لشبونة - أ ف ب
شهدت إسبانيا والبرتغال موجة حر غير مسبوقة خلال نهاية الأسبوع المنصرم، حيث بلغت الحرارة في مدينة ولبة بجنوب إسبانيا 46 درجة مئوية، في رقم قياسي جديد لشهر يونيو، محطمة الرقم السابق المسجل في إشبيلية عام 1965، كما سجل يوم الأحد 29 يونيو كأكثر الأيام حرارة في البلاد منذ عام 1950.
في البرتغال، بلغت الحرارة 46.6 درجة مئوية في مدينة مورا وهو رقم قياسي جديد لشهر يونيو أيضا وأصدرت سلطات البلدين إنذارات من ارتفاع الحرارة والعواصف والزوابع الرعدية، خاصة في المناطق الحدودية.
إيطاليا تستنفر و17 مدينة في حالة إنذار أحمر
وضعت وزارة الصحة الإيطالية 17 مدينة، من بينها روما وفلورنسا وفيرونا، في حالة إنذار أحمر نتيجة موجة الحر الشديدة التي وصفت بأنها من الأطول والأكثر قوة في تاريخ البلاد.
وأسفرت هذه الأجواء عن اندلاع حرائق حرجية في عدة مناطق، كما توفيت امرأة تبلغ من العمر 77 عاماً إثر استنشاقها للدخان الناجم عن حريق قرب منزلها في جنوب البلاد.

خطر حرائق ونداءات لحماية العمّال في إسبانيا

في إسبانيا، حذّرت النقابات من انعكاسات الحرارة على صحة العاملين في الخارج، بعد وفاة أربعة أشخاص يُعتقد أنهم أصيبوا بضربات شمس، من بينهم اثنان من عمال صيانة الطرق وامرأة في برشلونة ورجل في قرطبة.

فرنسا: إنذارات حمراء وإغلاق مدارس

في فرنسا، أصدرت هيئة الأرصاد إنذارات حمراء لـ16 إقليماً، من بينها باريس، كما أُغلقت قرابة 200 مدرسة جزئياً أو كلياً. ووصل متوسط الحرارة إلى 28 درجة نهاراً و20 درجة ليلاً وهي الأعلى في تاريخ البلاد لشهر يونيو.
وتسببت موجة الحر في التأثير على الأيام الأخيرة من العام الدراسي وسط مطالبات بتقييد الأنشطة في ظل استمرار درجات الحرارة المرتفعة.

بريطانيا ليست بعيدة عن الموجة

طال تأثير موجة الحر بريطانيا، حيث أعلنت السلطات حالة الإنذار البرتقالي في خمس مناطق، من بينها لندن، بسبب الارتفاع الكبير في درجات الحرارة غير المعهودة في هذا التوقيت.

البحر الأبيض المتوسط يسجل حرارة قياسية في يونيو

وسجَّل البحر الأبيض المتوسط يوم الأحد أعلى درجة حرارة سطحية في تاريخه لشهر يونيو، بمتوسط 26.01 درجة مئوية وهو ما يزيد بثلاث درجات عن المعدلات الموسمية (1991-2020) ويصل إلى أربع درجات في بعض المناطق الساحلية الفرنسية والإسبانية.
وقال الباحث تيبو غينالدو من مركز دراسات الأرصاد عبر الأقمار الاصطناعية في فرنسا: لم نسجِّل من قبل درجة حرارة يومية بهذا الارتفاع في يونيو، محسوبة على كامل حوض المتوسط.

تأثيرات بيئية خطيرة على الحياة البحرية

أوضح الباحثون أن موجات الحر البحرية أصبحت أكثر تواتراً منذ عام 2023، ما أثّر في التوازن البيئي، ففي الفترة بين 2015 و2019، تسببت موجات حر بحرية في نفوق جماعي لحوالي 50 نوعاً من الكائنات البحرية، من بينها الشعاب المرجانية وقنافذ البحر والرخويات.