اكتشاف نيزك قمري غامض في الأردن.. ما القصة؟ - الهلال الإخباري

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
اكتشاف نيزك قمري غامض في الأردن.. ما القصة؟ - الهلال الإخباري, اليوم الثلاثاء 13 مايو 2025 05:12 مساءً

عمان - (رويترز)

في قلب صحراء وادي رم بجنوب الأردن وبين جبالها الصخرية بألوانها البيضاء والصفراء والحمراء والبنية، وبتشكيلاتها الجغرافية المميزة عُثر على حجر غامض تبين لاحقاً أنه ربما يكون نيزكاً قمرياً.

حجر غريب الشكل والملمس، عُثر عليه صدفة خلال رحلة سياحية، قد يكون نيزكاً قمرياً هو الأول من نوعه الذي يتم توثيقه بهذه المنطقة من العالم.

الكشف يدعمه الفلكي الأردني وعضو الجمعية الفلكية الملكية البريطانية عماد مجاهد، الذي يصف الحدث بأنه الأول من نوعه في الشرق الأوسط «ومن الاكتشافات النادرة عالمياً».

وقال مجاهد لرويترز إن القصة بدأت عندما كان المواطن الأردني مؤيد العتوم في زيارة سياحية إلى منطقة «وادي القمر» بوادي رم، حيث صادف حجراً غريب الشكل أثار فضوله.

أول نيزك قمري

وأضاف: «احتفظ مؤيد بالحجر، وسأل عن مختصين في علم الفلك والنيازك، حتى تم توجيهه إلي، وبعد اطلاعي على الصور والمعلومات الأولية، أخذنا عينة من الحجر وأرسلناها إلى مختبر متخصص في النيازك بجزر الكناري في إسبانيا».

وأوضح أن الفحوص المخبرية أثبتت أن الحجر مصدره القمر، وليس من الكويكبات كما هو الحال في أغلب النيازك المعروفة، مؤكداً أن هذا النيزك هو أول نيزك قمري موثق يتم اكتشافه في المنطقة.

وألمح إلى أن وادي رم قد يكون موطناً لمزيد من النيازك، قائلاً «لا أعتقد أن وادي رم يحتوي على نيزك واحد فقط، المنطقة واعدة، وهناك نية لإجراء مسح موسع يستمر لأسبوع تقريباً للبحث عن نيازك أخرى».

وحول السمات التي أثارت الشك في أن الحجر قد يكون نيزكاً، قال مجاهد إن أبرزها كانت وزنه الثقيل، وشكله غير الطبيعي، ووجود آثار واضحة للاحتراق والتآكل، ما يدل على مروره بالغلاف الجوي بسرعة عالية، واحتكاكه بالهواء ما أدى إلى اشتعاله وانصهاره جزئياً.

تحديد عمر النيزك

وأضاف: «كفلكيين لا يمكننا الجزم بنوع النيزك بالنظر فقط، بل نحتاج إلى تحليل مخبري دقيق. النيازك القمرية تختلف عن غيرها من النيازك، فهي تحتوي على نسب قليلة من الحديد والنيكل، وغنية بمعادن مثل السيليكا والكبريت، ولا يمكن تمييزها إلا عبر مختبرات متخصصة».

وأشار إلى أن التحليل تم في مختبر لاس بالماس للنيازك في جزر الكناري، الذي يُعد من أبرز المختبرات الدولية في هذا المجال.

وذكر مجاهد أنه سبق له اكتشاف نيزكين في وادي رم قبل نحو أربع سنوات، لكن النيزك الجديد «يُعد الأهم، بوصفه نيزكاً قمرياً نادراً».

وقال: «حتى الآن لم نحدد عمر النيزك، لكننا نخطط لتحليلات مستقبلية ستكشف متى انفصل عن القمر ومتى سقط على الأرض».

وأوضح أنه سيتم إرسال عينة من النيزك، تزن نحو 30 جراماً، إلى إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) لإجراء فحوص علمية موسعة.

مزيد من الفحص

لكن رئيس الجمعية الفلكية الأردنية عمار السكجي، أوضح أن الصخرة التي عُثر عليها في الأردن وأثارت جدلاً حول أصلها القمري، استندت في تشخيصها إلى تقرير أولي اعتمد على تحليل الأشعة السينية الفلورية، وقال إن هذا التحليل غير كافٍ وحده لتأكيد الأصل القمري.

وقال لرويترز إن صور «النسيج البريشي والتضمينات المعدنية وعلامات الانصهار مثيرة للاهتمام»، لكنه تواصل مع خبراء محليين وعالميين أكدوا أن الأدلة الحالية لا ترقى إلى مستوى الحسم العلمي، مشيراً إلى ضرورة إجراء تحاليل إضافية لفهم أصل الصخرة بدقة.

وقال السكجي، إن الصخور القمرية «تملك توقيعاً نظائرياً فريداً، خاصة في نظائر الأكسجين، وإن تحليل هذه النظائر يُعد مفتاحاً لتأكيد أو نفي الأصل القمري».

وأضاف أن التجوية الأرضية، وهي العملية التي تحدث عندما تتعرض الصخور لعوامل سطح الأرض، قد تكون غيرت من خصائص الصخرة، ما يتطلب تقييماً دقيقاً لتأثير تلك التغيرات في النتائج التحليلية.

وقال إن البريشيا القمرية، وهي صخرة مكونة من شظايا صخور قديمة، تحتوي على شظايا صخور متنوعة، ما يعقد التحليل ويتطلب خبرة متخصصة.

وأضاف أن المصادر المحتملة تشمل أصلاً قمرياً، أو أرضياً، أو حتى من كويكب آخر، وأن تحديد الموقع الدقيق لاكتشاف العينة وتحليل ظروف الاصطدام قد يساعد على تفسير أصلها.

وأشار السكجي إلى أنه دعا لتحقيق علمي شامل بمشاركة مراكز بحثية متخصصة وخبراء عالميين، لافتاً إلى أن لجنة التسميات في جمعية النيازك هي الجهة المخولة عالمياً بتصنيف النيازك.

من جانبه، قال مدير هيئة تنشيط السياحة الأردنية عبد الرزاق عربيات، إن الهيئة مستعدة تماماً للترويج للنيزك المكتشف في حال تم التثبت من أصله القمري بشكل علمي.

وأضاف أن الهيئة على استعداد للترويج للنيزك بعد عرضه في متحف أو صالة بوادي رم، ليتمكن الزوار من مشاهدته والاطلاع على التقرير العلمي الخاص به، مؤكداً أن هذا النوع من الاكتشافات يشكل عنصر جذب سياحي مهم.

وقال عربيات لرويترز، إن الهيئة ترحب باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي والمؤثرين للترويج لهذا الحدث الفريد وزيادة الإقبال على المنطقة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق