكسيك ثمن الجدار، أو استيلاء الولايات المتحدة على نفط العراق».
وأكمل «شابيرو»: «الخطر هو أن المتطرفين داخل الحكومة الإسرائيلية سيأخذون الأمر حرفيًا وعلى محمل الجد، ويبدأون فى التصرف بناء عليه، وهذا الأمر قد يعرض إطلاق سراح المزيد من المحتجزين الإسرائيليين للخطر، ويقوض احتمالات التوصل إلى اتفاق تطبيع سعودى إسرائيلى».
وفى تقرير آخر، اعتبرت «نيويورك تايمز» أن خطة ترامب لـ«استيلاء الولايات المتحدة على غزة وطرد سكانها الفلسطينيين وتحويلها إلى ريفييرا الشرق الأوسط»، هى «استفزازية ومثيرة للسخرية وغير محتملة».
وقالت الصحيفة الأمريكية: «كان تفكير ترامب بشأن غزة، يوم الثلاثاء، خارج الصندوق، إلى الحد الذى لم يكن من الواضح معه أنه كان يعرف حتى إن هناك صندوقًا».
وأضافت: «إعلان ترامب عن نيته الاستيلاء والسيطرة على غزة، وتشريد السكان الفلسطينيين، وتحويل الجيب الساحلى إلى (ريفييرا الشرق الأوسط)، مقترح استفزازى وغريب ومثير للسخرية، وليس رئاسيًا على الإطلاق».
وواصلت: «الآن فى ولايته الثانية فى البيت الأبيض، يطرح ترامب أفكارًا أكثر وقاحة حول إعادة رسم خريطة العالم، على غرار الإمبريالية فى القرن التاسع عشر. أولًا كان هناك شراء جرينلاند، ثم ضم كندا، واستعادة قناة بنما، وإعادة تسمية خليج المكسيك. والآن يتصور إمكانية الاستيلاء على منطقة حرب مدمرة فى الشرق الأوسط لن يرغب أى رئيس أمريكى آخر فى الاستيلاء عليها».
وأكملت: «لا يهم أنه لم يستطع تسمية أى سلطة قانونية تسمح للولايات المتحدة بفرض سيطرتها من جانب واحد على أراضى شخص آخر، أو أن الإزالة القسرية لسكان بالكامل ستكون انتهاكًا للقانون الدولى، ولا يهم أن إعادة توطين ٢ مليون فلسطينى ستكون تحديًا لوجستيًا وماليًا هائلًا، ناهيك عن كونها قنبلة سياسية، ولا يهم أن هذا سيتطلب آلافًا عديدة من القوات الأمريكية، وربما يؤدى إلى إشعال صراع أكثر عنفًا».
واعتبرت «نيويورك تايمز» أن فكرة «ترامب» ستكون عبارة عن الالتزام الأوسع للقوة الأمريكية والثروة فى الشرق الأوسط، منذ غزو العراق وإعادة إعماره قبل عقدين من الزمان، وستكون بمثابة انقلاب مذهل لرئيس ترشح لأول مرة لمنصبه عام ٢٠١٦، وتعهد بإخراج الولايات المتحدة من الشرق الأوسط.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن أندرو ميلر، المستشار السابق فى سياسة الشرق الأوسط تحت رئاسة باراك أوباما وجو بايدن، والذى يشغل الآن منصب زميل رفيع فى مركز «التقدم الأمريكى» قوله: «هذه هى أكثر الاقتراحات السياسية التى لا يمكن فهمها التى سمعتها على الإطلاق من رئيس أمريكى».
وواصل: «اقتراح غزة الذى طرحه ترامب يتناقض جذريًا مع نفوره من سياسة (بناء الأمم)، ويمكن أن يقوض رغبته فى التوصل إلى صفقة مع المملكة العربية السعودية لإنشاء علاقات دبلوماسية مع إسرائيل. كما يعطى روسيا والصين الضوء الأخضر للاستيلاء على الأراضى التى يرونها مناسبة».
وأكمل «ميلر»: «من الآمن القول إنه لا يمكن أن يحدث.. على الأقل بالطريقة التى وصف بها ترامب خطته»، معتبرًا أن الأمر كان «مجرد تشتيت عن باقى الاجتماع بين ترامب ونتنياهو، والذى لم يتعرض لضغط حقيقى لتمديد اتفاق وقف إطلاق النار الذى بدأ العمل به الشهر الماضى، ما منحه حرية كبيرة فى اتخاذ قراراته».
وتابع: «كل هذه الضجة حول استيلاء الولايات المتحدة على غزة، جعلتنا نفوت القصة الحقيقية من الاجتماع، ليخرج نتنياهو من البيت الأبيض وهو من أسعد البشر على هذا الكوكب. إن كان هناك يوم يُظهر فيه الوضوح التام للعلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة، فهذا هو اليوم».
كما نقلت الصحيفة عن هالى سوفر، المديرة التنفيذية لـ«المجلس الديمقراطى اليهودى فى أمريكا»، أن «فكرة أن تتولى الولايات المتحدة السيطرة على غزة، بما فى ذلك بنشر القوات الأمريكية، ليست متطرفة فحسب، بل هى منفصلة تمامًا عن الواقع. فى أى عالم يحدث هذا؟».
فيما قال خالد الجندى، وهو عالم زائر فى مركز «الدراسات العربية المعاصرة» بجامعة «جورج تاون»، فى تصريح للصحيفة: «تصريحات ترامب كانت غريبة وغير مترابطة حقًا، ما أثار المزيد من التساؤلات أكثر من تقديم الإجابات».
وأضاف «الجندى»: «هل يتحدث بمصطلحات جيوسياسية؟ أم أنه يرى غزة ببساطة كمشروع تطوير ضخم على الواجهة البحرية؟ من سيستفيد من ذلك؟ بالتأكيد ليس الفلسطينيين، الذين يُفترض أن يُعاد توطينهم جماعيًا. هل ستكون الولايات المتحدة المحتل الجديد فى غزة ليحل محل الإسرائيليين؟ ثم ما المصلحة الأمريكية التى قد يخدمها هذا؟».

