وقف تمويل جماعة الإخوان أولوية لحماية أوروبا من الاختراق الأيديولوجي - الهلال الإخباري

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
وقف تمويل جماعة الإخوان أولوية لحماية أوروبا من الاختراق الأيديولوجي - الهلال الإخباري, اليوم الأحد 6 يوليو 2025 07:45 مساءً

أكدت ندوة دولية لمركز «تريندز» للبحوث والاستشارات ضرورة وقف تدفقات التمويل العابر للحدود التي تستفيد منها جماعة الإخوان المسلمين وشبكاتها، محذّرة من التهديدات الفكرية والأمنية المترتبة على ذلك، وداعية إلى تعاون أوروبي–عربي واسع لرسم خريطة طريق شاملة لمكافحة هذه الظاهرة المعقّدة.

وعُقدت الندوة بتنظيم مشترك بين المركز، والسيناتورة الفرنسية ناتلي جوليه، عضو مجلس الشيوخ، في قاعة «مونوري» بمجلس الشيوخ الفرنسي، بعنوان: «العمل معاً لوقف تمويل الإخوان المسلمين في أوروبا.. التحديات والفرص»، بمشاركة نخبة من الخبراء والأكاديميين والمسؤولين الأوروبيين والعرب.

«تريندز» ومشروعه البحثي

وفي كلمته الافتتاحية، رحّب الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي للمركز، بالحضور. مؤكداً أن تمويل الجماعات المتطرفة – وفي مقدّمتها «الإخوان المسلمين» – أحد أخطر التحديات التي تواجه المجتمعات المعاصرة.

وأشار إلى أن المركز تبنّى منذ تأسيسه مشروعاً بحثياً معمّقاً لتحليل البنية الاقتصادية السرية لهذه الجماعة، لأن فهم آلياتها المالية هو المدخل الأساسي لاحتواء تمددها الأيديولوجي والتنظيمي.

واستعرض نتائج الحلقة البحثية الأولى التي عقدها المركز في أبوظبي، وخلُصت إلى أن وقف التمويل نقطة انطلاق ضرورية لتحصين المجتمعات الأوروبية من الاختراق التنظيمي والإيديولوجي. وأوضح أن ندوة باريس امتداد لذلك الجهد، مضيفةً بُعداً أوروبياً أعمق بمشاركة نخبة من المختصين في مجالات الأمن والاقتصاد والفكر.

استغلال التمويل

في كلمتها الترحيبية، أعربت السيناتورة ناتلي جوليه، عن قلقها من تضخّم التمويلات المخصصة للدراسات الإسلامية في أوروبا. مشيرة إلى استغلال هذه الموارد في الترويج للإسلاموية وتجميل صورته. مؤكدة أن هذا الاستغلال تهديد مباشر لجهود مكافحة التطرف، ويعوق الاستقرار محلياً ودولياً. داعية إلى إعادة النظر في منظومة التمويل البحثي المرتبط بالإسلام السياسي.

محاور

وتضمنت الندوة التي جاءت في صورة (ورشة) محاور عدة تركزت على توصيف الشبكات ومعوقات وقف التمويل وخارطة الطريق، وناقشت هيكل التمويل لدى جماعة الإخوان المسلمين، وأنماط وديناميكيات التمويل في أوروبا، وتحديات وقف التدفقات المالية عبر «بلوك تشين»، والدروس المستخلصة من التجربة العربية، وأهمية التعاون الأوروبي العربي، وخريطة طريق، ودور الإعلام ومراكز الفكر.

تحليل استراتيجي

وقد أدار الورشة الدكتور وائل صالح، مستشار شؤون الإسلام السياسي في «تريندز»، الذي أكد في الندوة الأولى التي أدارها موضوعاً استراتيجياً ذا أهمية بالغة، تمثل في «شبكات التمويل والتحديات المتعلقة بوقف التدفقات المالية في ظل التعقيدات الأمنية والهجينة العابرة للحدود. وشدّد خلال مداخلته على خطورة جماعة الإخوان المسلمين، التي تتميز بهيكلية مالية متشعبة وقدرة فائقة على التكيف، مما يجعل فهم آليات تمويلها شرطاً جوهرياً وأساسياً لوضع سياسات فعالة وشاملة تتيح مواجهتها بفعالية.

وأشار إلى أن الندوة تميزت بغنى فكري واستراتيجي، حيث قدمت رؤية تحليلية معمقة عن تمويل وتغلغل الشبكات الإسلامية الراديكالية، مع تركيز خاص على تلك المرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين. كما أسهمت في رسم ملامح أولية لاستجابات عملية تسمح بتجاوز التحديات المعقدة التي تفرضها هذه الظاهرة متعددة الأبعاد، سواء من الناحية القانونية أو السياسية أو الأمنية.

كما شدد الدكتور صالح، على أهمية البناء على هذه المناقشات من أجل إطلاق مبادرات تعاونية جديدة تشمل المؤسسات الأوروبية والعربية، مع التركيز الخاص على مراكز البحث والفكر المتخصصة. وأوضح أن المواجهة الفعالة للإيديولوجيات الراديكالية وشبكاتها لا يمكن أن تتم بجهود متفرقة، بل تتطلب تبني رؤية موحدة، وتعبئة شاملة، وإرادة سياسية راسخة ومستدامة.

