أثارت واقعة شهدتها مدرسة الثانوية العسكرية بنين بمركز الحسينية في محافظة الشرقية جدلًا واسعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انتشر مقطع فيديو لمعلمة تقدم بوكيه ورد لزوجها مدير المدرسة وتقبّل يده خلال طابور الصباح، وسط تصفيق الطلاب والمعلمين الحاضرين.

وأدى انتشار الفيديو إلى ردود فعل متباينة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مما دفع وزارة التربية والتعليم إلى فتح تحقيق عاجل واتخاذ إجراءات قانونية بحق المعلمة ومدير المدرسة.

تفاصيل الواقعة وانتشار الفيديو

وفقًا لمصادر بمديرية التربية والتعليم بمحافظة الشرقية، فقد وقعت الحادثة صباح أمس خلال الطابور المدرسي، حيث قامت معلمة، تعمل وكيلة مدرسة، بالتوجه نحو زوجها مدير المدرسة وهي تحمل بوكيه ورد، ثم قامت بتقبيل يده في مشهد أثار دهشة الطلاب والمعلمين.

وبعد تداول الفيديو على نطاق واسع، انقسمت آراء رواد مواقع التواصل الاجتماعي، إذ رأى البعض أن الواقعة تعكس تقدير الزوجة لزوجها، بينما اعتبر آخرون أن هذا التصرف غير مناسب داخل مؤسسة تعليمية.

إحالة المعلمة ومدير المدرسة للتحقيق

في أعقاب انتشار الفيديو، أصدرت مديرية التربية والتعليم بالشرقية قرارًا بإحالة المعلمة ومدير المدرسة للتحقيق، حيث أوضح مصدر مسؤول أن القرار جاء بناءً على عدة أسباب، أبرزها:

• عدم التزام المعلمة بمقر عملها، حيث إنها تعمل في مدرسة أخرى.
• موافقة مدير المدرسة على إقامة وتصوير مشهد شخصي داخل بيئة تعليمية، وهو ما يُعد مخالفًا للوائح والقوانين المنظمة للعمل داخل المدارس.

وأكد المصدر أن وزارة التربية والتعليم لن تتهاون مع أي سلوكيات قد تؤثر على الانضباط المدرسي، مشددًا على ضرورة الحفاظ على هيبة المؤسسات التعليمية ومنع استغلالها في مواقف غير مرتبطة بالعملية التعليمية.

وأشار إلى أن الإجراءات القانونية ستُتخذ فور الانتهاء من التحقيقات، مؤكدًا أن المدارس لها قدسية يجب احترامها، وأن هناك قواعد تحكم التصرفات داخلها.

ردود فعل مواقع التواصل الاجتماعي

أثار الفيديو انقسامًا واضحًا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث رأى البعض أن المعلمة قدمت نموذجًا للوفاء والتقدير لزوجها، بينما اعتبر آخرون أن المدارس ليست المكان المناسب لمثل هذه التصرفات.

مؤيدو الواقعة:

• كتب محمد جودة: "المعلمة تستحق التحية بدلًا من التحقيق، فهي أظهرت احترامها وتقديرها لزوجها".
• قال أحمد عزت: "بدل التحقيق، يجب أن تكون قدوة للطلاب حتى يتعلموا معنى التقدير والاحترام".
• علّق عبدالرحمن: "نحن الآن نعاقب الاحترام! تصرفها كان راقيًا ولم تخطئ في شيء".

المنتقدون للواقعة:

• قال رضا متولي: "رغم أن النية طيبة، لكن المدرسة ليست المكان المناسب لمثل هذه المشاهد".
• تساءل خالد محمد: "لماذا تتحول للتحقيق؟! هذه زوجة محترمة قدمت لزوجها تحية حب وتقدير".
• كتب إبراهيم محمود: "الزوجة التي تحترم زوجها وتقدره يجب أن تُكرَّم، لا أن تُحقق معها".

قرار وزارة التربية والتعليم بشأن الواقعة

أكدت وزارة التربية والتعليم أنها تتابع الواقعة عن كثب، مشددة على أن المدارس ليست ساحة للتصرفات الشخصية، وأن هناك لوائح وقوانين تحكم تصرفات العاملين داخلها. 

كما أوضحت أن نتائج التحقيق ستُعلن فور الانتهاء منها، وأنه لن يتم التهاون مع أي مخالفات قد تؤثر على الانضباط المدرسي.

ومن المتوقع أن تصدر الوزارة بيانًا رسميًا خلال الأيام المقبلة لتوضيح الإجراءات النهائية بحق المعلمة ومدير المدرسة، وسط استمرار الجدل حول الواقعة على مواقع التواصل الاجتماعي.