نفت مصادر سياسية إسرائيلية، أمس الأحد، حدوث أي «تقدّم جوهري» في المحادثات غير المباشرة حول وقف إطلاق النار في غزة، رغم تصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، التي طالب فيها باتفاق فوري بشأن غزة، وخاطب رئيس الوزراء الإسرائيلي بالقول: «أبرموا الصفقة في غزة، وأعيدوا الرهائن»، وبينما جدد ترامب دعوته لإلغاء محاكمة نتنياهو بتهم الفساد، لافتاً إلى أنه لن يتسامح بشأن موصلة محاكمته، وافقت محكمة إسرائيلية على تأجيل جلسات محاكمة نتنياهو لمدة أسبوع واحد، في حين رد زعيم المعارضة يائير لابيد بأنه لا يوجد سبب لتدخل الرئيس ترامب في القضاء الإسرائيلي.
ونشر ترامب، تغريدة جديدة على صفحته في موقع «تروث سوشيال» دعا فيها إلى التوصل إلى صفقة فورية في غزة لإعادة الرهائن المحتجزين. وجاء في تغريدته: «أبرموا صفقة في غزة، وأعيدوا الرهائن!!!». وقال ترامب، إنّ دولاً عديدة تريد الانضمام ل«اتفاقات أبراهام» التطبيعية مع إسرائيل، عادّاً أن إيران «كانت المشكلة» بشأن ذلك.
وذكرت صحيفة «هآرتس» أنه سيكون من الصعب على نتنياهو أن يرفض طلب الرئيس ترامب بالتوصل إلى تسوية لإنهاء الحرب في غزة. وأشارت الصحيفة إلى أن ذلك يأتي بعد أن جند ترامب نفسه لدعمه في معركته القضائية، مضيفة: «رغم أن نتنياهو لم يسقط بعد حكم حماس، فإن ترامب، منذ انتهاء القتال في إيران، يلمح علناً إلى نيته استخدام ثقله الكامل لإنهاء المعركة في غزة». وفي السياق، قال مصدر أمريكي مشارك في الوساطة بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار: إن فكرة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، لم تعد قائمة. ونقلت تقارير إعلامية مصرية أمس الأحد عن المصدر الأمريكي، قوله: إن «خطة الإخلاء الكامل لقطاع غزة وتهجير سكانه بالصورة التي طرحها في وقت سابق الرئيس ترامب لم تعد قائمة».
وصباح أمس الأحد، شارك نتنياهو في جلسة سرّية بالمحكمة المركزية في القدس، في محاولة جديدة لتأجيل موعد شهادته في محاكمته بتهم فساد، بعدما رفض القضاة طلبه السابق بتأجيلها لمدة أسبوعين، والذي تقدم به بذرائع وجود «تطورات إقليمية ودولية» في أعقاب الحرب على إيران، وذلك على خلفية مساعي ترامب للتوصل إلى صفقات تطبيع. وخلال الجلسة، قدّم نتنياهو مبرراته لتأجيل شهادته، بحضور ممثلي النيابة العامة، ورئيسي الاستخبارات العسكرية وجهاز الموساد. وذكرت المحكمة أنه «بعد تقديم التوضيحات التي شهدت تغييرات حقيقية واستناداً إلى المعطيات الجديدة مقارنة بالقرارات السابقة، نوافق جزئياً على الطلب ونلغي في هذه المرحلة الأيام المحددة لجلسات استماع نتنياهو في 30 حزيران/ يونيو، و2 تموز/ يوليو».
كما عقد نتنياهو، أمس الأحد، اجتماعاً للكابينيت الأمني والسياسي لبحث ملف المفاوضات حول صفقة التبادل والوضع في قطاع غزة، فيما يستعد وزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، للتوجه إلى واشنطن، لإجراء مباحثات مع مسؤولين في البيت الأبيض حول مستقبل الحرب على غزة وإمكانية التوصل إلى صفقة. وقالت المصادر الإسرائيلية: إن «المفاوضات ما زالت في مرحلة الاتصالات غير المباشرة، من خلال محادثات متواصلة بين إسرائيل وكل من قطر ومصر، إلى جانب جهود المبعوث الأمريكي، ستيف ويتكوف». وأضافت أن «حماس لم تقدّم حتى الآن رداً رسمياً على المقترح الإسرائيلي المعدّل وفق مبادرة ويتكوف»، مشيرة إلى أن الوسطاء يسعون إلى جمع الطرفين، ربما في الدوحة أو القاهرة، داخل «فندق واحد»، بحيث «تُدار المفاوضات من غرفة إلى أخرى».
ومن جهته، رد زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، أمس الأحد، على طلب ترامب، إلغاء محاكمة نتياهو، بالقول: «إسرائيل دولة مستقلة ولا يوجد سبب للتدخل في نظامنا القضائي». (وكالات)