«واشنطن بوست»: تجرنا لصراع نحاول تجنبه فى المنطقة

انتقدت صحيفة «واشنطن بوست» المؤتمر الصحفى الذى عقده البيت الأبيض، مساء الثلاثاء الماضى، لتوضيح تصريحات «ترامب» حول غزة، معتبرة أن المؤتمر فشل فى تهدئة المنتقدين، ولم يوضح ما أراده الرئيس بالضبط.

وذكرت الصحيفة، فى تقرير حمل عنوان: «البيت الأبيض يحاول تخفيف مقترح ترامب بشأن التهجير الجماعى لسكان غزة»، أن «التفسيرات التى قدمتها السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارولين ليفيت، مساء الأربعاء، لم تفعل الكثير لتهدئة المنتقدين، بما فى ذلك مجموعة واسعة من حلفاء الولايات المتحدة والفلسطينيين أنفسهم، الذين أدانوا ما قالوا إنه سيرقى إلى النزوح غير الطوعى لأكثر من ٢ مليون غزاوى من أراضيهم».

وأضافت الصحيفة: «لم تبذل ليفيت الكثير من الجهد لإضافة المزيد من الوضوح حول ما يريد ترامب أن يفعله بالضبط»، معتبرة أن المؤتمر يتناسب مع «نمط من التباهى وعدم القدرة على التنبؤ، الذى أعاد ترامب ضخه فى الخطاب الوطنى والدبلوماسى».

وواصلت: «اقتراح الرئيس بالسيطرة الأمريكية الشاملة على غزة تصدر عناوين الصحف فى مختلف أنحاء العالم، وهى النتيجة التى يستمتع بها عادة. لكن تراجعه الواضح، يوم الأربعاء، يشير إلى أنه لم يتوقع تمامًا مثل هذا الانتقاد الواسع النطاق، ليس فقط بشأن النزوح القسرى المحتمل لملايين الأشخاص، بل وأيضًا لإمكانية ما يتسبب فيه من جر واشنطن إلى نوع من الصراع فى الشرق الأوسط، طالما تعهد بتجنبه».

