الهلال الإخباري

غزة تنزف: مجازر متواصلة وجوع قاتل وسط تعثر مفاوضات الدوحة - الهلال الإخباري

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
غزة تنزف: مجازر متواصلة وجوع قاتل وسط تعثر مفاوضات الدوحة - الهلال الإخباري, اليوم الاثنين 21 يوليو 2025 01:46 صباحاً

 


في يوم دامٍ جديد، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي هجماته المكثفة على قطاع غزة، مرتكبًا مجازر مروعة بحق المدنيين، بالتزامن مع تصاعد أزمة الجوع وسوء التغذية في أنحاء القطاع. وتأتي هذه التطورات في ظل بطء محادثات التهدئة الجارية في الدوحة، وسط تبادل الاتهامات بين إسرائيل وحركة حماس بشأن تعثر التقدم في المفاوضات.

ضحايا بالجملة.. والمساعدات تتحول إلى "مصائد موت"

ارتفع عدد الشهداء في قطاع غزة منذ فجر اليوم إلى 132 شهيدًا، من بينهم 94 مدنيًا استُهدفوا أثناء انتظار المساعدات الغذائية في مناطق متفرقة، أبرزها منطقة السودانية شمال القطاع، التي شهدت مجزرة خلفت ما لا يقل عن 40 شهيدًا ومئات المصابين.

ووفق بيان لوزارة الصحة في غزة، فقد استشهد 145 مواطنًا على الأقل خلال 24 ساعة، من بينهم 102 شهيدًا من طالبي المساعدات. كما تم تسجيل 495 إصابة، وسط صعوبات في الوصول إلى الضحايا العالقين تحت الأنقاض أو في الطرقات، بسبب تعطل فرق الإسعاف والدفاع المدني.

ومنذ بداية الحرب في 7 أكتوبر 2023، بلغت الحصيلة الإجمالية للعدوان الإسرائيلي نحو 58،895 شهيدًا وأكثر من 140،980 مصابًا، فيما تشير بيانات الوزارة إلى استشهاد 8،066 شخصًا وإصابة 28،939 آخرين منذ تجدد التصعيد في مارس 2025.

الموت جوعًا..  كارثة إنسانية تتفاقم

وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت أن 86 مواطنًا، بينهم 76 طفلًا، توفوا مؤخرًا بسبب الجوع وسوء التغذية، مع تزايد حالات الإغماء الجماعي في مختلف مناطق القطاع، ما يؤكد دخول غزة في مرحلة المجاعة الكارثية، حسب توصيف مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (OCHA).

وأفاد المكتب الأممي بأن العائلات في غزة "تواجه الجوع القاتل"، بينما "يموت بعض الأطفال قبل أن تصلهم المساعدات"، مؤكدًا أن "البحث عن الطعام أصبح مغامرة قاتلة، حيث يتعرض المدنيون لإطلاق النار خلال محاولاتهم الحصول على الغذاء".

تصعيد عسكري مكثف رغم سحب جزئي للقوات

شن جيش الاحتلال أكثر من 75 غارة جوية خلال 24 ساعة، وواصل قصفه المدفعي العنيف، لا سيما في مناطق جنوب مدينة دير البلح. وفي الوقت ذاته، أعلنت هيئة البث الإسرائيلية سحب لواءي المظليين والكوماندوز التابعين للفرقة 98 من القطاع، في خطوة اعتُبرت مؤشرًا على إعادة الانتشار المرتبط بالمفاوضات.

رغم ذلك، أكد الجيش الإسرائيلي أن خمس فرق لا تزال تناور داخل القطاع، وإن كان العدد الفعلي أقل بكثير من المعلن، في حين تُفسر التهديدات بدخول دير البلح على أنها وسائل ضغط تفاوضية أكثر من كونها تمهيدًا لعملية عسكرية موسعة.

مفاوضات بطيئة في الدوحة وتضييق على الأمم المتحدة

تستمر محادثات وقف إطلاق النار في العاصمة القطرية بوتيرة أبطأ من المتوقع، وسط اتهامات إسرائيلية لحماس بـ "المماطلة"، رغم إقرار تل أبيب – حسب القناة 13 الإسرائيلية – بأنها قدمت "تنازلات كبيرة" في ملفات جوهرية، خاصة قضية الأسرى.

ورغم التقدم "الجزئي" في ملف تبادل الأسرى، أكدت مصادر إسرائيلية أن المحادثات "ليست على وشك الانتهاء"، وأن عدة قضايا لا تزال عالقة، مرجّحة إيفاد وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر إلى الدوحة حال حدوث اختراق حقيقي.

في تصعيد دبلوماسي موازٍ، أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر رفضه تمديد تأشيرة مدير مكتب OCHA متهمًا إياه "بنشر الأكاذيب عن إسرائيل وتشويه الواقع"، في خطوة تُعد جزءًا من حملة التضييق على عمل المنظمات الإنسانية في القطاع.

اعتداءات على الصحفيين وسط تدهور أمني شامل

في ظل استمرار القصف والمعارك، أدانت نقابة الصحفيين الفلسطينيين بشدة اعتداء عناصر أمنية تابعة لحكومة غزة على عدد من الصحفيين أثناء أداء عملهم بمحيط مستشفى ناصر في خانيونس، مؤكدة أن ما جرى "انتهاك خطير للحريات الصحفية" و"تصرف لا يخدم القضية الوطنية".

 

 

مجاعة وقصف وتفاوض بطيء

بينما تتقدم المفاوضات بخطى بطيئة في الدوحة، تشهد غزة يوميًا مشاهد كارثية من الجوع، الموت، والانهيار الإنساني. ويبدو أن المدنيين العُزّل، لا سيما الأطفال، هم الوقود الأكبر لهذه الحرب المستمرة، وسط تراخي دولي واضح في فرض هدنة إنسانية عاجلة، وإنقاذ ما تبقى من الحياة في القطاع المنكوب.

أخبار متعلقة :