حذّر الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الأراضي والمياه بجامعة القاهرة، من مستقبل مقلق يهدد الأمن الغذائي في العالم العربي، في ظل الفجوة الكبيرة بين الاحتياجات المائية المتزايدة والموارد المتاحة المحدودة، مشيرًا إلى أن 22 دولة عربية تقع داخل المنطقة الصحراوية الكبرى وتعاني من شحّ المياه وارتفاع درجات الحرارة، ما يزيد من استهلاك الموارد المائية.

السدود التركية والإيرانية تعمّق الأزمة

وأوضح “نور الدين” في اتصال هاتفي مع الإعلامي إبراهيم عيسى ببرنامج “حديث القاهرة” المذاع على فضائية “القاهرة والناس” مساء الثلاثاء، أن السدود التي أقامتها تركيا وإيران أثّرت سلبًا على تدفقات المياه في نهري دجلة والفرات، ما تسبب في تحول سوريا من دولة مصدرة للقمح إلى دولة مستوردة، في تحول خطير يعكس حجم الأزمة.

وأكد أن الدول العربية أصبحت أكبر منطقة مستوردة للغذاء عالميًا، وهو ما يجعلها أكثر عرضة للصدمات الاقتصادية والبيئية.

65% من الحبوب تُستورد

وأشار الخبير إلى أن الدول العربية تستورد نحو 65% من احتياجاتها من الحبوب، مع غياب أي شكل من أشكال الاكتفاء الذاتي في معظمها، باستثناء مصر التي تمتلك اكتفاءً ذاتيًا من محصول الأرز.

وأضاف أن دول شمال إفريقيا، باعتبارها جزءًا من الصحراء الكبرى، تواجه تحديات مناخية ومائية شديدة تؤثر على إنتاج الغذاء.

دعوة لتحسين الزراعة وإدارة المياه

وأكد نور الدين أن الدول العربية التي ستعاني من نقص الغذاء في المستقبل هي نفسها التي يجب أن تسارع إلى تحسين أنظمتها الزراعية، وإدارة مواردها المائية بشكل أكثر كفاءة، والبحث عن مصادر بديلة للمياه مثل التحلية والمعالجة.

وفي سياق متصل، أشار إلى أن استخدام بعض المحاصيل كمصدر بديل للوقود الحيوي ساهم في تفاقم أزمة الغذاء عالميًا، داعيًا إلى إعادة النظر في الأولويات الاستراتيجية لضمان الأمن الغذائي والحد من الاعتماد على الاستيراد.