وأكملت: «كان الارتباك الذى أحاط بنوايا ترامب فيما يتصل بالصراع المتصاعد الذى تعهد بإنهائه، بمثابة الإشارة الأولى إلى الكيفية التى قد يسعى بها إلى الدبلوماسية الدولية فى فترة ولايته الثانية، وهى مزيج من تكتيكات الصدمة والمقترحات المتطرفة والرؤى المتغيرة، التى من شأنها أن تزعزع استقرار الأصدقاء والأعداء على حد سواء».

وتابعت: «لم يتضح بعد ما إذا كان يقدم حيلة افتتاحية، فى المفاوضات الأوسع نطاقًا بشأن مستقبل غزة، أو يستحضر رؤية يأمل أن تتحقق»، مشيرة إلى أن «ترامب» تسبب فى حدوث صدمة مماثلة، فى أول أسبوعين له فى البيت الأبيض، عندما هدد بفرض تعريفات جمركية على المكسيك وكندا، ثم سحبها لمدة شهر على الأقل، بعد أن قدمت كل دولة بعض التنازلات على النحو الذى يرضيه. كما أنه أمر فى البداية بتجميد المنح الفيدرالية، فقط لإلغائها وسط ارتباك واسع النطاق عطل مدفوعات «Medicaid» ووجبات كبار السن ومكافآت الإسكان.

ورأت أنه «فى كل حالة، بما فى ذلك الاقتراح الحالى بشأن غزة، نفى مسئولو البيت الأبيض أى تناقض، قائلين إنهم كانوا يعملون على توضيح أفكاره أكثر بدلًا من التراجع عنها».

«سى بى إس»: مرفوضة من الحلفاء قبل الخصوم

تحت عنوان: «الحلفاء والخصوم رفضوا خطة ترامب للسيطرة الأمريكية على غزة»، استعرضت شبكة «سى بى إس نيوز»، تفاعل حلفاء الولايات المتحدة قبل خصومها بالصدمة والاستنكار، مع إعلان الرئيس «ترامب» عن خطط الولايات المتحدة للسيطرة على قطاع غزة.

وذكرت الشبكة أن «اقتراح ترامب بإعادة تطوير الأراضى الفلسطينية، وهى جزء من الأرض التى يأمل الكثير من الناس أن تصبح فى نهاية المطاف دولة فلسطينية مستقلة، وتحويلها إلى (ريفييرا الشرق الأوسط) المملوكة للولايات المتحدة، أرسل موجات صدمة دبلوماسية فى جميع أنحاء العالم».

وأضافت: «أثار إعلان ترامب قلق بعض أفراد أسر الرهائن الإسرائيليين، وأثار إدانة فورية من المدنيين الفلسطينيين و(حماس)، التى حذرت من أنه قد يهدد اتفاق وقف إطلاق النار الهش فى غزة».

وواصلت: «شركاء أمريكا فى الشرق الأوسط يرفضون هذا المخطط تمامًا، وتحدثت القوى الإقليمية، بما فى ذلك حلفاء الولايات المتحدة الذين رفضوا بالفعل اقتراحات سابقة من جانب ترامب بنقل أكثر من ٢ مليون فلسطينى فى غزة إلى دول أخرى، ضد الخطط التى كررها الرئيس الأمريكى، يوم الثلاثاء».

وأشارت إلى تشديد وزارة الخارجية المصرية على أهمية حل الدولتين لإنشاء دولة فلسطينية، وبيان الديوان الملكى الأردنى فى هذا الصدد، وكذلك بيان المملكة العربية السعودية، التى يطمح «ترامب» أن تقيم علاقات مع دولة الاحتلال.

