كشف نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، أن الرئيس الإيراني أعرب عن أسفه لما وصفه بـ "الاعتداء الصادم" على قاعدة العديد الجوية في قطر، وذلك خلال اتصال هاتفي أجراه مع أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

وأكد الوزير القطري، خلال مؤتمر صحفي عقده في الدوحة اليوم الثلاثاء، أن التصعيد العسكري الأخير في المنطقة هو امتداد مباشر للعدوان الغاشم على قطاع غزة، مضيفًا أن الدوحة لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه هذا الهجوم غير المتوقع.

قطر تُحمّل إيران مسؤولية وتلوّح بإجراءات قانونية

وأوضح الوزير أن قطر أبلغت إيران بشكل صريح أن ما حدث لا يليق بالعلاقات بين البلدين، مشيرًا إلى أن بلاده ستتخذ جميع الإجراءات الدبلوماسية والقانونية اللازمة للرد على الهجوم، مع التأكيد على اتباع سياسة حكيمة ومسؤولة في إدارة الأزمة.

وأشار إلى أن دولة قطر تسعى باستمرار إلى منطقة أكثر استقرارًا وأمنًا، مؤكدًا: "نحن نؤمن بأن الأمن الإقليمي لن يتحقق إلا من خلال اتفاق شامل يمنع انتشار الأسلحة النووية ويحترم مصالح جميع الأطراف."

دور قطري في تحقيق التهدئة ووقف إطلاق النار

وفي سياق متصل، أوضح وزير الخارجية القطري أن الدوحة أجرت اتصالات مباشرة مع الأطراف الدولية الفاعلة، وأسفرت عن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل.

كما أشار إلى أن الولايات المتحدة طلبت من قطر التواصل مع طهران للتحقق من مدى استعدادها للالتزام بمسار التهدئة، ما يسلط الضوء على الدور المحوري الذي تقوم به الدوحة في الوساطة الإقليمية والدبلوماسية الهادفة لخفض التصعيد.

اجتماع خليجي طارئ في الدوحة لبحث الرد الجماعي

يأتي هذا التطور في وقت تشهد فيه العاصمة القطرية قمة طارئة لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، تهدف إلى مناقشة تداعيات الهجوم الإيراني على القاعدة العسكرية وتنسيق الموقف الخليجي المشترك، وسط تحركات دبلوماسية مكثفة لتفادي انزلاق المنطقة نحو مواجهة شاملة.