نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
«المُرافق الطبي».. مهنة تتجنّب متاهات النظام الصحي - الهلال الإخباري, اليوم الاثنين 30 يونيو 2025 09:33 مساءً
داخل مستشفى مزدحم في بكين، يسلّم تيان ييغوي (83 عاماً) وثائق طبية خاصة بزوجته إلى مُرافقة طبية مُكلّفة بإرشادهما عبر متاهات النظام الصحي الصيني الذي يكون أحياناً معقداً.
وتعد العيادات الطبية الخاصة نادرة في الصين، وحتى في حالات الأمراض البسيطة، تتوجه الغالبية العظمى من الصينيين إلى المستشفيات حيث يعمل الأطباء. ويدفع عدم التوازن في جودة المرافق الصحية والكوادر الطبية، المرضى وخصوصاً في المناطق الريفية، إلى التوجّه نحو أفضل المستشفيات في المدن الكبرى. لكنّ هذه المستشفيات الضخمة والمزدحمة والصاخبة، غالباً ما تكون مُستنزفة. وأدى هذا الوضع إلى ظهور مهنة المرافق الطبي التي تشهد ازدهاراً كبيراً في الصين، حيث يُعدّ قطاع الخدمات عند الطلب القابلة للحجز عبر الإنترنت، أكثر تطوراً مما هو عليه في الغرب.
يقول تيان ييغوي إنّ «مستشفيات بكين معقدة جداً. عليك الصعود والنزول باستمرار، وانتظار المصاعد، والوقوف في طوابير إنه أمر مُرهق». وكما الحال في المستشفيات الأخرى، يواجه المرضى طوابير طويلة وإجراءات دخول كثيرة ودفعات متعددة.
حاملة الأوراق في يديها، تُكمل منغ جيا، مرافقة تيان وزوجته غاو ينغمين، الإجراءات بمهارة قبل أن تنضم إليهما في غرفة الاستشارات. ثم تتوجّه إلى شباك الدفع برفقة الرجل قبل أن تشرح للزوجين كيفية استلام الدواء الذي وصفه الطبيب، تكلّف أربع ساعات من الدعم الطبي نحو 300 يوان (42 دولاراً). ويُعدّ ذلك مُجدياً لغاو (78 عاماً) التي تتلقى علاجاً من مضاعفات بعد جراحة في الحلق. وتقول متحدثة بصعوبة «إنه عمليّ وفعّال ويُطمئننا». وتضيف «لم يعد علينا أن نقلق لأنها تقوم بكل شيء نيابة عنّا». وتتوفر خدمة مُقدّمي الدعم الطبي بشكل كبير عبر الإنترنت.
وتقول منغ جيا (39 سنة) إنّها لم تتلقَّ أي تدريب طبي قبل انضمامها إلى دورة تدريبية على مدى أسبوع توفّرها «تشنغي هيلث»، وهي منصة إلكترونية تربط المرضى بمقدمي الرعاية الصحية. ويشير مؤسس المنصة لي غانغ، وهو طبيب تخدير سابق، إلى أن المستشفيات الكبيرة تتضمّن أكثر من 50 قسماً، لافتاً إلى أنّ كثيرين «لا يعرفون كيفية الحصول على استشارة».
وفي حين تستفيد بعض الأمهات الحوامل من خدمات المنصة، يتخطى عمر معظم زبائنها 60 عاماً. ويقول تاو يوان (24 سنة) الذي يتدرّب حالياً ليصبح مقدم رعاية طبية، إنه ترك وظيفته في شركة إنترنت من أجل مهنة تدرّ عليه «مبالغ أعلى».
مشكلة هيكلية
أدت سياسة الطفل الواحد التي استمرت حتى عام 2015، إلى حرمان عدد كبير من الصينيين، وتحديداً من هم حالياً في الثلاثينات والأربعينات من العمر، من الإخوة والأخوات، وباتوا يُضطرون تالياً إلى رعاية والديهم المسنين بمفردهم. ويؤكد تاو يوان وجود «حاجة فعلية» لخدمات الدعم. ويواجه نظام الرعاية الصحية صعوبة في معالجة التفاوتات الإقليمية وعدم المساواة في الحصول على الرعاية.
ويقول وانغ فنغ، الخبير في الديمغرافيا الصينية في جامعة كاليفورنيا في إيرفين «إنها مشكلة هيكلية متكررة». وغالباً ما يصعب على الصينيين العاملين إيجاد وقت كاف لنقل والديهم إلى المستشفى. ويوضح وانغ فنغ أن الصين ستشهد «طلباً متزايداً على الرعاية الطبية» مع تزايد نسبة كبار السن بين سكانها.
ولتحفيز الاستهلاك، تعتمد السلطات بشكل كبير على ما يُعرف بـ«اقتصاد الشيب»، أي المنتجات والخدمات الموجهة إلى كبار السن. وفي العام الماضي، بلغت قيمة هذا القطاع 7 تريليونات يوان (993 مليار دولار)، بحسب الجمعية الصينية للرعاية الاجتماعية وخدمات المسنين.
يقول شياو شو (اسم مستعار) البالغ 36 عاماً، وهو مقدم رعاية يعمل لحسابه الخاص، إنه يكسب نحو 10 آلاف يوان (1400 دولار) شهرياً، وهو متوسط الراتب في بكين. لكنه يشير أيضاً إلى أنّ هذه الخدمة محدودة.
ويرفض شياو شو مرافقة رجل يبلغ 90 عاماً تقريباً إلى استشارة ما بعد جراحة، معتبراً أنّ المهمة تحمل مخاطر نظراً إلى حالة المريض. ويقول «من كان يتحمّل المسؤولية لو حدث خطأ ما؟».
0 تعليق