ونبهت الشبكة الأمريكية إلى رد دول خارج الشرق الأوسط بسرعة على مقترح «ترامب»، مسلطة الضوء على بيان الخارجية الفرنسية الذى عارض أى تهجير قسرى للسكان الفلسطينيين فى غزة، واعتباره «يشكل انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولى، وهجومًا على التطلعات المشروعة للفلسطينيين، ويمثل عقبة رئيسية أمام حل الدولتين، وعامل زعزعة استقرار رئيسى لشركائنا المقربين مصر والأردن وكذلك للمنطقة بأكملها».

«بوليتيكو»: تصريحات الرئيس «مجرد حيلة تفاوضية»

اعتبرت صحيفة «بوليتيكو» أن مقترح الرئيس دونالد ترامب بشأن «الاستيلاء على قطاع غزة» هو «مجرد حيلة تفاوضية»، بهدف «منح القادة الإسرائيليين المزيد من النفوذ على حماس، وهم يحاولون تحويل وقف إطلاق النار الهش إلى سلام دائم».

وذكرت الصحيفة الأمريكية، فى تقرير حمل عنوان: «مساعدو ترامب عرفوا أنه يريد الاستيلاء على غزة لكن لم تكن لديه خطة»، وأنه «فى الساعات التى سبقت المؤتمر الصحفى الذى عقده ترامب، الثلاثاء الماضى، كان فريقه يعرف ما هو آت». وأضافت: «ترامب كان يناقش منذ أشهر، فكرة استيلاء الولايات المتحدة على قطاع غزة مع المستشارين، الذين رأى بعضهم أنها حيلة تفاوضية لإعطاء القادة الإسرائيليين المزيد من النفوذ على حماس، وهم يحاولون تحويل وقف إطلاق النار الهش إلى سلام دائم».

ونقلت الصحيفة عن «شخص مطلع على تفكير ترامب»، طلب عدم الكشف عن هويته للتحدث بصراحة، القول: «كانت هذه رسالة، والهدف إحضار ما هو بعيد تمامًا إلى طاولة المفاوضات»، مقارنًا إياها بتهديدات «ترامب» بـ«حرب تجارية مع جيران أمريكا»: «كان الأمر أشبه برسوم جمركية بنسبة ٢٥٪ على كندا». وأضافت: «حتى لو كان المستشارون على علم بالاستفزاز، فقد كان من الواضح، الأربعاء الماضى، أنهم لم يفعلوا الكثير لإعداد بقية العالم لخطة ترامب لنقل ما يقرب من ٢ مليون فلسطينى من وطنهم فى غزة، حتى تتمكن الولايات المتحدة من تأكيد ملكيتها للمنطقة، وتحويلها إلى (ريفييرا الشرق الأوسط)».

وواصلت: «لم تكن هناك خطة مكتوبة، واتضح ذلك من تناقض كلام ترامب مع تصريحاته فى اليوم السابق، حول أن أى نقل للفلسطينيين سيكون مؤقتًا، حيث قيل للصحفيين الذين جرى إطلاعهم قبل الإعلان فقط، إن غزة ستستغرق سنوات لإعادة بنائها، دون مزيد من التوضيح للخطة التى وضعها ترامب للاستيلاء الأمريكى. لقد فوجئ العديد من الحلفاء فى الكونجرس وحول العالم، وأصبحوا إما غاضبين أو مذهولين أو كليهما». وأكملت: «وسط ردود فعل قوية من الحلفاء العرب فى الشرق الأوسط، وتشكك الجمهوريين فى الكونجرس، أعاد البيت الأبيض صياغة اقتراح ترامب بشأن غزة، الأربعاء، باعتباره محاولة جادة لإثارة دبلوماسية حقيقية ودائمة. ولكنهم تراجعوا عن العديد من التفاصيل التى طرحها ترامب، واعتبروا كلمة (الاستيلاء) بمثابة (طلقة افتتاحية)، فيما يعتبرونه مفاوضات جارية حول مصير غزة وسكانه».

أخبار ذات صلة

0 تعليق