ألكسندر سميث: الرفض المصرى للتهجير قوى رغم الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية - الهلال الإخباري

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ألكسندر سميث: الرفض المصرى للتهجير قوى رغم الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية - الهلال الإخباري, اليوم الجمعة 7 فبراير 2025 08:10 مساءً

وصف ألكسندر م. سميث، المستشار السابق لدى الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، خطة الرئيس دونالد ترامب لتهجير الفلسطينيين من غزة بأنها «تطهير عرقى»، مؤكدًا أن موقف مصر فى رفض هذا المخطط لافت وقوى، رغم الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية التى مورست عليها لإجبارها على استقبال اللاجئين الفلسطينيين. وتوقع المستشار الأمريكى المستقيل من إدارة الرئيس السابق، جو بايدن، بسبب سياساته تجاه حرب غزة، أن تكون العلاقات الأمريكية الإسرائيلية أقوى فى عهد «ترامب»، مرجحًا أن تكون قد وصلت إلى عقد صفقة تسمح لتل أبيب بضم الضفة الغربية وأراضٍ أخرى فى لبنان وسوريا.

■ بداية.. كيف تنظر إلى تصريحات الرئيس ترامب مؤخرًا حول تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة؟ وهل تراها جدية أم مجرد بالون اختبار؟

- كما هو الحال دائمًا مع الرئيس ترامب، من الصعب معرفة ما إذا كانت كلماته جادة وسوف يعمل بها أم لا، ونأمل أن يكون لديه مستشارون يذكّرونه بأن التطهير العرقى والنقل القسرى للسكان هى أعمال غير قانونية بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية ونظام روما واتفاقيات جنيف، وأن ما يقترحه يرقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

وفى بعض الأحيان يدلى ترامب بتصريحات كبيرة دون نية متابعتها، لكنه فى بعض الأحيان يفعل بالضبط ما يقول إنه سيفعله، وفى حين قد لا يكون لدى ترامب أى اهتمام خاص بغزة، فإن المسئولين الإسرائيليين والعديد من المانحين والمستشارين المقربين سيدفعونه إلى العمل على وعوده.

وآمل مخلصًا ألا يكون ترامب جادًا، لكنه أدلى بتصريحات مماثلة لعدة أسابيع، وكان صهره يقدم عروضًا قبل سنوات حول فكرة الاستيلاء على غزة وتطوير العقارات على شاطئ البحر.

■ كيف ترى الدور المصرى فى رفض التهجير منذ أحداث أكتوبر ٢٠٢٣؟

- كان من الواضح للغاية أن الهدف الأساسى لإسرائيل فى عام ٢٠٢٣ هو دفع بعض أو كل سكان غزة إلى مصر. وقد مارست إسرائيل والولايات المتحدة ضغوطًا دبلوماسية ومالية لمحاولة إجبار مصر على استقبال اللاجئين الفلسطينيين، وعرض الإعفاء من الديون وغيرها من الحوافز الكبيرة. 

وكان من اللافت للنظر أن نرى مصر ترفض هذه العروض ولا تتورط فى انتهاكات للقانون الدولى، سواء كان الدافع هو الإحسان والشعور بالعدالة أو المصلحة الذاتية البسيطة، فقد كان هذا هو الشىء الصحيح الذى يجب القيام به.

وقد كانت مصر والأردن واضحتان للغاية فى أنهما لن تقبلا مطلقًا اللاجئين الدائمين من غزة بشكل جماعى.

وفى حالة مصر، فإن أى إجراء أحادى الجانب من جانب إسرائيل أو الولايات المتحدة لنقل الفلسطينيين إلى مصر قد يحل اتفاقيات «كامب ديفيد» وينهى اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل. 

وبالإضافة إلى ذلك، فقد أعربت أغلبية كبيرة من سكان غزة بوضوح شديد عن نيتهم فى البقاء، على الرغم من الدمار والظروف. 

والرئيس ترامب سيجد نفسه فى إعصار دبلوماسى إذا حاول تطهير غزة عرقيًا بالقوة.

■ ما أوجه الاختلاف بين سياسات ترامب مقارنة بسياسات سلفه الرئيس جو بايدن بشأن غزة؟

- سياسات ترامب ليست واضحة تمامًا، ويبدو أنه عقد صفقة، حيث طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، إنهاء وتيرة الإبادة الجماعية فى غزة مقابل وعد بالسماح لإسرائيل بضم الضفة الغربية، وربما تكون أراضٍ أخرى فى لبنان وسوريا أيضًا جزءًا من الصفقة.

وما هو واضح أن ترامب ليس لديه أى مصلحة فى الالتزام بالقانون الدولى. وقد كان ذلك واضحًا فى ولايته الأولى عندما نقل السفارة الأمريكية إلى القدس واعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، فى انتهاك للقانون الدولى.

فى الوقت نفسه، يتم قتل عدد أقل من الناس على يد إسرائيل فى الأسابيع القليلة الأولى من ولاية ترامب.

