المعلم الإماراتي.. حلقة وصل بين الهوية والتميز الأكاديمي - الهلال الإخباري

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
المعلم الإماراتي.. حلقة وصل بين الهوية والتميز الأكاديمي - الهلال الإخباري, اليوم الاثنين 19 مايو 2025 12:06 صباحاً

تحقيق: شيخة النقبي
يشكل المعلم الإماراتي ركيزة أساسية في قطاع التعليم الخاص، حيث لا يقتصر دوره على نقل المعرفة، بل يمتد ليكون جسراً يربط بين الهوية الوطنية والتعليم، ما يسهم في إعداد أجيال قادرة على استشراف المستقبل، من دون فقدان ارتباطها بجذورها الثقافية، ورغم التحديات التي يفرضها العمل في بيئة تعليمية متعددة الثقافات والمناهج، يواصل المعلمون الإماراتيون دورهم الفاعل في تطوير العملية التعليمية، وابتكار استراتيجيات تدريس حديثة تواكب المعايير الدولية، مع الحفاظ على القيم والمبادئ الأصيلة.

وبيّن تربويون التقتهم «الخليج» أن 5 أسباب لعزوف المواطنين عن العمل في القطاع التعليمي الخاص وهي: ضعف الرواتب، مقارنة بالقطاع الحكومي، والاستقرار الوظيفي، ونظرة المجتمع، وفرص الترقّي الوظيفي المحدودة، والتحفيز المعنوي والمهني الضعيف وقلة برامج التدريب.

«الخليج» تضيء على تجارب مجموعة من المعلمين الإماراتيين العاملين في المدارس الخاصة، الذين يتحدثون عن دورهم في تعزيز الهُويّة الوطنية، والتحديات التي واجهوها، والمهارات التي اكتسبوها من هذه التجربة، فضلاً عن رؤيتهم لمستقبل التعليم في دولة الإمارات، في ظل دعم القيادة المتواصل للقطاع التعليمي.

أساليب مبتكرة

نوف حسن الحمادي، معلمة مساعدة لمادة اللغة العربية في مدرسة خاصة، أكدت أن العمل في المدارس الخاصة أتاح لها التعرف إلى مناهج دراسية متنوعة، وأساليب تدريس مبتكرة، وتقنيات تعليمية متطورة، ما عزز مهاراتها في التكيف، والتواصل بين الثقافات، والقيادة التربوية. موضحة أن وجود المعلم الإماراتي في المدارس الخاصة يعزز الشعور بالانتماء، إذ يمثل نموذجاً يربط بين القيم التقليدية والتطورات التعليمية الحديثة.

وأشارت إلى أنه يؤدي دوراً أساسياً في الحفاظ على الهُوية الوطنية وتعزيزها داخل قطاع التعليم الخاص، حيث يسهم في ترسيخ اللغة والقيم الثقافية لدى الطلاب، سواء كانوا إماراتيين أو مقيمين، إلى جانب تقديم تعليم عالمي المستوى.

وتابعت: «أفتخر بالمساهمة في تحقيق رؤية الإمارات التعليمية، وللمعلم الإماراتي الدور المحوري في تشكيل الأجيال القادمة، مع الحفاظ على هُويّتنا الوطنية وقيمنا، وأثمّن دعم الحكومة الإماراتية المستمر، عبر برامج التطوير المهني، وفرص القيادة، والموارد التعليمية المتقدمة، ما يمكننا من النجاح والتميز في القطاعين العام والخاص».

مهارات متعددة

وقالت فاطمة علي درويش، معلمة في مدرسة خاصة: إن العمل في المدارس الخاصة أتاح لها فرصاً قيمة لاكتساب مهارات متعددة، أبرزها التكيف، والتواصل الفعّال بين الثقافات، والقيادة التربوية، كما مكّنها من الانخراط في بيئات تعليمية متنوعة، والتعامل مع مناهج وأساليب تدريس متطورة.

وأشارت إلى أن تحقيق التوازن بين المناهج الوطنية والمعايير الدولية أحد أبرز التحديات. وأنها تتغلب عليها بتطوير استراتيجيات التدريس، والاستفادة من التقنيات الرقمية، والمشاركة المستمرة في برامج التطوير المهني.

وأشارت إلى أن للمعلم الإماراتي دوراً محورياً في ترسيخ الهوية الوطنية وتعزيز القيم الثقافية داخل قطاع التعليم الخاص، حيث يسهم في تنمية وعي الطلاب، سواء من المواطنين أو المقيمين. ويشكل وجوده في البيئة التعليمية عاملاً أساسياً في تعزيز الشعور بالانتماء لدى الطلبة، إذ يجسد نموذجاً ملهماً يدمج بين الأصالة والتطور، ما يمكنهم من مواكبة المستقبل، من دون فقدان ارتباطهم بجذورهم وهُويّتهم الوطنية. وقالت: أعتز بكوني جزءاً من مسيرة الإمارات نحو التميز التعليمي، لأنه يبرز دور المعلمين الإماراتيين في تشكيل جيل واعد قادر على استشراف المستقبل، مع الحفاظ على هُويّتنا الوطنية، كما أقدر دعم القيادة الرشيدة.

