الدروس الخصوصية تستنزف جيوب أولياء الأمور بلا طائل - الهلال الإخباري

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الدروس الخصوصية تستنزف جيوب أولياء الأمور بلا طائل - الهلال الإخباري, اليوم الأحد 8 يونيو 2025 11:29 مساءً

تحقيق: شيخة النقبي

يشهد الميدان التعليمي تزايداً ملحوظاً في الاعتماد على الدروس الخصوصية، في صورتها التقليدية أو الإلكترونية، وسط تباين الآراء عن جدواها وآثارها، في الوقت الذي يرى فيه بعض أولياء الأمور أنها باتت ضرورة لمواجهة ضعف التحصيل الدراسي وضغط الامتحانات، فيما عبر تربويون ومعلمون عن قلقهم من الآثار السلبية لهذه الظاهرة، مثل الاتكالية، وضعف التفاعل داخل الصف، وزيادة الأعباء المالية على الأسر.

«الخليج» التقت عدداً من التربويين وأولياء أمور وطلاب مدارس، بعد أن رصدت انتشاراً كبيراً للدروس الخصوصية في المنازل وبعضها عن بُعد وبأسعار مبالغ فيها، للوقوف على أبعاد تلك الظاهرة ومخاطرها والآثار السلبية التي تقع على الطلاب.