يجب أن يشعر بايدن وهاريس وشومر وغيرهم من قادة الحزب الديمقراطى بالحرج من أن ترامب، على الرغم من عيوبه الهائلة، نجح فى الحصول على وقف إطلاق النار فى غضون أيام قليلة، بعد أن فشلوا فى القيام بذلك لمدة ١٥ شهرًا. 

والفارق كان بالطبع الرغبة فى جعل المساعدات والدعم الأمريكى مشروطين، وهو ما لم يكن بايدن والديمقراطيون راغبين فيه.

■ قدمت استقالتك من إدارة بايدن احتجاجًا على سياسته تجاه غزة.. فهل من الممكن أن تشهد الإدارة الحالية استقالات أيضًا؟

- لا أعتقد أن أنصار ترامب سينقسمون حول هذه القضية. أما الديمقراطيون، من ناحية أخرى، فهم منقسمون بشدة حول قضية غزة. 

وقد أظهرت استطلاعات رأى متعددة أن أغلب الناخبين الديمقراطيين يريدون وقف المساعدات العسكرية والدعم السياسى لإسرائيل، ومع ذلك، صوّت ١٩ من أصل ٥٠ عضوًا ديمقراطيًا فقط على وقف شحنات المساعدات. وهذا الاختلاف الهائل بين إرادة الناخبين والسياسيين سيؤدى إلى الانقسام. وما لم يظهر مرشح ديمقراطى مؤيد لحقوق الإنسان، فأنا متأكد من أن الديمقراطيين سيخسرون الانتخابات المقبلة أيضًا.

أما عن إدارة ترامب فقد تكون هناك استقالات، لكن ترامب وإيلون ماسك أوضحا أنهما يريدان رؤية الناس يتركون الحكومة الفيدرالية. وفى عهد ترامب تم طرح عروض على الموظفين الفيدراليين لقبول «عمليات الشراء»، وإذا وافقوا على ترك وظائفهم، فسيتم دفع رواتبهم من الآن وحتى شهر سبتمبر. 

وتهدف هذه السياسة إلى تقليص حجم الحكومة، دون الاهتمام بالكفاءة أو الاحتفاظ بالمناصب الحيوية.

■ كيف تنظر إلى سياسات الإدارة الحالية الداخلية، خاصة مسألة إغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، والتى طالما مثلت نوعًا من القوة الناعمة لواشنطن؟

- لطالما أراد الجمهوريون إلغاء تمويل الوكالات التى تشمل ولايتها حقوق الإنسان والمساعدات الإنسانية وحماية البيئة، لأن هذه الوكالات تشكل تهديدًا لبعض المصالح التجارية القوية، ولكن فى حالة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، فإنها تمثل أخلاقيات أمريكية قديمة، من الإيثار غير الأنانى وفعل الخير من أجل فعل الخير.

وهذه الروح الأخلاقية تتعارض مع فكرة إدارة ترامب عن أمريكا كدولة لا يحركها سوى الربح، ولا تظهر سوى اللا مبالاة الباردة تجاه المعاناة الإنسانية. وهم يرون أى انحراف عن ذلك تهديدًا مريبًا. وعندما يصف ترامب وماسك قيادة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بـ«الليبراليين المتطرفين» فإنهم يشيرون إلى الأطباء وخبراء السياسة وغيرهم ممن كرسوا حياتهم لمساعدة الآخرين. وهذه قيم ليبرالية وفقًا لبعض التعريفات. وباعتبارها أكبر وكالة مساعدات فى العالم، فقد قدمت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية فوائد هائلة للأشخاص فى البلدان النامية ومتوسطة الدخل فى جميع أنحاء العالم. من خلال الوقاية من فيروسات نقص المناعة البشرية والملاريا والسل وعلاجها، وبرامج التطعيم الضخمة، وكانت الوكالة رائدة فى وقف انتشار الأمراض المعدية. وأثناء جائحة كوفيد، وزعت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية مئات الملايين من جرعات اللقاحات على الناس فى جميع أنحاء العالم، وأنقذت برامجها فى مجال صحة الأم والطفل والتغذية أرواحًا حرفيًا كل يوم، وخفضت معدلات وفيات الأمهات فى ٢٥ دولة من الأكثر احتياجًا، ودون هذه البرامج، سيموت العديد من الأشخاص أو يعانون من أمراض مزمنة مدى الحياة نتيجة لذلك.

 

كيف تصف العلاقات الأمريكية الإسرائيلية؟

- أعتقد أن ترامب رأى مدى ضعف بايدن على المسرح العالمى، وقرر- لأنه لا يريد أن يبدو ضعيفًا- تغيير السياسة وفرض وقف إطلاق النار، لأنه لا ينوى السماح لإسرائيل بانتهاك القانون الدولى دون حدود. لكن فى المقابل، فإن سفيره المقترح إلى إسرائيل، مايك هاكابى، لا يؤمن بمحاسبة إسرائيل على أى انتهاك، وقد نفى وجود الفلسطينيين، مشيرًا إلى الضفة الغربية على أنها «يهودا والسامرة»، وهذا النوع من التفكير منتشر على نطاق واسع بين الصهاينة المسيحيين وأنصار إسرائيل فى قاعدة ترامب القوية ومستشاريه المقربين، لذا فمن المرجح أن يوافق على ضم الضفة الغربية.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق