نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
«اللانش بوكس».. وجبات مستعجلة تفتقد إلى العناصر الصحية - الهلال الإخباري, اليوم الاثنين 10 فبراير 2025 12:10 صباحاً
تحقيق: أمير السني
تعد الوجبات المدرسية عنصراً أساسياً في دعم صحة الأطفال ونموهم، حيث تمدهم بالطاقة والعناصر الغذائية الضرورية للتركيز والتحصيل الدراسي. ومع ذلك، تعاني بعض الأسر إهمال إعداد وجبات متوازنة لأبنائهم، إما بسبب ضيق الوقت، وإما لقلة الوعي بأهمية الغذاء الصحي، أو الاعتماد المفرط على الأطعمة المصنّعة والجاهزة.
وحذّر أخصائيو تغذية من أن يؤدي هذا الإهمال إلى آثار سلبية في صحة الأطفال، مثل ضعف المناعة، وزيادة خطر الإصابة بالسمنة أو سوء التغذية، فضلاً عن التأثير السلبي في مستوى تركيزهم وأدائهم الدراسي.
وأكدوا أن توفير وجبة مدرسية متكاملة ليس مجرد مسؤولية غذائية، بل استثمار في صحة الأبناء ومستقبلهم، ما يستوجب اهتماماً أكبر من الأسر لضمان حصولهم على تغذية سليمة ومتوازنة.
أوضحت ميثاء خميس، الأخصائية الاجتماعية، أن ضيق الوقت من أبرز الأسباب التي تسهم في عدم تحضير طعام صحي للأطفال، مع وجود التزامات العمل، وأعمال المنزل، قد يجد بعض الأمهات والآباء صعوبة في تخصيص الوقت الكافي لإعداد وجبات صحية ومغذية لأبنائهم.
وقالت إن بعض أولياء الأمور يعمدون إلى شراء الوجبات الجاهزة أو السريعة كحل سهل وأسرع لتغذية أطفالهم، معتقدين أن هذا الخيار يوفر الوقت والجهد. لكن هذه الوجبات تكون عادةً غير صحية، وغنية بالدهون والسكريات.
وأضافت أن بعض الأسر لا تعي تماماً أهمية تقديم طعام صحي لأطفالهم وتأثيره في نموهم العقلي والجسدي، ويمكن أن يكون الافتقار إلى المعرفة الكافية بكيفية تزويد الأطفال بالعناصر الغذائية الضرورية سبباً في تقديم خيارات غذائية غير صحية، وقد يكون بعض أولياء الأمور معتادين على عادات غذائية غير صحية.
وأوضحت أن أولياء أمور يلبون رغبات أطفالهم، تجنباً للنزاعات أو لتوفير الراحة لهم، حتى وإن كانت هذه الخيارات غير صحية، وبعض الأطفال يعبرون عن تفضيلهم للأطعمة غير الصحية مثل الوجبات السريعة، والحلويات، والمشروبات الغازية.
وبيّنت أن بعض الأسر تتجنّب تقديم الأطعمة الصحية بسبب اعتقادهم بأن الأطفال لن يحبوا الطعام الصحي، مثل الخضراوات أو الأطعمة غير المحلّاة، ما يدفعهم للجوء إلى الخيارات السريعة أو الجاهزة.
ودعت إلى توعية أولياء الأمور بأهمية التغذية السليمة للأطفال ودورها في تعزيز صحتهم ونموهم العقلي، وتقديم ورش تدريبية في المدارس عن كيفية تحضير وجبات صحية وسهلة، وتحفيز الأطفال على تناول الطعام الصحي، بجعله جزءاً من عاداتهم اليومية وعرضه بشكل جذاب.
وإن المفتاح يكمن في تعزيز التعاون بين الأسرة والمدرسة والمجتمع، لضمان تحسين الوعي الغذائي وتغيير العادات الغذائية للأجيال القادمة.
مشاركة الاختيار
شدد حميد اليوسف، على أن التغذية السليمة أساس تطور الطفل ونموه، وتمنح الطاقة اللازمة للتفكير والتركيز. ولإشراك الأطفال أهمية في اختيار وجباتهم المدرسية، والتأكد من أن حقيبة الطعام تحتوي على أربع مجموعات على الأقل، وهي النشويات، والبروتينات، والحليب ومشتقاته، والخضراوات والفواكه.
وحذر من الاعتماد على الوجبات السريعة لاحتوائها على سعرات حرارية فارغة ودهون متحولة وأملاح عالية، ما قد يؤدي إلى السمنة وأمراض مزمنة.
وأكد ضرورة أن تكون الوجبة المدرسية متكاملة، بحيث تتوزع نسبة الكربوهيدرات فيها 50% والبروتينات 30%، مع تضمين الشوفان والفواكه الغنية بالألياف والفيتامينات والمعادن.
وشدد على أهمية إدخال الجبن والألبان في الوجبة لاحتوائها على الدهون المفيدة والكالسيوم. وضرورة مراعاة احتياجات كل فئة عمرية من الطلاب من حيث السعرات الحرارية، وزيادة نسبة الخضراوات والفاكهة للأطفال الذين يعانون السمنة، وتقليل الكربوهيدرات.
مخاطر متعددة
ساجدة صقر، لفتت إلى أن الوجبات المدرسية غير الصحية، التي تحتوي على الكثير من المواد الحافظة أو الدهون غير المشبعة أو الصوديوم، ترتبط بزيادة مخاطر الإصابة بالسمنة ومرض السكري بين الأطفال. وأوضحت أن واقع التغذية المدرسية ليس جيداً نظراً لقلة الوعي بالتغذية الصحية السليمة لدى الأهالي أو المعلمين، والتغذية المدرسية واحدة من ركائز النمو والصحة السليمة للأطفال والمراهقين.