الإعلام المتطرف وتحالف «الإسلامو–ووكيسم»

وقد تحدث في الورشة في مجلس الشيوخ الفرنسي، أوليفييه فيال، مدير المركز الجامعي للدراسات والبحوث، وتطرق إلى التأثير المتزايد للإعلام المرتبط بجماعة الإخوان. مشيراً إلى أن بعض القنوات، مثل AJ، تُروّج لخططها بين الشباب المهاجرين والفئات المهمشة. وحذّر من وجود تحالف بين الحركات الإسلاموية وبعض التيارات الاجتماعية الغربية – ما يُعرف بـ»الإسلامو–ووكيسم«– يسهم في ترسيخ الفكر المتطرف في المجتمعات الأوروبية.

التجربة الإماراتية

وقدّم الدكتور خليفة مبارك الظاهري، مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، مداخلة بعنوان «دروس من التجربة العربية»، أضاء فيها على النموذج الإماراتي في تفكيك تنظيم الإخوان، ودعم خطاب الاعتدال والمواطنة.

وأوضح أن الإسلام دين محبة ورحمة وأخلاق، وليس مشروعاً سياسياً أو منظومة حكم. وتنظيم الإخوان تأثر بحركات عنيفة، وأنشأ منظمات سرية تسعى لفرض التغيير بالقوة تحت شعار «تغيير المنكر».

الهيكل المالي للإخوان

وفي ورقة عمل تحليلية، كشف الباحث حمد الحوسني، رئيس قسم دراسات الإسلام السياسي في «تريندز»، أن الإخوان يعتمدون على نموذج مالي مركزي ومستدام، يرتكز على اشتراكات الأفراد، والتبرعات، وشبكات اقتصادية منتشرة في أوروبا وكندا وسويسرا.

وأشار إلى أن الجماعة ما تزال قادرة على التكيف مع القيود القانونية، مستخدمة أدوات غير تقليدية لتحريك الأموال، مما يفرض تحديات أمنية متزايدة على الدول الأوروبية.

وذكر أن الاقتصاد الإخواني شهد تطوراً منذ مرحلة التأسيس التي ارتبطت بشركة «المعاملات الإسلامية»، ومرّ بمحطات عدة من دعم مادي داخلي إلى محاولات تجفيف المنابع بعد 3 يونيو 2013. وتعتمد الجماعة في تمويلها على مساهمات الأفراد من اشتراكات وزكاة وتبرعات، إلى جانب دعم مؤسسات اقتصادية تابعة، وشبكات التنظيم الدولي المنتشرة في دول مثل بريطانيا وسويسرا وألمانيا، وكندا، وفرنسا، والنمسا.

مراكز الفكر

وفي مداخلة مشتركة، أوضحت الباحثتان شمسة القبيسي، وشيخة النعيمي من «تريندز» أن التقارير الأوروبية، ومنها تقرير«TE-SAT» الصادر عن اليوروبول، ترصد 140 مليون يورو، يُشتبه في استخدامها في تمويل الإرهاب.

وأكدتا أهمية دور مراكز الفكر في رصد التمويلات «الرمادية» عبر أدوات تحليل متقدمة كالذكاء الاصطناعي، وتطوير الأطر التشريعية، وتقديم الدعم المعرفي لصنّاع القرار.

وقالتا إن مراكز الفكر تمتلك قدرة فريدة على سد الفجوة بين الحكومات، أجهزة الاستخبارات، والباحثين. فهي مستقلة، مرنة، وقادرة على إجراء تحليلات معمقة لرصد التهديدات «الرمادية» التي لا تقع ضمن نطاق القوانين التقليدية. كما تسهم هذه المراكز في تطوير الأطر التنظيمية، وتعزيز الشفافية في الجمعيات غير الربحية، وتستخدم أدوات متقدمة كتحليل البيانات والذكاء الاصطناعي لرصد الأنماط المالية المشبوهة. كما تؤدي دوراً توعوياً عاماً لتفكيك آليات نشر الأيديولوجيا المتطرفة. وأشارتا إلى أن المركز نموذج عالمي في كشف شبكات تمويل الإسلام السياسي، خصوصاً جماعة الإخوان المسلمين. عبر دراسات مثل «الهيكل الاقتصادي للإخوان». كما كشف المركز عبر دراسات متعددة عن تعقيد البنية. وبفضل لغاته المتعددة وانتشاره البحثي، وفر TRENDS أرضية معرفية مشتركة تعزز التعاون الدولي وتساعد صُنّاع القرار على مواجهة التهديدات المتغيرة بفعالية.

تعاون شامل ومستدام

وقد اختُتمت أعمال الورشة بتأكيد أهمية بناء تحالفات بحثية وسياسية وإعلامية أوروبية–عربية، لإنتاج فهم مشترك حول طبيعة التمويل المتطرف، وتجفيف منابعه، ووضع استراتيجية موحدة لمكافحة جماعة الإخوان وشبكاتها.

أخبار ذات صلة

0 تعليق