أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الأحد، تصريحات متناقضة بشأن الصراع الجاري بين إيران وإسرائيل، ودعا إلى إبرام اتفاق، مشيراً إلى أنه سيكون هناك «سلام بين البلدين قريباً»، وقال إن الاتصالات جارية بهذا الشأن، وأعلن أنه «منفتح» على أن يكون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وسيطاً في هذا الصراع، لكنه لوَّح من جهة أخرى بالتدخل عسكرياً لدعم إسرائيل وتدمير البرنامج النووي لإيران، فيما حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من استمرار النهج الإسرائيلي الحالي، مؤكداً أنه ستكون له أضراره الجسيمة على شعوب المنطقة كافة، من دون استثناء، في حين قال وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول إن ألمانيا وفرنسا وبريطانيا مستعدة لإجراء محادثات على الفور مع إيران بشأن برنامجها النووي في محاولة لتهدئة الوضع في الشرق الأوسط.

وقال ترامب في منشور على منصة «تروث سوشيال»: «إيران وإسرائيل يجب أن تتوصلا إلى اتفاق، وسوف تتوصلان إلى اتفاق، تماماً كما جعلت الهند وباكستان تتوصلان إلى اتفاق».

وأضاف: «سنشهد قريباً تحقيق السلام بين إسرائيل وإيران. هناك العديد من الاتصالات والاجتماعات الجارية حالياً. أقوم بالكثير ولا أحصل على التقدير أبداً، لكن لا بأس، فالشعب يفهم».

وحذّر ترامب إيران من أنها ستواجه «كامل قوة» الجيش الأمريكي إذا هاجمت الولايات المتحدة، مؤكداً أن واشنطن «لا علاقة لها» بالضربات الإسرائيلية على طهران.

وتابع «إذا تعرضنا لهجوم من إيران بأي شكل من الأشكال، فإن كامل قوة وقدرة القوات المسلحة الأمريكية ستنزل عليكم بمستويات لم تُشهد من قبل».

وفي وقت لاحق، أضاف ترامب عبر شبكة «إيه بي سي نيوز» أنه «من الممكن أن ننخرط» في النزاع بين إسرائيل وإيران، لكن الولايات المتحدة «ليست منخرطة في الوقت الراهن». وأضاف أنه منفتح على أن يكون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وسيطاً في هذا الصراع.

وأكد ترامب في الوقت نفسه أنه ليس هناك «موعد نهائي» لعودة الإيرانيين إلى طاولة المفاوضات، وفق ما أفادت صحفية في شبكة «إيه بي سي نيوز». وأوضح ترامب، بحسب منشور على «إكس» للصحفية رايتشل سكوت، «لا موعد نهائياً، لكنّ الإيرانيين يتحدثون، إنهم يرغبون في إبرام اتفاق».

في السياق، قال مكتب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه أبلغ نظيره الأمريكي خلال اتصال هاتفي أمس الأحد استعداد أنقرة للعب دور الوسيط لحل النزاع النووي الذي أشعل الصراع بين إسرائيل وإيران. وحث ترامب على التحرك على الفور لمنع كارثة «قد تُشعل المنطقة».

من جهة أخرى، حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من استمرار النهج الإسرائيلي الحالي، مؤكدا أنه ستكون له أضراره الجسيمة على شعوب المنطقة كافة من دون استثناء.

وأكد السيسي، في اتصال هاتفي مع نظيره القبرصي نيكوس خريستودوليدس، ضرورة «وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية على مختلف الجبهات الإقليمية»، مؤكداً رفض مصر التام توسيع دائرة الصراع في المنطقة.

وشدد السيسي على أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بدور أكثر فاعلية في دفع الأطراف الإقليمية للتحلي بالمسؤولية، مؤكداً أن الحلول السلمية تبقى الوحيدة القادرة على ضمان الأمن والاستقرار بالإقليم.

وأكد السيسي ضرورة العودة إلى المفاوضات الأمريكية الإيرانية برعاية سلطنة عمان، التي تمثل الحل الأمثل للتوتر الجاري، مشدداً على موقف مصر الثابت بضرورة إقامة منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل بالشرق الأوسط، بما يشمل كافة دول الإقليم.

وأشار السيسي إلى أن إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية يبقى هو الضامن الوحيد للتوصل إلى السلام الدائم والاستقرار بالشرق الأوسط، من خلال وقف إطلاق النار في قطاع غزة بصورة فورية، وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وتوفير الأمن لجميع شعوب المنطقة.

إلى ذلك، قال وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول إن ألمانيا وفرنسا وبريطانيا مستعدة لإجراء محادثات على الفور مع إيران بشأن برنامجها النووي في محاولة لتهدئة الوضع في الشرق الأوسط.

وأضاف فاديفول، الذي يزور الشرق الأوسط حالياً، أنه يحاول المساهمة في تهدئة الصراع بين إسرائيل وإيران، وأشار إلى أن طهران لم تغتنم الفرصة في السابق للدخول في محادثات بناءة.

وقال لهيئة البث الألمانية (إيه.آر.دي) في وقت متأخر من أمس الأول السبت «آمل أن يكون ذلك لا يزال ممكناً... ألمانيا، إلى جانب فرنسا وبريطانيا على استعداد، إننا نعرض على إيران إجراء مفاوضات على الفور حول البرنامج النووي، وآمل أن يتم قبول العرض». (وكالات)