التواصل الفعّال

وأكدت حوراء علي درويش، المعلمة المساعدة للغة العربية في الصفين الأول والثاني بقطاع التعليم الخاص، أن دور المعلم الإماراتي لا يقتصر على التدريس فحسب، بل يشمل تطوير المناهج التعليمية وتطبيق أساليب تدريس حديثة تواكب متطلبات المستقبل، أيضاً. والعمل في المدارس الخاصة أتاح لها فرصاً ثمينة لاكتساب مهارات نوعية، من أبرزها التواصل الفعّال، وإدارة الصفوف الدراسية واستخدام التكنولوجيا في العملية التعليمية، ما عزز قدرتها على الابتكار والتكيف مع بيئات تعليمية متعددة الثقافات.

وعن التحديات، أوضحت أن تفاوت المستويات الأكاديمية والاختلافات الثقافية بين الطلبة يشكلان أبرز العقبات. وأنها تعتمد على استراتيجيات تدريس مبتكرة، تشمل التعليم القائم على تصميم المشاريع والتكامل التكنولوجي، والتعلم التعاوني، والدمج الثقافي في المناهج، والتواصل المستمر مع أولياء الأمور لضمان بيئة تعليمية داعمة وفعالة.

وأضافت «أفخر بمساهمتي في تطوير مهارات الطلاب وتحفيزهم على الابتكار، والمشاركة في إعداد جيل قادر على مواجهة تحديات المستقبل كما أُثمن دعم القيادة الرشيدة للمعلمين، الذي يعزز مكانتنا ويمكننا من تحقيق التميز في القطاعين العام والخاص».

5 أسباب

وأكد تربويون قلة عدد المعلمين الإماراتيين بالذات الذكور في المدارس الخاصة، وحددوا 5 أسباب لعزوفهم عن العمل في القطاع التعليمي الخاص. وأكدوا وجودهم في المدارس الخاصة له طابع إيجابي، لتعليم الطلاب على العادات والتقاليد الإماراتية الاجتماعية والثقافية، وغرس حب الوطن والانتماء بين الطلاب.

وقال أنس عادل، مدير مدرسة خاصة في أبوظبي: «إن عدد الإماراتيات في المدرسة التي يديرها 18 فقط. مشيراً إلى أن عددهنّ في المدارس الخاصة بشكل عام قليل جداً لأسباب عدة، منها: ضعف الرواتب مقارنة بالقطاع الحكومي. وغالباً ما تقدم المدارس الحكومية رواتب وامتيازات أفضل من المدارس الخاصة، ما يجعل الكثير من المواطنين وبخاصة الذكور يفضلون التوجه إلى الوظائف الحكومية الأكثر استقراراً وأماناً مالياً. أما السبب الثاني فهو قلة الاستقرار الوظيفي، حيث إن بعض المدارس الخاصة قد لا تضمن استقراراً وظيفياً طويل الأمد، ما يشعر بعضهم بعدم الأمان المهني.

وتابع: السبب الثالث، نظرة المجتمع، ففي بعض الثقافات، قد تكون هناك نظرة اجتماعية تقلل قيمة عمل الذكور في التعليم الأساسي، أو رياض الأطفال، خاصة في المدارس الخاصة، ما يؤثر في الرغبة في الالتحاق بهذا النوع من الوظائف. أما السبب الرابع فهو فرص الترقّي الوظيفي المحدودة، فقد يرى بعضهم أنها في المدارس الخاصة محدودة، مقارنة بالمؤسسات التعليمية الحكومية أو القطاعات الأخرى. والسبب الخامس: التحفيز المعنوي والمهني الضعيف وقلة برامج التدريب، وعدم وجود مسارات واضحة للتطوير المهني في بعض المدارس الخاصة، قد يكون سبباً إضافياً للعزوف».

المواطنة الإيجابية

وأضافت فاطمة الصرايرة، الأخصائية النفسية «نلاحظ قلة وجود الشباب المواطنين في المدارس الخاصة وقد يعود لأسباب عدة أهمها: عدم رغبة الشباب بشكل عام في التخصصات التربوية كالعمل معلماً أو إدارياً كونه يتطلب مسؤولية تربوية، واتجاهاتهم للعمل في القطاعات الحكومية ودراسة التخصصات غير التربوية كإدارة الأعمال. ومن المهم إعطاء ورش تدريبية لطلبة الثانوية العامة في المدارس الحكومية والخاصة للشباب المواطنين، وتشجيعهم على أهمية وجودهم في القطاعات التربوية للمواطنة الإيجابية ومسؤوليتهم الإيجابية في التربية والحرص على المحافظة على المواطنة بين المعلم والطالب. وأشارت إلى أن وجود المعلمة المواطنة في المدارس الخاصة بين الطالبات له طابع إيجابي، حيث تحرص على تعليم الطالبات العادات والتقاليد الإماراتية الاجتماعية والثقافية وغرس حب الوطن والانتماء بين الطالبات، في ظل تعدد الجنسيات والثقافات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق