نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ثور هائج في بيت من زجاج! - الهلال الإخباري, اليوم الأربعاء 5 فبراير 2025 12:51 مساءً
يتوجب على الذين راهنوا على "الخير" الوارد مع قدوم الرئيس الأمريكي القديم / الجديد، "دونالد ترامب"، أن يُراجعوا حساباتهم، ويُصححوا مواقفهم، فخلال نحو أسبوعين وحسب، أشعل "ترامب" نيران الصدام والأزمات مع المكسيك وكندا وبنما والدانمارك ومصر والأردن والصين.. وهلما جّرا، بل أن "شعبه" أيضًا لم ينج من أذاه، فاندلعت المُظاهرات المُضادة لمشاريعه التدميرية وبالذات تجاه المهاجرين من الدول المحيطة، في عدد من الولايات، وبعضها هدّد باتخاذ إجراءات مُضادة حادة؛ فيما إذا استمرت هذه التوجُّهات العدوانية ولم يتم وضع نهاية لـ "شطحات" ترامب المُخرّبة!
أمّا بالنسبة لمنطقتنا، وللقضية المركزية التي تشغل البال والفكر والحركة، القضية الفلسطينية، فحدث ولا حرج!
فقد التقى، أمس (الثلاثاء 5 فبراير 2025)، "ترامب" بالمجرم "نتنياهو"، ضاربًا عرض الحائط بقرارات المحكمة الجنائية الدولية التي تقضي باعتقاله لجرائم الإبادة البشعة التي ارتكبها في حق الفلسطينيين، وهو أول لقاء بقيادي أجنبي (كبير!) منذ توليه الرئاسة الجديدة، تأكيدًا لأهمية الكيان الصهيوني وأولويته في جدول أعماله المُتخم بالقضايا، واستبق اللقاء، وأعقبه بمجموعة من التصريحات وحديث مُتشعب للصحافيين والإعلاميين، على درجة بالغة من الخطورة، يمكن استخلاص أهم مضامينها، التي تمس مُباشرةً وطننا ومنطقتنا وشعوبنا ومستقبل أجيالنا القادمة من مقولات "ترامب" التالية:
• اسرائيل صغيرة المساحة ولابد من توسيع حدودها!
• لابد من القضاء الكامل على "الإرهاب الفلسطيني".
• على مصر والأردن استقبال النازحين من غزة! لقد فعلنا الكثير من أجلهما وعليهما فعل ذلك!
• ليس أمام الفلسطينيين من بديل إلّا مُغادرة غزه!
• لا يُمكنني تأكيد أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة سيستمر!
• لا ينبغي إعادة إعمار القطاع، ومن ثم إعادة نفس القوة للسيطرة على المنطقة!
• ستتولى الولايات المتحدة السيطرة على قطاع غزة، وسنقوم بعمل هناك أيضًا: سوف نمتلكها!!
• أتصور سيطرة طويلة الأمد بقيادة الولايات المتحدة على القطاع، لدينا خططًا لتسوية القطاع بالكامل بالأرض.. إن من شأن ذلك أن يؤدي إلى إنشاء "ريفييرا الشرق الأوسط".. إن حيازة هذه القطعة من الأرض، وتطويرها، وخلق آلاف الوظائف، سيكون أمرًا رائعًا حقًا"!
• جميع مَن تحدثت معهم أحبوا فكرة سيطرة الولايات المتحدة على غزة!
• "الناس" تحب فكرة ضم إسرائيل للضفة الغربية، وسيكون هناك إعلان خلال الأسابيع المُقبلة حول هذه الفكرة!
• سنقوم بما يلزم في قطاع غزة، وسنُرسل رجال الأمن إذا لزم الأمر، وسنأخذ هذا المكان!
• العلاقات الأمريكية الإسرائيلية ستكون أقوى من أي وقت سابق!
• نتنياهو: ترامب أعظم صديق بالبيت الأبيض في تاريخ إسرائيل.
• نتنياهو: نحن نقاتل أعداءنا المشتركين، ونُغير وجه الشرق الأوسط!
وبالتدقيق في مضمون هذه التصريحات الدالة، يمكن التيقن من أن العالم يواجه في عهد "دونالد ترامب"، قوة عدوان متغطرسة وباطشة، تمارس سلوك عصابات قُطَّاع الطُرق، ومُجرمي "الكاو بوي" و"فرق الإبادة"، التي تولّت تصفية الملايين من أصحاب الأرض الأصليين، من قبائل "الهنود الحُمر" بأحط الأساليب وأخس الطرق، وهو شخص لا يُقيم اعتبارًا لقيمة إنسانية، أو مشاعر وطنية، أو مصالح بشرية.. مقاول لا يعنيه سوي المكسب ولو على حساب الملايين!
