انسحبت القوات الإسرائيلية، أمس الأحد، من محور نتساريم على طريق صلاح الدين الواصل بين شمال قطاع غزة وجنوبه، حيث سمح للمركبات التنقل في الاتجاهين للمرة الأولى، تنفيذاً لاتفاق وقف النار، فيما كشف الانسحاب الإسرائيلي من هذا المحور عن دمار هائل وبقايا عظام بشرية، فيما قتل الجيش الإسرائيلي 7 فلسطينيين في مناطق متفرقة من القطاع، في وقت وصل وفد إسرائيلي إلى العاصمة القطرية الدوحة لمناقشة تمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار، على أن يجتمع المجلس الوزاري الأمني «الكابينيت» غداً الثلاثاء لبحث المرحلة الثانية من الاتفاق.
وسمح، أمس الأحد، للمركبات التنقل في الاتجاهين بين شمال القطاع وجنوبه، بعدما كان مسموحاً فقط من الجنوب إلى الشمال. وكان الجيش الإسرائيلي انسحب قبل أسبوعين من محور نتساريم الواصل بين شارع الرشيد غرباً وطريق صلاح الدين شرقاً، ضمن تطبيق المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار الذي سمح في 27 كانون الثاني/ يناير الماضي بعودة النازحين الفلسطينيين سيراً من جنوب القطاع إلى شماله عبر شارع الرشيد بدون تفتيش.
وأكد مصدر في وزارة الداخلية في قطاع غزة أن عناصر الأمن الخاص الأمريكيين والمصريين يتولون عملية تفتيش المركبات «التي تمر من الجنوب إلى الشمال فقط». وعاد عشرات الفلسطينيين إلى بيوتهم المدمرة كلياً في محيط نتساريم في منطقتي الزيتون جنوب المفترق، والمغراقة في شماله. وانتشر الدمار على جانبي شارع الشهداء (محور نتساريم)، حيث عشرات المنازل والمباني ومقرات خمس جامعات فلسطينية مدمرة بالكامل. وقال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل، إنه تم العثور على «جثث وهياكل عظمية لعدد من المواطنين بعد تراجع الجيش الإسرائيلي من محور نتساريم».
وذكرت مصادر فلسطينية، أمس الأحد، أن الجيش الإسرائيلي قتل ثلاثة مواطنين قرب دوار الكويت، جنوب مدينة غزة.
كما قُتل أربعة فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي، شرق مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة، في حين أُصيب آخرون جراء إطلاق النار في المناطق الشرقية لمدينة غزة، وفق ما ذكرت مصادر طبية وشهود عيان فلسطينيون.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي للقطاع إلى 48.189 قتيلاً و111.640 مصاباً منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر 2023.
وأكدت منظمة أوكسفام الدولية، أن المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى قطاع غزة لا تكفي لتلبية سوى جزء ضئيل من احتياجات المواطنين الفلسطينيين المتراكمة منذ 15 شهراً.
وقالت هديل القزاز المتحدثة باسم أوكسفام، في تصريحات لها أمس: إن المياه النظيفة والصالحة للشرب تتصدر قائمة الاحتياجات، لافتة إلى النقص الشديد في الخيام والكرفانات، ما يزيد من معاناة المواطنين الفلسطينيين خلال المنخفض الجوي الحالي، في ظل اكتظاظ مراكز الإيواء وعجزها عن استقبال المزيد من النازحين.
من جهة أخرى، كشف مصدر مقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الوفد الإسرائيلي بدأ محادثات مع الوسطاء الدوليين لبحث إمكانية تمديد المرحلة الأولى من اتفاق غزة. وأشار المصدر الذي لم يكشف عن هويته في حديث لصحيفة «يسرائيل هيوم» إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار الجهود المبذولة لتعزيز الاستقرار وتحقيق تقدم في الملفات العالقة، ولم تكشف بعد التفاصيل الكاملة حول طبيعة المحادثات الجارية أو المدة المتوقعة للتمديد. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية، أنّ «الكابينت» الأمني، سيعقد اجتماعاً لمناقشة المرحلة الثانية من صفقة التبادل غداً الثلاثاء وذلك بعد مرور 21 يوماً على بدء تنفيذ الصفقة، في حين كان من المفترض أن تبدأ المفاوضات في اليوم ال 16.(وكالات)