مؤتمر القامشلي يثير غضب أنقرة… ومخاوف من عمل عسكري تركي ضد “قسد” - الهلال الإخباري

الفجر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مؤتمر القامشلي يثير غضب أنقرة… ومخاوف من عمل عسكري تركي ضد “قسد” - الهلال الإخباري, اليوم السبت 3 مايو 2025 01:27 صباحاً


أثار مؤتمر «وحدة الصف والموقف الكردي» الذي عقدته القوى الكردية في مدينة القامشلي شمال شرقي سوريا، حالة من القلق العميق لدى أنقرة، وسط تحذيرات تركية واضحة من أي محاولات لفرض واقع جديد في المنطقة يهدد وحدة الأراضي السورية.

إردوغان: لا مكان للفيدرالية في سوريا
وفي تعليق مباشر على المؤتمر، شدد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان على رفض بلاده التام لأي طرح يتعلق بحكم «لا مركزي» أو «فيدرالي» في سوريا، معتبرًا أن هذه الدعوات مجرد «أحلام بعيدة المنال». وقال إردوغان: «أنصح باتخاذ قرارات تخدم استقرار المنطقة، لا قرارات مبنية على أوهام حكومة اتحادية في سوريا»، مؤكدًا أن تركيا «لن تسمح بفرض أمر واقع في منطقتها أو بأي مبادرة تهدد استقرار سوريا والمنطقة».

وأضاف إردوغان أن الموقف السوري الرسمي، الرافض لأي سلطة خارج حكومة دمشق أو أي هيكل مسلح خارج الجيش السوري، يتوافق مع نهج تركيا في ضمان أمن الحدود وحماية وحدة الأراضي السورية.

رسائل تركية واضحة: لا للتقسيم


من جانبه، وجه وزير الخارجية التركي هاكان فيدان رسائل أكثر تحديدًا، مشيرًا خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره القطري في الدوحة، إلى أن تركيا «ترغب في رؤية دستور وحكومة يضمنان فرصًا متساوية لجميع المكونات في سوريا»، محذرًا في الوقت ذاته من استغلال الوضع القائم لتحقيق أهداف انفصالية.

وأوضح فيدان أن أنقرة ستقف بحزم أمام أي محاولات تسعى للإضرار بوحدة وسيادة سوريا، مؤكدًا أن «الوحدات الكردية»، باعتبارها الامتداد السوري لحزب «العمال الكردستاني»، لن يكون لها مستقبل في سوريا سواء بطرق سلمية أو غير ذلك.

احتمالات التدخل العسكري: ضغوط قائمة ولكن...


رغم التصريحات المتشددة، يرى مراقبون أن احتمالات التدخل العسكري التركي ضد قوات سوريا الديمقراطية «قسد» تبدو محدودة في الوقت الراهن، خاصة مع اعتماد أنقرة على دمشق في مواجهة هذه التوجهات. وأشار المحلل السياسي مراد يتكين إلى أن تركيا تراهن على نجاح الاتفاق الأخير بين حكومة دمشق و«قسد»، والذي يسعى إلى دمج الأخيرة ضمن مؤسسات الدولة السورية، وهو ما يعتبر مفتاحًا لحل معضلة الوجود المسلح الكردي على حدودها الجنوبية.

دور أوجلان في المعادلة


في سياق متصل، كشفت مصادر دبلوماسية تركية أن أنقرة تراهن أيضًا على استجابة زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان، لدعوات حل الحزب وتسليم السلاح، مما سيسهم في إنهاء التهديد القادم من شمال العراق وشمال شرقي سوريا.

وقالت المصادر إن تركيا تأمل في تنفيذ الاتفاق بين دمشق و«قسد»، الذي ينص على منع التشكيلات التابعة لحزب «العمال الكردستاني» من تحقيق أي حضور سياسي أو عسكري مستقل في سوريا.

العامل الأميركي: تراجع الدعم وتغيير الموقف


من جهة أخرى، أضاف الموقف الأميركي بُعدًا إضافيًا للتطورات، إذ أعلنت واشنطن نيتها تقليص وجودها العسكري تدريجيًا في سوريا، مع عدم الإعلان عن جدول زمني محدد، وتشجيع السلطات السورية والعراقية على تعزيز أمن الحدود ومكافحة الإرهاب.

وتأمل أنقرة أن يؤدي هذا الانسحاب إلى تراجع الدعم الأميركي لـ«قسد»، الحليف الرئيسي لواشنطن في الحرب ضد تنظيم «داعش»، وهو دعم ما دام اعتبرته تركيا تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي.

وفي ختام تصريحاته، أشار إردوغان إلى إمكانية عقد لقاء قريب مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قائلًا: «أعتقد أنني وصديقي ترمب سنضيف زخمًا جديدًا للعلاقات الثنائية، ونفهم بعضنا البعض جيدًا في قضية سوريا».

قلق تركي متواصل


في ظل هذه المعطيات، يبدو أن تركيا تراقب التطورات في شمال شرقي سوريا بقلق بالغ، وتعمل على مزيج من الضغوط الدبلوماسية والتنسيق الأمني لمنع أي تحركات قد تفتح الباب أمام إقامة كيان ذاتي الحكم للأكراد على حدودها، وهو السيناريو الذي تعتبره تهديدًا مباشرًا لوحدة أراضي سوريا واستقرار المنطقة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق