الصراع الأزلي - الهلال الإخباري

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الصراع الأزلي - الهلال الإخباري, اليوم الجمعة 13 يونيو 2025 11:21 مساءً

د. إيمان الهاشمي

أتذكرون الصراع الأزلي الذي ابتدأ بنفخة من الطين؟ حين سجدت الملائكة واستكبر ذلك الشيطان اللعين، فكان «عزازيل» أول الحاسدين وآخر الحاقدين، وأحقر الأبالسة إلى يوم الدين، وهكذا منذ ذلك الحين، وُلدت ملحمة الإنسان على شفرة السكين، يمشي على الأرض مُثقلاً بضعفه المهين، يتوكأ على إرادة تهتزّ في كل حين، ثم ينهض بقوة الإيمان بالله وبعزة اليقين، وخلفه ظل من نار يلاحقه باسم القرين، يوسوس في خرائب القلب بلا تحصين، يشوّه الجميل ويُجمّل القبيح ويزيد في التزيين، لكن في عمق كلّ روحٍ شعلة الحق المبين، لا تنطفئ وتقاومه على مر السنين، وتصده بالذكر وبالعزم الذي لا يستكين، فالإنسان إن تاه فسيعود، وإن وقع فسيقوم، وإن غلبته الظلمة فسيُشرق فجراً لا يُقهر بنور الدين، كأن تقاتل شيطانك وتنتصر بلا سيف، أي بإرادة تشقّ الغيم، وتزهق الضيم، لتكتب اسمك بين الصالحين.


عربيٌّ من أصلٍ فارسي، مبدعٌ ذو وجهٍ حماسي، عاطفيٌ بقلبٍ ماسي، يتيمٌ مُتخمٌ بالمآسي، وكأنه في سباق حزنٍ تنافسي، لتحطيم جبهة الرقم القياسي، هكذا عاش (إبراهيم الموصلي) في العصر العباسي، وعاصر حروب العروش والكراسي، فكان تارة يعاني ويقاسي، وتارة يعاون ويواسي! نشأ في العراق وتحديداً في الكوفة، المدينة العريقة المعروفة، ولكنه خرج منها ليعيش ويستقر في الموصل، حيث اقترن اسمه باسمها بشكل دائم ومتصّل، فتحوّل اسمه من (إبراهيم بن ميمون) إلى (الفتى الموصلي)، الملحن والعازف والموسيقي الأصلي، الذي تتلمذ على يد المغني الشهير «سياط»، فأصبح في خانة القائد لا هامش الاحتياط، ولهذا جعله الخليفة المطرب الرسمي في البلاط، بعدما عزّز موسيقاه بالغناء، وتشبّع من المدح والثناء، رغم أنف بعض الأعداء، من الأهل والأقرباء، الذين هجرهم كالغرباء، بسبب شدة القسوة والجفاء، إلى أن ذاع صيته بين الخلفاء، وكذلك بين الفنانين والشعراء، فتمتع بحياة البذخ والثراء.
للأسف! عُرف بحبه للخمر والسهر والمجون، كما أنه لم يبالِ بالعقاب والأصفاد والسجون، فقد اختبأ تحت مظلة «هارون الرشيد» من دون استحياء أو تردد، بينما اهتم بتربية صغار ألحانه دون تشدد، واستمر على هذا النحو الغريب، في حالةٍ تتسم بالمزاج المريب، إلى أن كبرت أعماله، وازدهرت آماله، فرزق بأكثر من 900 لحن نُسب إليه، وربما لذلك اتكلت مدرسة الفن التقليدي عليه.
الاسم: إبراهيم الموصلي
من أعماله:
أسطورة من قصص حياته
النشاط:
موسيقي
الجنسية: فارسي
التاريخ:
742 – 804 – 62 سنة

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق