حذرت السلطات الكردية في شمال شرق سوريا، من خطر عودة تنظيم داعش إذا دخلت تخفيضات المساعدات الخارجية الأمريكية حيز التنفيذ، مما سيؤدي إلى شلل الخدمات الأساسية لعشرات الآلاف من المحتجزين في معسكرات، بما في ذلك أعضاء مشتبه بهم في تنظيم داعش وعائلاتهم.

وقف خدمات بلومونت وإعفاء مؤقت

في 24 يناير الماضي، أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية أمرًا بوقف العمل لمنظمة “بلومونت”، وهي منظمة إغاثة إنسانية تدير معسكري الهول والروج في سوريا. أثار القرار حالة من الذعر بعد تغيب عمال الإغاثة عن العمل. وبعد ثلاثة أيام، مُنحت المنظمة إعفاءً مؤقتًا لمدة أسبوعين ينتهي يوم الاثنين المقبل.

وقالت جيهان حنان، مديرة مخيم الهول: "لا نعرف ما سيحدث غدًا. يبدو أن حتى توفير الخبز سيتوقف". ويعيش في المخيم نساء وأطفال أقارب لمشتبه بانتمائهم لتنظيم داعش.

ظروف إنسانية قاسية وتحذيرات أمنية

رغم هزيمة داعش في مارس، لا تزال أيديولوجيته قائمة داخل المخيمات. ويعاني الأطفال والنساء من سلوكيات عنيفة، وفقًا لجيهان حنان، التي وصفت تأثير الحياة في المخيم على الحالة النفسية بأنه مدمر، بحسب الجارديان.

أزمة إنسانية واقتصادية

انقطاع المساعدات لفترة قصيرة في يناير دفع إدارة المخيم إلى تأمين الخدمات الأساسية بصعوبة. وقالت حنان: "تمكنا من إيصال الخبز للمخيم بحلول فترة ما بعد الظهيرة، لكن التكلفة كانت باهظة، ولا تستطيع الإدارة الذاتية تغطيتها".

تحذيرات من زعزعة الاستقرار الأمني

حذرت هيومن رايتس ووتش من تفاقم الظروف المعيشية وتزايد المخاطر الأمنية نتيجة تخفيضات المساعدات. كما أثار مدير سجن بانوراما في الحسكة قلقًا بشأن احتمال هروب مقاتلي داعش في حال انسحاب القوات الأمريكية.

وقال المدير، الذي طلب عدم الكشف عن هويته: "إذا انسحبت القوات الأمريكية، سيكون الوضع أسوأ من عام 2012. ستظهر خلايا نائمة قد تهاجم السجن".

مخاوف من الفوضى في مخيم الهول

أعربت جيهان حنان عن قلقها من الفراغ الأمني الذي قد يحدث: "ربما يؤدي نقص الإمدادات إلى سيطرة خلايا داعش النائمة على المخيم، وربما نشهد هجمات على الإدارة. لا أستطيع أن أقول ما سيحدث".

جهود دولية مطلوبة

تأتي هذه التحذيرات في وقت تزداد فيه الشكوك حول مستقبل الوجود العسكري الأمريكي في سوريا. ومع استمرار الأزمة، تبقى الحاجة إلى دعم دولي عاجل لضمان استقرار الأوضاع ومنع عودة التنظيم الإرهابي إلى الساحة.