وأكدت أهمية أن تكون الوجبات المدرسية متوازنة ومتكاملة، وتحتوي على مجموعة متنوعة من العناصر الأساسية لدعم نمو الأطفال وتعزيز قدرتهم على التركيز والتحصيل الدراسي.
وقالت إن «صندوق الغداء الصحي» يختلف من طفل إلى آخر، وبعض الأطفال لا يفضلون السندويتشات التقليدية، لذا يمكن تقديم وجبات خفيفة مثل الجبن، واللحوم الخالية من الدهون، والبسكويت، الفواكه، والخضراوات المقطعة بديلاً مناسباً.
ودعت ساجدة إلى إعداد وجبات سهلة وعملية للأطفال، من دون الحاجة إلى تقديم الطعام بأشكال زخرفية أو معقدة. والسندويتشات والفواكه يمكن تقديمها بأشكالها الطبيعية من دون تكلف.
الأداء الأكاديمي
نصح أسامة زيدان، بأن تكون وجبة الاستراحة مكملة لوجبة إفطار صحية وكاملة. ويفضل تقديم الفواكه المقطعة، والسندويتشات ذات الجودة مثل الجبن واللحم، وتجنب الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات المصنّعة مثل الشوكولاتة والمعجّنات الصناعية.
وأشار إلى أن التغذية السليمة تؤثر مباشرة في التركيز والأداء الأكاديمي للطلاب.
وأكد ضرورة تقديم وجبات متوازنة تحتوي على العناصر الغذائية الضرورية لدعم التطور العقلي والبدني للأطفال، وإعداد وجبات الغداء المنزلية قد يكون أقل صحة من الوجبات المقدمة في المدارس، حيث تحتوي غالباً على مشروبات محلّاة وحلويات ورقائق البطاطس. وأوصى بالتركيز على تقديم وجبات مدرسية متوازنة ومغذية، مع تجنب الضغط لتقديم وجبات مثالية من الناحية الجمالية، والتركيز بدلاً من ذلك على القيمة الغذائية والعملية.
عادات سيئة
يرى زياد إبراهيم، مرشد أكاديمي أن العادات الغذائية التي يتبنّاها أولياء الأمور في المنزل تؤثر مباشرة في اختيارات الطلاب الغذائية في المدرسة، عندما يعتاد الطالب على تناول أطعمة غير صحية في المنزل، قد يفضل هذه الخيارات على الوجبات الصحية المقدمة في المدرسة، ما يؤثر سلباً في صحته وأدائه الأكاديمي.
ودعا زياد إلى التعاون بين الأسرة والمدرسة لضمان تقديم وجبات صحية ومتوازنة للطلاب، وهذا التعاون أساسي لتعزيز العادات الغذائية السليمة لدى الطلاب، حيث يمكن للمدرسة تقديم التوجيهات والإرشادات، بينما يلتزم أولياء الأمور بتطبيقها في تحضير وجبات المنزل.
وأكد أهمية دور المدرسة في تقديم برامج توعية وتثقيف غذائي للطلاب وأولياء الأمور، وتشمل هذه البرامج ورشاً ومحاضرات عن أهمية التغذية السليمة وتأثيرها في الصحة والتحصيل الدراسي، ما يساعد على بناء وعي جماعي بأهمية اختيار الأطعمة الصحية.
وشدد على ضرورة أن يحرص أولياء الأمور على تقديم وجبات غنية بالعناصر الغذائية الضرورية لنمو أبنائهم وتطورهم العقلي.
أهمية الوعي
قال منصور صابر، تربوي، إن إعداد الأطعمة غير الصحية للطفل يجعله يعتاد عليها ويعدّها خياراً يومياً، ما يجعله ينفر من الأطعمة الصحية المفيدة، وقد يستمر تأثير هذه العادات إلى مرحلة البلوغ، ما يزيد من احتمالية الإصابة بالأمراض المزمنة.
وأضاف أن بعض أولياء الأمور يفتقرون إلى الوعي الكافي بأهمية تقديم وجبات متوازنة تحتوي على البروتينات، والكربوهيدرات المعقدة، والخضراوات، ما يؤدي إلى نظام غذائي غير متكامل لأطفالهم، وبعض الأسر تفضل الحلول السريعة مثل الأطعمة المصنّعة بدلاً من تحضير وجبات منزلية صحية ومغذية.
وقال إن هناك علاقة وثيقة بين الغذاء والسلوك، حيث إن بعض الأطعمة الغنية بالمنكهات الصناعية والسكريات قد تزيد من فرط النشاط وعدم الاستقرار السلوكي لدى الأطفال، والتغذية غير الصحية قد تؤدي إلى مشاكل مثل التوتر، العصبية، واضطرابات النوم.
تعد الوجبات المدرسية عنصراً أساسياً في دعم صحة الأطفال ونموهم، حيث تمدهم بالطاقة والعناصر الغذائية الضرورية للتركيز والتحصيل الدراسي. ومع ذلك، تعاني بعض الأسر إهمال إعداد وجبات متوازنة لأبنائهم، إما بسبب ضيق الوقت، وإما لقلة الوعي بأهمية الغذاء الصحي، أو الاعتماد المفرط على الأطعمة المصنّعة والجاهزة.
وحذّر أخصائيو تغذية من أن يؤدي هذا الإهمال إلى آثار سلبية في صحة الأطفال، مثل ضعف المناعة، وزيادة خطر الإصابة بالسمنة أو سوء التغذية، فضلاً عن التأثير السلبي في مستوى تركيزهم وأدائهم الدراسي.
0 تعليق