وقد أكدت مصر وأكد العرب، مُجددًا الموقف الثابت من قضية التهجير القسري، أو حتى الطوعي للشعب الفلسطيني من قطاع غزة إلى سيناء‘ لإدراكهم أن في التهجير نهاية القضية، وانتهاب الحق التاريخي للشعب الفلسطيني في أرضه وميراث الأجداد، وطي صفحتها إلى إشعار آخر.
"الترانسفير"، أو "التهجير"، أو "الترحيل"،.. أيًا كان مُسمّى عملية "طرد" شعب فلسطين خارج أرضه، هو جوهر "الفكرة الصهيونية" على حد تعبير "بن جوريون"، وهي التحقيق العملي للادِّعاء الصهيوني أن فلسطين "أرض بلا لشعب لشعبٍ بلا أرض" هو شُذَّاذ الآفاق من الصهاينة المتطرفين المُجمَّعين من شتى بقاع الأرض.
لكن علينا جميعًا أن نتذكر، ونحن ندافع عن حق الشعب الفلسطيني في أرضه، أننا لا ندافع عن حق أشقائنا الفلسطينيين فقط، او نساند الشرعية الإنسانية والقومية فحسب، وإنما ندافع عن سلامة الوطن المصري، وغيره من الأوطان العربية، التي هي محل للأطماع الصهيونية المُعلنة بلا مداراة، وعلينا ألا ننسى أبدًا شعار: "حدودك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل"، ولا خرائط "إسرائيل الكبرى" التي تعكس إصرار العدو الصهيوني على اغتصاب أراضٍ عربية، من مصر ولبنان والأردن والعراق والسعودية، فضلًا عن كامل التراب الفلسطيني، وهي مصورة بوضوح على أكتاف جنود العصابات الصهيونية المجرمة، ولا حملتهم التحريضية المُستمرة على الجيش المصري، تأكيدًا على نيتهم الغادرة حال استكمال الهيمنة على كلمل أرض فلسطين وطرد شعبها.
والأخطر بالبديهة انضمام رئيس الولايات المتحدة، بقدراتها وإمكاناتها لهذا الخط العدواني الشرس، دون تَحَفُّظ، بل والمزايدة على مواقف المجرم "نتنياهو" بدعاوي "ترامب" التي تبيح طرد شعب من أرضه، لأنها لاقت إعجاب "المقاول" الأمريكي، فقرر مُصادرتها، لكي يحولها إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"!
لكن هذا كله لن يكسر عزيمة الشعب الفلسطيني، ولا الموقف التلقائي له، والذي تبدى في رحلة "العودة" الأسطورية إلى الأرض، إلى البيوت المُهدّمة التي تفتقد الحد الإنساني الأدنى اللازم للحياة، ليقول لكل العالم: اشهدوا علينا.. هانحن متمسكون بالأرض مهما كانت التضحيات، ومهما عظمت المخاطر،... وقد عبر أحد مواطنيهم البُسطاء أبلغ تعبير عن هذا الإصرار: "لو أعطونا الجنة بديلًا عن فلسطين ما قبلنا".
وكذلك فإن التفاف الجماهير العربية حول القضية، وحمايتها من مؤامرة اختطاف غزة من قِبل الثور الأمريكي الهائج، عنصر مهم وفاعل، ودورها في دعم صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته لمؤامرات "التهجير" بمساعدته على البقاء، والتكتل خلفه لمساندته في محنته.. عنصر مهم للغاية في إفشال المؤامرات الصهيو ـ أمريكية.
ولا يغفلن عن وعينا أهمية استمرار وتصعيد حملات "المُقاطعة الشعبية" لكل مَن يتخذ موقفًا مُعاديًا لمصالحنا وحقوقنا، حتى يعلم أن لكل فعل رد فعل، والإساءة لحقوقنا لها ثمن باهظ!
ويقيني أن تحدي "دونالد ترامب" لأمن ومصالح دول العالم، وحتى أعضاء حلف "الناتو" الشريك، والدول الكبرى كالصين وروسيا وغيرهما، والتهديدات الخطيرة ـ بتحركاته الومُفاجئة المُدمرة في كل اتجاه ـ للاستقرار العالمي، والتي تشبه تحركات ثور هائج في بيت من زجاج، تحطم في طريقها كل ما يعترض سبيله، ستدفع العالم كله للتحرك، بصورة من الصور لكي تقول له: "كفى"!
وأخيرًا فإن موقف العرب، وفي مقدمتها مصر الكبيرة، سيكون له دورًا حاسمًا في رفض وإفشال "المخططات الترامبية"، والإصرار على أن للشعب الفلسطيني الحق في البقاء في أرضه.
وليكن شعارنا: "ماضاع حق وراءه مُطالب"!
أخبار متعلقة :