دعت دار الإفتاء المصرية، مع اقتراب يوم عرفة، أحد أعظم أيام العام الهجري، إلى الاستعداد المبكر لهذا اليوم من خلال النية الصادقة، ووضع خطة منظمة للعبادة، مع المواظبة على الطاعات في الأيام التي تسبقه، تمهيدًا لبلوغ هذه المحطة الروحية التي تُعد فرصة عظيمة للتقرب إلى الله، والتوجه إليه بالرجاء والمغفرة.

الاستعداد ليوم عرفة

وأوضحت دار الإفتاء أن من أبرز مظاهر التهيئة ليوم عرفة صيامه، خصوصًا لغير الحاج، استنادًا إلى ما ورد في صحيح مسلم عن النبي محمد ﷺ: "صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يُكفِّر السنة التي قبله والسنة التي بعده"، ما يعكس الفضل الكبير لهذه العبادة، التي تتطلب نية خالصة وعزيمة صادقة.

كما نوهت بأهمية الإكثار من الذكر، لا سيما في الأيام التسعة الأولى من شهر ذي الحجة، ومن ضمنها يوم عرفة، مؤكدة أن من أفضل الأذكار في هذه الأيام المباركة: "الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد". وبيّنت أن هذه الأذكار من السنن الثابتة، وتُعد من العبادات التي تُحيي القلوب وتنمّي الروح.

ودعت دار الإفتاء إلى الاجتهاد في الدعاء يوم عرفة، مبيّنةً أن يوم عرفة من الأيام التي يُرجى فيها إجابة الدعاء، استنادًا إلى أحاديث نبوية متعددة. كما ذكّرت بأن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، ما يجعل من لحظات السجود فرصة مميزة للتضرع وطلب العفو والرحمة والمغفرة.

وشجعت أيضًا على أداء الصدقات، وصلة الأرحام خلال هذه الأيام، لما فيها من أجر مضاعف، لا سيما عند اقترانها بيوم عرفة، مشيرة إلى أن أعمال البر بمختلف أشكالها مطلوبة ومستحبة. كما أكدت أن تهيئة النفس تشمل التوبة النصوح، والإقلاع عن المعاصي، والإقبال على الله بقلب مخلص.

وأشارت دار الإفتاء إلى أن الاستعداد ليوم عرفة لا يقتصر على الجانب التعبدي فقط، بل يتعداه إلى التهيئة النفسية والتأمل في معاني التوبة والرجوع إلى الله، باعتبار هذا اليوم فرصة ثمينة لمراجعة الذات والسعي نحو حياة روحية أقرب إلى الطاعة.

ما هو يوم التروية؟

يوم التروية هو اليوم الثامن من شهر ذي الحجة في التقويم الهجري، ويُعد من الأيام المباركة في الإسلام، ويأتي ضمن أيام الحج. يُسمى بهذا الاسم لأن الحجاج في السابق كانوا "يتروون" فيه بالماء استعدادًا ليوم عرفة، حيث لم تكن المياه متوفرة بسهولة في صعيد عرفات.

ماذا يفعل الحجاج في يوم التروية؟

في يوم التروية، يبدأ الحجاج أداء مناسك الحج، ويتوجهون من مكة إلى منى حيث:

يصلّون الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر قصرًا من غير جمع (أي كل صلاة في وقتها، ولكن ركعتين بدل أربع لغير أهل مكة).

يبيتون في منى حتى صباح يوم عرفة (اليوم التاسع من ذي الحجة).

فضله وأهميته:

يُعتبر من أيام العشر الأوائل من ذي الحجة، التي أقسم الله بها في قوله: "وليالٍ عشر".

يستحب فيه العمل الصالح من صيام وذكر وصدقة.

هو بداية شعائر الحج الأكبر، ولذلك له مكانة عظيمة في قلوب المسلمين.