التربوي سند مجاهد قال «إن من أسوأ ما تخلقه الدروس الخصوصية، تولد الاتكالية لدى الطالب، وعدم استعداد الطالب للتركيز مع المعلم داخل الصف الدراسي، لأنه يتلقى المعلومة على شكل «كبسولة» من المعلم الخصوصي، وكذلك نلاحظ عدم تكيّف الطالب مع الجو المدرسي نتيجة المقارنة والمفاضلة بين المدرس الخصوصي ومدرس الصف، فالطالب بالدرس الخصوصي يكون «مدللاً»، حيث يحدد موعد الدرس وكمية الواجبات، على عكس المدارس، حيث يلتزم بجدول معين تحدده إدارة المدرسة. ومن الممكن أن تقلل الدروس الخصوصية من احترام الطالب للنظام المدرسي، مثل الغياب المتكرر من دون عذر. أو قد يلجأ بعض الطلاب إلى تعطيل الشرح أو إثارة المشكلات مع أقرانهم، ليعطلوا سير الحصة، بسبب حصولهم على المعلومات والشرح من المدرس الخاص.
آثار سلبية
وعن الآثار السلبية في الأسرة قال «تؤدي الدروس الخصوصية إلى إهمال الأسرة المتابعة الأكاديمية لأبنائها، لاعتمادهم على المدرس الخصوصي، وتمثل الدروس الخصوصية عبئاً مادياً على كثير من الأسر، لأنها تكون أعلى من إمكاناتهم المادية. أما الآثار السلبية في المعلمين، فبإهمال بعضهم الشرح داخل الصف، ليجبروا الطلبة على الاشتراك في حصص معهم خارج المدرسة، أو قد يهملون الشرح نتيجة الإرهاق البدني بالدروس الخصوصية. وبعض المعلمين يمنحون الطلبة المشتركين بالدروس الخصوصية درجات أعلى من دون وجه حق».
ظاهرة شائعة
قالت المعلمة منى اللوغاني «أصبحت الدروس الخصوصية من الظواهر الشائعة في الميدان التعليمي، حيث اتسع نطاق استخدامها بين الطلاب وأولياء الأمور، خاصة مع ازدياد التحديات داخل الصفوف الدراسية، فالكثير يرون أنها أصبحت ضرورية في ظل ازدحام الفصول، وكثرة المواد، وتفاوت قدرات الطلاب، وهو ما قد يجعل من الصعب على بعضهم استيعاب المحتوى بالشكل المطلوب خلال الحصة الدراسية، ولهذا يلجأ بعض الطلاب إلى الدروس الخاصة بحثاً عن شرح أعمق أو فهم ما فاتهم في الصف. كما يعتمد عليها بعضهم الآخر في التحضير للاختبارات الكبرى التي تحدد مستقبلهم الدراسي».
عبء مادي
وأضافت «ومع ذلك، هناك من يعتقد أن الاعتماد المفرط على هذه الدروس قد تكون له آثار سلبية، حيث يمكن أن يُفقد الطالب قدرته على التعلم الذاتي، ويقلل من تفاعله مع المعلم داخل الفصل. كما أن الدروس الخصوصية تُشكل عبئاً مادياً على الكثير من الأسر، وقد تؤدي إلى إرهاق الطالب نفسياً وجسدياً نتيجة ضغط الدراسة الزائد، ولا يمكن تجاهل أن هناك طلاباً يستطيعون التعلّم بكفاءة خلال الحصص المدرسية وحدها، خاصة إذا كانت بيئة الصف مشجعة، والمعلم يتبع أساليب تعليمية فعالة. وفي النهاية، تبقى الدروس الخصوصية خياراً قد يكون مفيداً في بعض الحالات، لكنه ليس بالضرورة الحل المثالي للجميع، فالتركيز على تطوير جودة التعليم داخل المدرسة، ودعم الطالب بطريقة شاملة، قد يُغني كثراً عن اللجوء إليها».
مواد صعبة
وأوضح الطالب علي الضنحاني، أنه يلجأ إلى الدروس الخصوصية في المواد الصعبة فقط، مثل الفيزياء والرياضيات، لما تتطلب هذه المواد من فهم عميق وتركيز كبير. ويؤكد أن مستواه الدراسي شهد تحسناً ملحوظاً بعد التحاقه بهذه الدروس، مقارنة بما كان عليه قبلها، حيث ساعدته على فهم المفاهيم المعقدة وحل المسائل بفعالية أكبر. ويرى أنها دعم إضافي يسهم في رفع تحصيله العلمي، خاصة في المواد التي يجد صعوبة في استيعابها خلال الحصص المدرسية.
برنامج «تيمز»
تقول الطالبة لمياء سهيل إن هناك حصصاً خصوصية إلكترونية، بعضها يُقدَّم عبر مواقع مخصصة للدروس الخصوصية، وبعضها الآخر يتم مباشرة مع المعلم عبر برنامج «تيمز». موضحة أنها تبدأ بأخذ هذه الحصص قبل الامتحانات النهائية بمدة كافية، لتتمكن من الاستعداد الجيد وفهم جميع الدروس، لا سيما الأسئلة المعقدة. وترى أن هذا الأسلوب يساعدها على تعزيز فهمها للمادة وتجاوز الصعوبات التي قد تواجهها أثناء الدراسة، ما يسهم في تحسين أدائها الأكاديمي وزيادة ثقتها بنفسها خلال الامتحانات.
كلفة مرتفعة
أشار علاء عزت، إلى أنه يضطر إلى توفير مدرس خصوصي لأبنائه بالذات في المواد العلمية مثل الفيزياء والرياضيات والكيمياء، ومع اقتراب موعد الامتحانات النهائية ترتفع كلفة الدرس الخصوصي إلى 300 درهم وأحياناً 500 درهم إذا كان قبل الامتحان بأيام، ولا مفرّ من ذلك، لأن ابني بحاجة إلى فهم بعض المواد استعداداً لتحصيل معدل مرتفع في نهاية العام الدراسي.
نهج تعليمي
وأضافت ولية الأمر ليلى مراد، أن السبب الرئيسي في لجوئي للدروس الخصوصية، أن أبنائي لا يستفيدون بالشكل الكافي من الشرح داخل الصف، مما اضطر إلى دفع مبالغ إضافية لتحسين مستواهم، وأرى أن من مسؤولية المدارس الخاصة تقديم دعم أكاديمي للطلبة الضعفاء، خاصة في المواد التي تنخفض فيها درجاتهم، بحصص تقوية أو دعم إضافي، حيث إنني أدفع رسوماً دراسية عالية، ولذلك من غير المنطقي أن أتحمل أيضاً كلفة الدروس الخصوصية خارج المدرسة، وأشدد على أن المدارس بحاجة إلى إعادة النظر في نهجها التعليمي، بحيث تضمن أن جميع الطلبة يحصلون على فرص متساوية للفهم والتعلم داخل البيئة المدرسية، دون الحاجة إلى مصادر خارجية. وقالت ولية الأمر مريم السويدي «ألجأ إلى الدروس الخصوصية، لضغط الامتحانات الكبير، ولأن لدي أكثر من ابن في مختلف المراحل الدراسية، ولا أستطيع متابعة دراستهم جميعاً في الوقت نفسه، لذلك اضطررت إلى الاستعانة بالدروس الخصوصية لأتمكن من مواكبة تدريس أبنائي بشكل أفضل، وبصراحة، فإن كلفة هذه الحصص مرتفعة، إذ تصل الواحدة التي تمتد لساعة فقط إلى 150 درهماً، ومع ذلك، ظهرت أخيراً الحصص الخصوصية «أون لاين»، وتُعد خياراً أقل كلفة، حيث تراوح أسعار الحصة الواحدة بين 35 و50 درهماً، وتكون غالباً حصة فردية، ما يساعد على التركيز وتحقيق استفادة أكبر للطالب».
دعم إضافي
قالت ولية الأمر مهرة محمد «مستوى تحصيل طفلي الدراسي ضعيف، ويحتاج إلى دعم إضافي، وليست لدي الكفاءة والوقت لتقديمه له، وباتت الاستعانة بدعم خارجي أمراً ضرورياً، حيث لجأت إلى الاتفاق مع معلمة تدعم طفلي بحصص دراسية، وتتقاضى 1600 درهم شهرياً عن 16 حصة في الشهر، بواقع 100 درهم لكل حصة، وهذا المبلغ إرهاق بالنسبة لي».

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق